الجلسة الثالثة من مؤتمر فيلادلفيا الدولي السادس عشر "الثقافات الشعبية" ( صور )

تم نشره الثلاثاء 22nd تشرين الثّاني / نوفمبر 2011 02:05 مساءً
الجلسة الثالثة من مؤتمر فيلادلفيا الدولي السادس عشر "الثقافات الشعبية" ( صور )

المدينة نيوز - عقدت صباح اليوم الثلاثاء الجلسة الثالثة من مؤتمر فيلادلفيا الدولي السادس عشر "الثقافات الشعبية"، في مسرح فيلادلفيا الكائن بالجامعة. حملت الجلسة، التي ترأسها الدكتور أحمد الحلواني، عنوان "مصادر الثقافات الشعبية وأصولها وروافدها".

"الواقعي والأسطوري في الثقافة الشعبية" هو العنوان الذي حملته الورقة الأولى التي قدمت في الجلسة، أكد فيها الدكتور محمد جودات (جامعة الحسن الثاني – المغرب) أن الواقعي والأسطوري في الثقافة الشعبية هما مفاعلان أساسيان يتم التعامل معها غالبا دون محاولة تفكيك اشتغالهما ضمن ميكانيزمات معقدة، تهدف من خلالها بنية الحكي الشعبي إلى تورية وتمرير كثير من القيم التي تبنيها؛ باعتبار الإبداع الشعبي لا يتصف فقط بالإبداعية كما يعتقد كثير من الباحثين بقدر ما يتصف ببناء القيم والتنشئة الاجتماعية وتأثيث الذاكرة الجماعية مع كل ما يحافظ على بقائها واستمرارها.

وأشار جودات أنه من هنا كان اهتمام المستعمر بدراسة الموروث الشعبي دون الكتابات الرسمية والعالمة، لأنها مخزون الذاكرة التي تتمرأى من خلالها القيم وطرق التفكير، ولأنها الكفيلة أساسا أن تكون المدخل الموضوعي لفهم الشعوب المدروسة.  ومن هذا المنطلق تسعى هذه الدراسة إلى رصد مكوننين أساسيين في الأدب الشعبي من خلال نصوص عملية؛ لمحاولة تتبع ميكانيزمات في بناء القيم والذاكرة الجماعية.

وقدم الدكتور أحمد سمير كامل (جامعة حلوان – مصر) في الورقة الثانية "أثر الموروث الشعبي النوبي في تأكيد الخصوصية الثقافية" لمحة موجزة عن مفهوم التراث الشعبي وأهميته وإرتباطه ببلاد النوبة المصرية، وإستنباط أهم ملامح الفكر التصميمي التي تميز بها التراث الشعبي النوبي فى مجال التصميم الداخلي. وأوضح السمات "الوظيفية و الشكلية والثقافية و البيئية " التي أكسبت ذلك الموروث تميزه و أصالته و صموده حتى الآن .
كما تضمنت الورقة  دراسة تحليلية لأهم المفردات التصميمية والرمزية التي تشكل منها التراث النوبي ومحاولة إعادة صياغتها للحصول على بعض التصميمات المبتكرة ذات الطابع الشعبي  والنوبي.

أما الدكتور عاشور سرقمة (جامعة غرداية – الجزائر) فقدم ورقة بعنوان "الثقافة الشعبية في مناطق الصحراء الجزائرية". وقال: إذا كانت الثقافة الشعبية هي كل تلك العناصر وأكثر فإن المناطق الصحراوية بالجنوب الجزائري ـ كعينة من الامتداد الصحراوي ـ ، ما تزال تزخر بكثير منها والتي وصل بعضها إلى العالمية؛ كبعض الفنون الشعبية وبعض المعالم الأثرية العمرانية التي صُنِّفت ضمن التراث العالمي، والتي أصبحت قبلةً لعديد الزائرين الذين أُعجبوا بها، ومن تلك الفنون التعبيرية الشعبية نجد " السَّبَيْبَا " كنوعٍ من الاحتفالات الشعبية في منطقة الأهقار في الجنوب الشرقي من الجزائر؛ وكذا موسيقى "آهَلِّيلْ" بمنطقة تيميمون في إقليم قورارة؛ جنوب غرب الجزائر، وقصور وادي ميزاب العريقة في ولاية غرداية، وغيرها.

وأوضح سرقمة أن هناك بعض المظاهر الشعبية التي ما تزال تنتظر من يُعرِّفُ بها ويوصلها من المحلية إلى العالمية؛ على غرار " الفَقَاقِير"؛ وهي عبارة عن طرق تقليدية تُستعمل في الري والسقي الفلاحي بمنطقة "تَوَاتْ" والتي أُعجب بها مثلاً الفرنسي كاميل ساباتيير (Camille Sabatier )، وبعض مظاهر التعاون الشعبي المسمى محليا بـ " تْوِيزَه"؛ وبعض التراث الشعبي الشفهي المروي؛ الذي ما يزال أغلبه محفوظاً في صدور الحُفَّاظ؛ ولم يُدوَّن بعدُ؛ مما يجعله عرضة للضياع والنسيان؛ وكذا عديد المخطوطات والكتب والكنانيش التي تنتظر التعريف بها من خلال فهرستها وتحقيقها ودراستها ثم طباعتها.

وقالت الدكتورة ريم موسى (جامعة بحر الغزال – السودان) في ورقتها "مظاهر تأثير الحضارة العربية الإسلامية على التراث السوداني والثقافة الشعبية" إن التراث السوداني تراث زاخر بالفنون الشعبية المختلفة والمتنوعة والتي تختلف من منطقة إلى أخرى تبعاً للاختلاف البئيي والقبلي، وقد تأثر هذا التراث بمظاهر الحضارة الاسلامية بعد دخول الإسلام إلى السودان وقد تركت هذه الحضارة بصماتها عليه ، وقد أنعكس هذا التأثير في عدة مجالات كالكتـابة، والحلي وأدوات الزينة، والمصنـوعات، والمدن التي توضـح العمارة، والأزياءالإسـلامية، وإرجاع النسـب لأصول عربية . ونسبة لأهمية التراث باعتباره أحد مصادر الثقافة الشعبية جاءت أهمية الورقة.

وتحدثت الدكتورة عائشة الدرمكي  (الجامعة العربية المفتوحة – سلطنة عمان) عن "الخطاب الأسطوري لفن النيروز في التراث الثقافي العماني أنموذجاً"، مشيرة إلى أن التصور الشعبي للكون من الموضوعات التي تمثل أهمية بالغة في فهم ثقافة الشعوب وفلسفتها خاصة فيما يتعلق برؤى العالم وأنماط التفكير وأنساق المعنى وأشكال التعبير الرمزي والمجازي والدلالات الرمزية للواقع الاجتماعي والأبعاد الرمزية لعملية التغير الثقافي . والإنسان هو الذي يشكل هذا التصور ويصنعه من خلال تواصله مع ذاته ومع الآخر (الإنسان ، والكون) ؛ فمذ خلق الإنسان خُلقت معه حاجته إلى التواصل بسواه من البشر أو ما يحيط به من طبيعة كونية ، كانت حاجته إلى التواصل تنضج بحثاً عن أساليب تيَّسِر عليه استخدام عقله وتؤتي استجابات كفيلة بإرضاء ما يتوق إليه نفسياً وما تتطلب منه الحياة حلَّه عملياً أو ثقافياً .

وأضافت أن الفنون الشعبية كانت واحداً من تلك الأساليب التي اعتمدها الإنسان في التواصل مع ذاته أو مع ما حوله ، وفي أداء تلك الفنون يتخذ أشكالاً وصوراً وحركات وأصوات ورموزاً ذات دلالات وأبعاد ثقافية واجتماعية، تشكل كلها مجتمعة لوحة أسطورية (بالمعنى الدلالي) ذات رموز دلالية تواصلية؛ فـ "الأسطورة مشابهة للدلالة الضمنية، هي مستوى أعلى من الدلالة . يرى لويس هيلمسليف أنه يوجد فوق مستوى الدلالة الضمنية(مستوى سيميائي تقعيدي) تنتمي إليه مسائل جغرافية وتاريخية وسياسية واجتماعية ونفسية ودينية ترتبط بأفاهيم كالوطن، والمنطقة، الأشكال القيمية للأساليب الشخصية.

فيما قدم الدكتور منير البصركي ( جامعة القاضي عياض – المغرب) لمحة عن "مصادر الثقافة الشعبية في المغرب: رصيد غني ومتنوع" أكد خلالها أن المغرب ـ كباقي الدول العربية والإسلامية ـ يتمتع برصيد هائل مـن مكونات الثقافة الشعبية، وله خصوصيات نعرف منها قليلا أو أكثر ، وهي معزوة إلى تعدد البيئات، وغنى هذه البيئات التي نشأت فيها الثقافة الشعبية ونمت وترعرعت نشأتها في أحضان مسيرة حضارية وثقافية ممتدة في الزمان، كما هي ممتدة في المكان، وتوسلها بأدوات تعبيرية مختلفة ومعلوم أن الثقافة الشعبية بله العقلية الشعبية لا تعرف الحدود حتى في التصوير والتخيل.

ولفت البصركي إلى أنه يمكن أن نقف على هذا في الحكايات والخرافات الشعبية وما إلى ذلك. ونحن في هذا الإطار مطالبون ، ونحن ندرس الثقافة الشعبية في مختلف ألوانها وأشكالها، أن نتعرف إلى الرصيد الغني والمتنوع من مصادر هذه الثقافة الشعبية التي تعكس لنا كل المظاهر الحية لحياة الشعب المغربي ومعرفة أساليبها وأنماطها،  حتى لا تضيع هذه الثقافة ومصادرها بحجة التطوير والجري وراء كل جديد مستحدث.

 

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات