اهلا معارضة

- لم يحدث مرة واحدة في تاريخ الشرق الحديث والمعاصر ان دعم الامريكان معارضة او سلطة من دون اخذ اعتراف وضمان منها وتوقيع على بياض بشأن دولة العدو الصهيوني, فالاعتراف بهذا العدو ومصالحه وامنه (الاقليمي) الذي يتعدى حدود فلسطين المحتلة نفسها, هو الشرط الاول والحاسم لاي اعتراف ودعم امريكي لاية سلطة ومعارضة...
ومن ذلك, وقبل ان تلعب عوامل عديدة دورا بتحولات ثورة يوليو المصرية بقيادة عبدالناصر, فان الدعم والاعتراف الامريكي بهذه الثورة سرعان ما تحول الى عداء مطلق بسبب رفض عبدالناصر بناء ترتيبات اقليمية (من تحت الطاولة) مع (اسرائيل)..
ورغم سنوات العسل الطويلة مع الاخوان المسلمين ضد الشيوعية وعبدالناصر, الا ان الامريكان لم يترجموا ذلك الى دعم لهم من اجل السلطة الا بشرط واحد يتعلق باسرائيل حيث تكفل ابن باز وتلاميذه بذلك في السنوات الاخيرة باقتراح (هدنة طويلة وصلح حديبية طويل) كان من نتائجه رفع الحظر الامريكي عن انتخابات قد تدفع الجماعة الى الحكومة من المحيط الى الخليج..
ورأينا انه ما من تمرد هنا وهناك حظي بالدعم الامريكي الا واعلن جهارا نهارا اعترافه بالعدو الصهيوني من جماعة جنوب السودان ودارفور الى الجيوب الكردية..
وها هي اوساط مختلفة من اوساط (الربيع العربي) تحفظ الدرس المذكور جيدا وتتلوه امام المندوب السامي الامريكي في كل مكان...
فبعد عمر مديد من المعارضة (المسدودة الافاق) ورفض الاعتراف باسرائيل صارت الافاق مفتوحة للغنوشي بعد ان اعلن انه لا مشكلة عنده مع اسرائيل واين, امام الايباك اليهودي نفسه...
ومثل الغنوشي, غنانشه مصر وليبيا والمغرب بعد ان اعتقدوا ان صفقة القرن مع الامريكان هي تدبر سماوي (يمكرون والله خير الماكرين)...
وها هم قادة ما يعرف بالمجلس الوطني السوري يتسابقون على تقديم آيات الولاء والطاعة للمندوب السامي الامريكي انطلاقا من حيث يحب ويشتهي, الاعتراف بالعدو الصهيوني واعلان الجهاد الامريكي ضد حزب الله والمقاومة من منابر الشرق الاوسط بدلا من قندهار, وفي مواجهة العدو الدولي نفسه للامريكان (روسيا) والصين...0(العرب اليوم)