السياحة التعليمية تشكل 10 بالمئة من اجمالي الدخل السياحي
المدينة نيوز- بشار الحنيطي - تسهم السياحة التعليمية التي ينظر اليها كنوع من انواع السياحة الدولية كالعلاجية والترفيهية والتبادل الثقافي والاقتصادي وغيرها في تعزيز الروابط الثقافية بين الدول من خلال ما يكتسبه الطالب من معارف جديدة وما ينقله من معارف تتعلق ببلده .
ولا شك أن اكتساب تلك المعرفة يكون له تأثير على الطالب ومجتمعه عند عودته الى بلده لان هذا النوع من السياحة له تأثير كبير لتميزه بطول الفترة الزمنية من جهة، وللاحتكاك اليومي للطالب بأفراد المجتمع الذي يقيم فيه من جهة أخرى .
واشارت التقارير الصادرة عن دائرة الاحصاءات العامة ان دخل السياحة التعليمية - اي ما ينفقه الطلبة غير الاردنيين داخل المملكة - خلال العام الدراسي 2007 / 2008 بلغ 161 مليون دينار أي ما لا يقل عن عشرة بالمئة من اجمالي الدخل السياحي للمملكة , وهذا يؤكد اهمية هذا النوع من السياحة ويظهر الدخل المباشر الذي توفره للاقتصاد الوطني بشكل عام .
وبحسب مدير عام هيئة تنشيط السياحة نايف حميدي الفايز فان المملكة تستقبل اعدادا كبيرة من الطلبة من مختلف الدول نتيجة لتميز جامعاتنا بمستوى مرموق وقدرة على تدريس جميع التخصصات العلمية مما يعد دافعا رئيسا لقدوم هذه الأعداد الكبيرة من الطلبة للدراسة في المملكة .
واضاف لوكالة الانباء الاردنية ان التشابه في العادات والتقاليد واللهجة والمناخ وقرب المسافة اضافة الى ما تتمتع به المملكة من طبيعة سياحية وامن واستقرار يشجع اهالي الطلبة العرب على ايفاد ابنائهم للدراسة في جامعاتنا .
وحول دور الهيئة في دعم وتعزيز مجالات السياحة التعليمية اشار الفايز الى ان الهيئة وللمساهمة في زيادة حجم السياحة التعليمية واستقطاب الطلبة العرب نظمت خلال عام 2006 بالتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والجامعات الاردنية سوق السياحة التعليمية \" المعرض التعليمي \" في مختلف دول الخليج العربي تم خلاله عرض المميزات الاكاديمية والفنية والمهنية لجامعاتنا والتخصصات والبرامج التعليمية المتاحة فيها .
وبين ان الهيئة تعمل حاليا على اعداد برنامج سياحي شامل لتنظيم معارض سياحية في دول الخليج العربي خلال العام الحالي يتضمن وبجزء هام منه السياحة التعليمية من خلال التنسيق مع وزارة التعليم العالي للترويج للمساقات التدريسية والبرامج الاكاديمية التي تقدمها جامعاتنا في مختلف تخصصات مراحل التعليم الجامعي وابراز المميزات والتسهيلات التعليمية وغيرها كانخفاض تكاليف الاقامة وسهولة التنقل الامر الذي يشجع الطلبة العرب وذويهم على اختيار جامعاتنا لاستكمال المراحل التعليمية على اختلافها .
واشار بهذا الصدد الى ان البيانات الاحصائية تبين ان الطلبة العرب الملتحقين بالدراسة في الجامعات الأردنية لمرحلة البكالوريوس يشكلون الغالبية اذ بلغت نسبتهم خلال العام الجامعي 2005 / 2006 4 ر82 بالمئة من الطلبة غير الأردنيين , كما شكل الطلبة من الدول العربية في قارة آسيا الغالبية من الطلبة العرب حيث بلغت نسبتهم 2 ر 96 بالمئة وفي المقابل شكل الطلبة من الدول العربية في قارة افريقيا النسبة المتبقية اي 8 ر3 بالمئة فقط .
وقال ان الهيئة وبهدف تنشيط السياحة ستعمل خلال العام الحالي على تنفيذ برامج لزيادة حجم التواصل واللقاءات مع الطلبة العرب من خلال زيارات مبرمجة لاندية الجامعات للتعريف بالمنتج السياحي الاردني المتنوع بهدف ايصالها الى ذويهم الامر الذي يسهم في استقطاب باقي افراد عائلاتهم لزيارة المملكة لغايات السياحة على اختلافها سواء العلاجية او الترفيهية او التاريخية وغيرها .
وقال امين عام وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور تركي عبيدات ان الوزارة والجامعات الاردنية تولي اهمية كبيرة للطلبة الوافدين حيث تشتمل جامعاتنا على مكاتب دائمة لشؤون الطلبة العرب والاجانب اضافة الى العديد من الترتيبات السنوية التي تعتمدها الوزارة بالتعاون مع الجامعات بهدف تسهيل اجراءات استقبال الطلبة الوافدين وتسجيلهم والعناية بشؤونهم على اختلافها سواء الدراسية او الحياتية كالاقامة والسكن والتنقل وغيرها .
وبين ان دراسات الوزارة تشير الى ان اعداد الطلبة الوافدين في تزايد مستمر اذ ارتفع مجموعهم من ما يقارب 24 الف طالب وطالبة خلال العام الدراسي 2006 / 2007 الى حوالي 28 الفا خلال العام الدراسي الحالي الامر الذي يبين تميز البيئة التعليمية والاجتماعية التي تناسب الطلبة الوافدين من الدول العربية والاسلامية والصديقة .
واشار الى ان الوزارة وبالتعاون مع الجامعات اعدت استراتيجية شاملة ومتكاملة للسنوات الخمس المقبلة لقطاع التعليم العالي والبحث العلمي تركز على عدة محاور اهمها الاعتماد وضمان جودة التعليم العالي والبحث العلمي والدراسات العليا وتطوير اسس القبول والتعليم التقني والفني وتمويل الجامعات والبيئة الجامعية مبينا ان محور التمويل يركز على ضرورة زيادة عدد الطلبة الوافدين لتأمين مصادر تمويل اضافية للجامعات خاصة في البرنامج الدراسي الموازي .
وقال ان الاستراتيجية تركز كذلك على محور البيئة الجامعية بحيث تكون محفزة للابداع والتميز وتقبل الرأي الاخر وان تكون الجامعات الاردنية مجهزة باحدث وسائل الاتصال والانترنت لتعزيز تواصل اداراتها واعضاء التدريس من جهة والطلبة من جهة اخرى بهدف حل المشكلات التي قد تواجههم وارشادهم وتوجيههم .
واوضح عبيدات ان التقارير الدولية تشير الى ان الاردن ما زال في مقدمة دول المنطقة في مجال التعليم والتعليم العالي الامر الذي يشكل حافزا امام الطلبة الوافدين لإختيار الجامعات الاردنية لاستكمال دراساتهم الجامعية سواء بمستوى البكالوريوس او الدراسات العليا حيث يلتحق بجامعاتنا حاليا ما لا يقل عن ثلاثة الاف طالب وافد لاستكمال دراستهم في برامج الدراسات العليا .