من قتلتم وأي علم رفعتم وأين أنتم?

الاثافي الثلاث معا, حيث تنكشف خيوط السيناريو الامريكي - الصهيوني لتدمير سورية الهوية والدولة وليس النظام كائنا ما كان, فهو ما لا يعنينا بذاته:
فأما اول الاثافي فهو اغتيال طيارين عسكريين لا ذنب لهم إلا انهم ضباط في جيش شكّل ولا يزال صمام امان وحدة الدولة والارض والرسالة فقد كان الجيش, اي جيش عربي هو الهدف الاول لتصفية الدولة, كما فعل المستعمرون مع جيش محمد علي ثم احمد عرابي في مصر ثم مع جيش يوسف العظمة في ميسلون ثم مع الجيش العراقي, واستبدال هذه الجيوش بجيوش صغيرة في خدمة المستعمرين, ومن المفارقة ان المستعمرين اطلقوا عليها اللقب نفسه في كل مرة (الجيش الحر).
وأما ثاني الاثافي فهو ضرب رموز الدولة الاخرى خاصة العلم او البيرق واستبدال اعلام الاستقلال بالاعلام التي فرضها المستعمرون من علم فترة الاستعمار الايطالي في ليبيا الى علم فترة الاستعمار الفرنسي على سورية, وهو العلم الذي يرفعه بعض المتظاهرين ورأيناه على صدر محيي الدين اللاذقاني وعبدالباسط سيدا ثم رأيناه يرفرف على منزل السفير السوري في القاهرة بعد اقتحامه تحت صيحات التكبير التي سمعناها من قبل عند اكثر من سفارة ليبية في الخارج ونأتي الى ثالثة الاثافي, بلدات (تركية) تشهد نشاطات ومؤتمرات لمعارضين سوريين ولا احد يدقق فيها, لكنها تكمل مشهد وسيناريو تفكيك سورية, الدولة والهوية والارض.. فمن محاولة اسقاط دور الجيش كصمام امان لهذه الوحدة بالتطاول عليه الى محاولة اسقاط قيمة البيرق والعلم الوطني, الى عقد اجتماعات ومؤتمرات ونشاطات في بلدات تابعة لمنطقة الاسكندرون السورية بوعد فرنسي يشبه وعد بلفور البريطاني للحركة الصهيونية في فلسطين.
ومن قبل ومن بعد, سورية الله حاميها وشعب شجاع لا يخلط الاوراق ويدرك اولويات الوجود والبقاء والتحدي واستحقاقات اللحظات السياسية الحرجة, ويتميز بحساسية خطر مجربة ادهى من كل مطابخ ودوائر الاستخبارات الدولية واليهودية العالمية.
(العرب اليوم)