فلسطينيون يستثمرون في المستوطنات

في عـددها الصادر يوم السـبت الماضي نقلت (الرأي) تحقيقـاً لصحيفة إسرائيلية تحت عنوان يثير الذهول وهو: أصحاب رؤوس الأموال الفلسطينيين يفضلون الاسـتثمار في المستوطنات الإسـرائيلية.
نعرف أن رأس المال لا وطـن له ، فهو يبحـث عن الربح بصرف النظر عن الاعتبارات الوطنية ، وقد سـبق لأحد مؤسسي الشيوعية أن قال: لو طرحنا مناقصة لشـراء حبال لشنق الرأسماليين فإنهم سـوف يتنافسون للحصول على الصفقة!.
الموضوع برمته يعتمـد على رسالة ماجسـتير أعـدها طالب فلسطيني يدعى عيسى السميرات من أبناء الضفة الغربية ، والتقطتها الصحيفة الإسرائيلية فنشـرتها بقصد تحطيم المعنويات الفلسـطينية.
يبـدو من استعراض حيثيـات الدراسة أنها غير متماسكة ، ولم تخضع للنقـد الموضوعي ، ولا تلبي الحد الأدنى من أصـول البحـث العلمي ، وقد اعتمدت أساسـاً على استمارات استطلاع رأي أعدهـا وأجراهـا الطالب المذكور دون إشراف أو رقابـة أو ضمانات ، وليس من المستبعد أن يكون قـد فبـرك النتائج بقصد الإثارة أو لهدف آخـر.
تقول الدراسة أن بعض هـؤلاء المستثمرين المزعومين كانـوا عمالاً في إسرائيل ، فكيف تحولوا بفضل أجورهـم المحدودة إلى رأسـماليين ، يقيمون الاستثمارات ، اللهـم إلا إذا كان المقصود محـددة أو فرنا أو صالون حلاقـة أو هذا النوع من الاستثمار.
ويتحدث الباحث المزعوم عن استثمارات في حـدود 100 ألف دولار أي ما يعـادل ثمن سـيارة ، ودخول سـنوية تهبط إلى مسـتوى 100 ألف دولار أي ما يعادل راتب موظف في إسرائيل ، فليس هناك رأسماليون حقيقيـون أو استثمارات كبيـرة.
ومما يشـير إلى نوعية تلك الاسـتثمارات القول بأن تحول الصناعيين الإسرائيليين إلى التكنولوجيا المتطورة ترك فراغاً في الصناعات التقليديـة أشغله هـؤلاء المرتزقة.
نعرف أن المستوطنات الإسرائيلية تبنى بسواعد عمال فلسطينيين ، وهو أمر معيـب ولكنه مفهـوم بالنسبة لعامل يبحث عن لقمة العيـش.
لقـد حاولت أن أقلل من أهميـة وصدقيـة هذه المعلومة لأني لا أريد أن أصدق أن هذا يحـدث فعلاً ، ومع ذلك فقد يكون من واجب جهات رسـمية وشـعبية ذات مصداقية أن تتحقـق من الوقائع ، وأن تخرج بالاستنتاجات الصحيحـة ، فنحن في زمن العجائب ، وكل شـيء ممكن.
(الرأي)