إيران في المرمى الإسرائيلي

تم نشره الجمعة 09 كانون الأوّل / ديسمبر 2011 12:16 صباحاً
إيران في المرمى الإسرائيلي
سلطان الحطاب

المدينة نيوز - كانت تسريبات معلوماتية قد أشارت الى أن الهجوم الاسرائيلي على المنشآت الايرانية قد يتم عشية عيد الميلاد القادم أو بعده بقليل ليسبق الانتخابات الاميركية ويؤجل الاسرائيلية ويستفيد من المناخ الذي احدثه الربيع العربي في تعطيل قوة كثير من دول المنطقة وحتى أحزابها (حزب الله) ومنظماتها (حماس) وغير ذلك..

اسرائيل الآن والتي انضم الى جوقة المبشرين فيها بضرب ايران تحت حجة مفاعلاتها النووية أو اشعال حرب في المنطقة بذريعة محاربة الأهداف النووية الايرانية..شمعون بيرس بعد أن اتفق نتنياهو وباراك خارج المجالس الحكومية المكبرة والمصغرة على الشروع في الضربة وان بشكل محدود وضيق ليفسح المجال لتورط أميركي لن يبقى بعيداً بعد الاشتباك الاسرائيلي وردة الفعل الايرانية..

اذن المناخ الآن موات لتقوم اسرائيل بمغامرتها وتصدر أزمتها الداخلية سواء لجهة الانتخابات ومنافسة حكومة اليمين او لجهة الهروب من أي استحقاقات يريدها العالم منها للقضية الفلسطينية وبالتالي استغلال الانصراف في معظم دول الاقليم عن أن تلعب أي دور يواجه اسرائيل أو حتى ربما يدينها بقوة..

هل هذه اللحظة المناسبة؟ هذا هو السؤال الذي تتداوله الآن القيادات الاسرائيلية التي اتفقت على مبدأ الضربة وربما اخراجها منذ وقت ليس قصيراً حيث جرى اعداد الميدان لذلك وخاضت اسرائيل وعملاؤها داخل ايران وخارجها ضربات تحت الحزام بعمليات تخريبية استهدفت مواقع ايرانية واغتيال علماء وشخصيات عاملة في الامداد اللوجستي والاتصالات في مجال العلوم النووية وعمليات التجسس مباشرة أو بوكالة الطائرات الأميركية دون طيار والتي اسقطت احداها أخيراً وأيضاً بإلقاء القبض على مجموعات عبرت حدود ايران وبعضها ما زالت ايران تتستر عليها ولم تكشف عن مواعيد الدخول أو المهمات..

هل الوقت مناسب؟ هل أصبحت الامكانية هي من خلال عبور الطائرات الاسرائيلية للأجواء السورية حيث اختبار النظام السوري الذي قد لا يسمع صوته الآن والذي يفتقد الى امكانية ردود فعل بعد أن فقد مثل ذلك حين ضربت اسرائيل قبل ثلاث سنوات ما أسمته بمواقع أو منشآت نووية في شمال سوريا..ثم ألم يعد الوقت مواتياً أيضاً للعبور عبر الاجواء العراقية بعد رحيل القوات الاميركية حيث لا يمتلك العراق مقومات المنع أو الرد أو التصدي..اسرائيل قد تضمن أيضاً سكوت دول الخليج التي لها موقف من ايران وقد لا تعلق هذه الدول، فلاسرائيل خبرات سابقة حين ضربت مفاعل تموز العراقي بعد سنوات طويلة..

اسرائيل تدرك بعد أن تبدأ الضربة انها لن تكون وحدها في الخطوة التالية للمواجهة وأنها تريد أن تضمن أن تكون ردة الفعل الايرانية محدودة أو مستوعبة أو ضعيفة وأن السيناريو الذي ورط فيه الاسرائيليون الاميركيين في العراق يمكن تكراره مع ايران..

مراقبون حتى من اسرائيل يعتقدون ان ذلك مغامرة شديدة وأن الولايات المتحدة التي نصحت اسرائيل ان لا تفعل ثم بعد ذلك كشفت عن النوايا الاسرائيلية دون تحذير كاف لها وانما أدرجت ذلك في باب استعمال الموقف الاسرائيلي ورقة ضغط على ايران..هذه الولايات المتحدة متعبة من حربين في أفغانستان والعراق وكلفة اعلان حرب على ايران ستكون باهظة جداً فما هو المخرج..

حسابات البيدر الاسرائيلي قد لا تناسب حسابات الطاحونة الاميركية وكيل السرايا يختلف عن وكيل القرايا ولكن اسرائيل تريد قص النجيل النووي الايراني مبكراًَ وقبل أن يكبر لتعطي نفسها فترة أفضل في متابعة نموه ومراقبته وبالتالي السيطرة عليه فهي لن تصفي ذلك ولكنها تضمن خلط الاوراق وتعطيل المشروع..

ايران ان وقعت الضربة في هذه المرحلة كما يرى اصحاب فكرة الضربة الاسرائيلية في رئاسة الأركان والحكومة الاسرائيلية قد لا تجد مخالب لها أو قوى حليفة في المنطقة تساعدها، فسوريا رهن الأحداث وحزب الله في حالة صعبة وحماس تبحث عن مقر والعالم العربي مشغول بالربيع..

هل تفعلها اسرائيل، هل يفعلها مجانينها وهل يرمي المجنون الاسرائيلي حجراً بالكاد يستطيع العالم ازالته؟(الراي)

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات