الملك : لا عودة عن الإصلاحات

تم نشره الثلاثاء 25 تشرين الأوّل / أكتوبر 2011 10:14 صباحاً
الملك :  لا عودة عن الإصلاحات

المدينة نيوز -  أكد جلالة الملك عبدالله الثاني أن لا عودة عن الإصلاحات، كاشفا عن أنه "تجري تحضيرات لإجراء انتخابات بلدية وانتخابات نيابية قريبا".

وقال جلالته في لقاء خاص أجراه مع جلالته الكاتب الصحفي خيرالله خيرالله ونشرته الثلاثاء صحيفة "الراي" الكويتية، إن"المرحلة المقبلة من مسيرة الأردن هي مرحلة التشريع والقوانين للمضي قدما في مسيرة الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي".

وفي رده على سؤال عن الأسباب التي مكنت الأردن من تفادي تفاقم الاضطرابات، أوضح جلالته أنه "كان من المهم العمل من أجل الابتعاد عن أي نوع من العنف مع المشاركين في الاعتصامات والتظاهرات، حتى لو كان هناك من يسعى إلى افتعال شغب وسقوط ضحايا".

وفيما يلي نص المقابلة: قال جلالة الملك عبدالله الثاني في اللقاء الذي اجري في مركز الحسين بن طلال للمؤتمرات، الذي أقيم قبل سنوات قليلة فقط في منطقة البحر الميت، على هامش "المنتدى الاقتصادي العالمي" الذي انعقد بين21 و23 تشرين الأول الحالي، إنه فيما يتعلق بعملية السلام في الشرق الأوسط، "للمرة الأولى لست متفائلا"، مضيفا أن "الوقت لا يعمل لمصلحة إسرائيل... ويخطئ المسؤولون الإسرائيليون إذا اعتقدوا أن الربيع العربي يصب في مصلحة إسرائيل وتكريس احتلالها للأرض العربية وسلب حقوق الشعب الفلسطيني".

وأوضح جلالته أن "الحكومة الإسرائيلية الحالية لا تتخذ خطوات عملية وجادة تترجم الالتزام الدولي بحل الدولتين. وتساءل "ما الذي يمكن أن نتوقعه في حال عدم قيام الدولة الفلسطينية القابلة للحياة، هل يعتبر خيار الدولة الواحدة حلا؟".

وأبدى جلالته تخوفه على الاستقرار في المنطقة، مشيرا إلى أن "مستقبل الشرق الأوسط مرتبط بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وبتحقيق السلام القائم على حلّ الدولتين، إحداهما دولة فلسطينية ذات سيادة وقابلة للحياة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية حسب ما تنص عليه قرارات الأمم المتحدة، وبما يؤدي إلى معالجة قضايا الوضع النهائي كلّها. أما الدولة الأخرى فهي إسرائيل التي يتحقق لها عندئذ الأمن والقبول. وإذا تحقق ذلك، سوف تبدأ حقبة من السلام والتعاون في منطقة تمتد بين المحيطين الأطلسي والهندي".

وركز جلالته ردا على سؤال على أن "الوقت لا يعمل لمصلحة إسرائيل كما يعتقد بعض المسؤولين فيها، وأنّ هؤلاء يخطئون إذا اعتقدوا أن الربيع العربي يصب في مصلحة إسرائيل وتكريس احتلالها للأرض العربية وسلب حقوق الشعب الفلسطيني".

وبدا جلالة الملك خلال اللقاء منزعجا من تصرفات الحكومة الإسرائيلية الحالية. وزاد من تشاؤمه وضع الإدارة الأميركية الحالية التي لا تبدو قادرة على القيام بأي مبادرة في الشرق الأوسط، بسبب انشغالها بالأوضاع الداخلية في الولايات المتحدة بدءا بالضمان الصحّي وانتهاء بالأزمة الاقتصادية.

واعتبر جلالته أن "الفلسطينيين ذهبوا إلى الأمم المتحدة سعيا إلى اعتراف بالدولة الفلسطينية في حدود العام 1967، بعد شعورهم بنوع من اليأس في ضوء السياسات الإسرائيلية الرافضة لخيار الدولتين والمواقف الدولية التي لا تعكس رغبة في ممارسة دور فعال يسهّل العودة إلى المفاوضات على أسس واضحة ومرجعية محددة".

وبالنسبة إلى الوضع الداخلي في الأردن، أكد جلالة الملك عبدالله الثاني أن لا عودة عن الإصلاحات. وقال: "تجري تحضيرات لإجراء انتخابات بلدية وانتخابات نيابية قريبا".

وأوضح جلالته أن طموحه في الإصلاح يتمثل في قيام مجموعة من الأحزاب الأردنية ذات برامج سياسية واقتصادية واجتماعية متكاملة، على أن يترشح كل حزب على أساس برنامجه وان يصوت المواطن للبرنامج وليس للشخص بسبب علاقة القربى أو الانتماء العشائري وما شابه ذلك.

وشدد جلالته على "الذهاب في الإصلاحات إلى النهاية"، مؤكدا أن "الديمقراطية هي المدخل إلى الإصلاح الحقيقي الذي يجتمع حوله الناس تحت مظلة أحزاب سياسية".

ولدى سؤاله عن الأسباب التي مكنت الأردن من تفادي تفاقم الاضطرابات، أشار جلالته إلى أنه "كان من المهم العمل من أجل الابتعاد عن أي نوع من العنف مع المشاركين في الاعتصامات والتظاهرات، حتى لو كان هناك من يسعى إلى افتعال شغب وسقوط ضحايا".

ولاحظ جلالته أن قوات الأمن استطاعت مواجهة الاضطرابات عن طريق احتوائها وذلك من دون اللجوء إلى أي نوع من العنف، مشيرا إلى أنه لم يسقط سوى قتيل واحد في الأردن طوال فترة الاضطرابات وكان ذلك المواطن الذي قضى ضحية "أزمة قلبية" تعرّض لها، لا علاقة لها بأي نوع من القمع أو العنف.

وحرص جلالة الملك على إدانة كلّ أنواع القمع التي تمارسها أنظمة عربية مع المتظاهرين، مشيرا إلى أن الإصلاحات في الأردن تشمل حتى دور الأجهزة الأمنية.وقال: "حتى لو انتصرت على شعبك عن طريق القمع، فأنت مهزوم".

وبخصوص المرحلة المقبلة، قال جلالته إن "المرحلة المقبلة من مسيرة الأردن هي مرحلة التشريع والقوانين للمضي قدما في مسيرة الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي".

وزاد "لقد قطعنا خطوة بالاتجاه الصحيح، من حيث انجاز التعديلات الدستورية التي تتطلب إجراء مراجعة شاملة وإقرار العديد من التشريعات والقوانين ضمن رؤية إصلاحية شاملة".

وأكد جلالته "أن الأولوية في هذه المرحلة هي إنجاز التشريعات والقوانين الناظمة للحياة السياسية، وفي مقدمتها قانون الانتخاب وقانون الأحزاب الذي ينبغي أن يتم التوافق عليهما، وكذلك إنجاز قانون الهيئة المستقلة للإشراف على الانتخابات، وقانون المحكمة الدستورية، حتى تكون لدينا مرجعية مختصة للبت بمدى دستورية التشريعات والقوانين".

وأوضح جلالة الملك "سيكون في مقدمة أولويات الحكومة الجديدة مواصلة مسيرة الإصلاح والتحديث وتنفيذ استحقاقات هذه المرحلة". وأكد جلالته "ان اختيار السيد عون الخصاونة لتشكيل الحكومة، ارتكز على ما يتمتع به من قبول وخبرة قانونية ومكانة عالمية، وهو أيضا أحد الشخصيات الأردنية المرموقة التي حازت على حضور واحترام دوليين مميزين".

