المحجوب في قرار الجامعة ضد سورية

ترافق تأسيس الجامعة مع نهاية الحرب العالمية الثانية ومحاولة بريطانيا الحفاظ على مواقعها عبر صيغة عربية تلتف على اي نهوض قومي عربي حقيقي, تنافست القاهرة (مصطفى النحاس) مع بغداد نوري السعيد عليها, ومرت بمحطتين هما بروتوكول الاسكندرية 1944 وميثاق الجامعة ,1945 وكان من ابرز اشكالات هذا الميثاق انه اشترط على فصل اية دولة, ان يؤخذ القرار بالاجماع, وهو ما يمكن القياس عليه في الحالة السورية (تعليق العضوية) وقبلها الحالة العراقية بعد دخول العراق الى الكويت على ان الابرز هنا هو ان سورية التي قادت معركة فصل (مصر) من الجامعة بعد تحالف السادات مع العدو الصهيوني, قد تكون مستهدفة اليوم من ابرز الذين هندسوا ذلك التحالف وهو نبيل العربي, مرشح قطر لخلافة عمرو موسى في منصب امين عام الجامعة...
واضافة الى ذلك, فان لتعليق عضوية سورية في الجامعة تداعيات اخرى, من توفير غطاء عربي لتدويل امريكي - اطلسي وتركي مقدمة لما شهدته ليبيا, الى استهداف فكرة الجامعة نفسها واستبدال العمل العربي باشكال من الشرق اوسطية الاسرائيلية ومجالس التعاون الاقليمية, خاصة مجلس التعاون الخليجي الذي يحاول البعض ربطه بالشرق اوسطية الاسرائيلية بذريعة (الخطر الايراني والهلال الشيعي)...
وليس هناك افضل من استثمار الازمة السورية والبكاء على الدم السوري كقناع لتمرير هذا السيناريو والاجهاز على فكرة العروبة والامة نهائيا ايضا وبصرف النظر عن الطبيعة السياسية للانظمة العربية المختلفة, فليس بلا معنى ان دولا مثل تونس واليمن وسورية وليبيا سبق وان قدمت مشاريع لتطوير الجامعة العربية فانتهت الى ما انتهت اليه مع تزايد نفوذ جماعات غير عروبية, سواء كانت سلفية او متوسطية او اقليمية. ومن المؤكد ان كل من يطرح افكارا لتطوير الجامعة, سواء للهيمنة عليها او لدمجها بالجملة في النظام الرأسمالي العالمي او للارتقاء بها ليس مرحبا به عند القوى التي تخطط لانهاء الجامعة ونعيها.. (العرب اليوم)