ندوة حول اليوم العالمي للفلسفة في جامعة فيلادلفيا

المدينة نيوز - قال رئيس الجمعية الفلسفية الأردنية الدكتور هشام غصيب إن الفلسفة تنتمي إلى الطبقة الأعمق من طبقات الوعي الاجتماعي التاريخي،لافتا إلى أنها الإيماءة الأعمق للوعي البشري.

وأضاف غصيب، في ندوة أقامتها كلية الآداب بجامعة فيلادلفيا اليوم بمناسبة اليوم العالمي للفلسفة، أنه من الضروري تحويل الفرد إلى ذات مفكرة، وفي مقدمة العمليات الاجتماعية في هذا الصدد هي العملية التعليمية.

وقد أقر "اليوم العالمي للفلسفة" بمبادرة من منظمة اليونسكو منذ عام2002 من أجل دعم الفلسفة، وترسيخ مكانتها التقليدية، كي تتابع رسالتها العالمية في خدمة التنوع الثقافي، والسلام العالمي، وتعزيز التعاون الدولي بشأن المسائل المتصلة بتعليم الفلسفة.

وشارك غصيب في الندوة، التي أدارها أستاذ الفكر والحضارة في جامعة فيلادلفيا الدكتور موسى برهومة، وحضرها عدد كبير من طلبة الجامعة وأساتذة كلية الآداب، وأعقبها نقاش مثير.

واشار أستاذ الفكر والفلسفة في جامعة فيلادلفيا الدكتور توفيق شومر الذي عاين أوضاع المعرفة في العالم العربي إلى فقدان الأغلبية لحافز القراءة والمطالعة للموضوعات الفكرية والمعرفية الجادة.

وتناول غصيب، خلال الندوة، مشكلة العقلانية، أو بالأحرى مشكلة غيابها، في الوطن العربي اليوم، موضحا أن العقلانية العربية القديمة هُزمت في العصور الوسيطة وظلت مهزومة حتى وقتنا الحاضر.

ورأى أنه لا يمكن لنا تحقيق أي تقدم حقيقي على درب عودتنا إلى التاريخ من دون أن نعيد تملك العقلانية، ولكن بصيغتها الحديثة، مشيرا إلى أنه لا يمكن أن نفعل ذلك إلا عبر تملك العلم الحديث والفلسفة الحديثة.

وأكد الدكتور شومر أن الثقافة العامة لا تُصنع بشكل فردي، مشيرا إلى أنها نتاج مجموعة من الممارسات التي تدفع بنوع معين من المعرفة إلى الواجهة، وتلغي غيرها من المعارف.

وأعاد شومر فعل التفلسف والفلسفة إلى جذوره في الثقافة العربية الإسلامية، مبيّنا أن هذا الفعل نشط بشكل كبير مع بداية الدعوة الإسلامية، وقد كان النشاط الفلسفي الأهم حينها هو علم الكلام.

وأضاف أن الفعل الفلسفي استمر بالتطور والانتشار إلى أن أضحت الفلسفة من أهم العلوم، وكان الخلفاء يقربون الفلاسفة إلى مجالسهم، وهذا ما توضحه لنا بجلاء الروايات الفكرية المهمة التي يقدمها لنا أبو حيان التوحيدي في كتبه "الإمتاع والمؤانسة" و"الصداقة والصديق" و"المقابسات"، كما يمكن الاستدلال على ذلك من الكثير من كتب السير لتلك الحقبة.

وشدد على أنه لا يمكن للفرد أن يبتعد عن الفلسفة، كما لا يمكنه أن يبتعد عن السياسة مبيناً أن كل موقف يتخذه الإنسان في حياته هو انعكاس لموقف فلسفي، والموقف الرافض للفلسفة هو بحد ذاته موقف فلسفي.

وقال إذا أرد المجتمع العربي أن يعيد أمجاد الفكر العربي فلن يكون بالانعزال عن الفكر الإنساني والعالمي لافتا إلى أنه يكون بحركة النقاش والسجال مع هذا الفكر كي تنهض بمهارات التفكير والإقناع.(بترا)