 

و على صعيد آخر أكد جلالة الملك عبدالله الثاني أنه لا يمكن تحقيق الإصلاح السياسي بدون انجاز الإصلاح الاقتصادي وذلك من خلال التواصل والتحاور مع جميع مكونات المجتمع الأردني.

كما أكد جلالته دعمه المستمر لعملية الإصلاح، وقال "مهمتي هي أن أقود الأردن بالسرعة الممكنة نحو مرحلة يتم فيها اختيار رئيس الوزراء من حزب سياسي، وعلينا أن نوجد أحزاباً سياسية قائمة على البرامج".

وبين جلالته في مقابلة مع صحيفة "الواشنطن بوست" الأمريكية أجرتها لالي ويموث ونشرت الاثنين أن الوضع الاقتصادي هو مبعث القلق وهو الأمر الذي يشغل الجميع.

وقال جلالته في هذا السياق "إن الربيع العربي بدأ ليس بسبب السياسة، بل بسبب الاقتصاد والفقر والبطالة، وما يقلقني ليس الإصلاح السياسي لأنني أعرف بوضوح أين نتجه في ذلك، لكن ما يقلقني هو الوضع الاقتصادي، لأن الناس إن عادوا الى الشارع، فإن ذلك سيكون بسبب التحديات الاقتصادية وليس السياسية".

وبين جلالته ردا على سؤال حول الحكومة الجديدة أن رئيس الوزراء عون الخصاونة "له سجل ناصع وهو الشخص المناسب تماما الذي يستطيع أن يسير بنا نحو انتخابات وطنية بالسرعة الممكنة".

وفيما يخص تحقيق السلام وحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي أعرب جلالته عن عدم تفاؤله تجاه عملية السلام وأن الإسرائيليين " يفوتون على أنفسهم فرصة هنا، وإنني قلق كثيراً، وأنا الآن في أشد حالات الإحباط حيال عملية السلام. وأعتقد أن الكثيرين منا توصلوا إلى استنتاج وهو أن هذه الحكومة (الإسرائيلية) تحديداً ليست مهتمة بحل الدولتين".

ودعا جلالته الولايات المتحدة إلى الاستمرار في انخراطها في جهود السلام، لافتا جلالته في معرض رده على سؤال أن "اليأس والإحباط هما اللذان دفعا بالفلسطينيين كي يذهبوا الى الأمم المتحدة"، وأعرب جلالته عن اعتقاده "أن جزءا من المشكلة يتمثل في أنه كان للولايات المتحدة أولويات أخرى في هذه المرحلة".

وبين جلالته أن الإدارة الأمريكية "ستكون حذرة جداً في اتخاذ خطوات إلى الأمام بدون ضمانات بالنسبة لعملية السلام ، وهو أمر سيء لأن هناك حاجة ماسة إلى الولايات المتحدة في هذا الوقت".

وحول التعامل مع التطورات محليا بين جلالته " أننا تواصلنا مع الجميع وشكلنا لجنة حوار وطني، والشيء الآخر الذي كان ذا تأثير كبير هو أننا نشهد مظاهرات منذ 11 شهراً، ولكن...لم يقتل أحد، وقد كان ذلك قراراً اتخذناه منذ اليوم الأول، وهو تجريد الشرطة من أسلحتها، بينما في بلدان أخرى ...كان الحل الذي لجأوا إليه هو إطلاق الرصاص".

وفيما يتصل بالإحداث في سوريا أشار جلالته إلى حرصه "على إبقاء قنوات التواصل مع السوريين مفتوحة... وتحدثت مع الرئيس بشار الأسد مرتين خلال الربيع".

وردا على سؤال حول المستجدات في ليبيا أكد جلالته "كنا ملتزمين مع المجلس الانتقالي منذ اليوم الأول"، ولفت جلالته إلى مقولة قديمة "أن السلام أصعب من الحرب"، معتبرا أن التحدي الذي يواجه ليبيا الآن هو كيف يجعلون المرحلة الانتقالية تمر بسلام.(بترا )

 

 

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات