ماذا تقول الأغلبية الصامتة؟

المدينة نيوز - في الإجابة على هذا السؤال يتبادر إلى الذهن أن الأغلبية الصامتة لا تقول شـيئاً ، فهي بالتعريف صامتة. ولكن بهـذا المعنى ليس هناك أغلبية صامتة وليس هنـاك صمت ، فكل مواطن له رأي في قضايا الساعة ولكن البعض لا يريد أو لا يجـرؤ أن يجاهر برأيه ، أو أنـه لا يجد من يسأله عن رأيـه.
ليس هناك فروقات شاسـعة بين الأغلبية الصامتة في البلدان المختلفة ، ولذا يمكن ، في غياب معالجـة استطلاعات الرأي في بلـد ما ، الاستنارة بما عليه الحال في بلد آخـر ، فالطبيعة الإنسانية واحدة.
في بلد ديمقراطي كأميركا مثلاً ، أجاب 81% من أبناء الشعب الأميركي غير المسيسين أن بلادهم تسير بالاتجاه الخاطئ ، مقابل 14% فقط راضون عن الاتجاه العام ، فلا عجب والحالة هذه أن نجد التذمر غالباً في مجتمعنا.
وحول النظرة العامة تجاه المحتجين فإن نصف المواطنين ينظرون إليهم إيجابياً ، مقابل الربع ينظر إليهم سلبياً ، والباقون لا يهتمون ويتعاملون مع الاحتجاجات بعدم اكتراث.
أما فيما يتعلق بتخفيض عجـز الموازنة فإن 4% فقط من المواطنين يعتقدون بأن عجز الموازنة يجب أن يغطى بالمزيد من الضرائب مع إبقاء الإنفاق العام عند مستواه الحالي ، في حين أن 29% يرون تخفيض الإنفـاق العام دون زيادة الضرائب ، ولكن الأغلبية أو 65% يرون أن العلاج يكمن في مزيج من زيادة الضرائب وتخفيض النفقـات.
وينقسم الرأي العام بالتسـاوي تقريباً بين من يطالبـون بتخفيض الإنفـاق العام وضبط الموازنة من جهـة ، ومن يطالبون بزيادة الإنفـاق العام وتقديم المزيد من الخـدمات الحكومية وتحفيز النمـو من جهة أخرى.
لو أجـري هـذا الاستطلاع في الأردن فإن النتائج قـد لا تختلف كثيراًُ ، فهـذه هي الطريقة التي تفكر بها الأغلبية الصامتة إذا أعطيت الفرصة لإبـداء رأيها.
جهات عديـدة تدّعي أنها تمثل الأغلبية الصامتة ، لكن المهم أن الأغلبية الصامتة ليست فعالـة فهي عملياً ليست صامتة لفظياً فقط ولكنها سـاكنة سياسياً أيضاً ، وهي تقبل الموجـود على علاته ، ويشبه موقفهـا موقف من يمتنع عـن التصويت تاركاً لغيره أن يقوده ويأخـذ القرار نيابـة عنه. (الراي)