النائب الظهراوي يكتب عن الفساد

المدينة نيوز - خاص - النائب محمد الظهراوي - بدأت وسائل الإعلام المحلية بنشر أولى الخطوات الحكومية لمحاربة الفساد والتي تمهد لشتاء حامي, ينبئ عن سقوط رؤوس فساد من العيار الثقيل والمنسوب إليها تهم بالفساد والرشوة والتكسب وسوء استغلال المنصب والوظيفة ,ونحن هنا لاندين أحد قبل أن يدينه القضاء العادل.
إن في استدعاء رؤساء الوزارات وجميع المسئولين عن قضية الكازينو والقضايا الأخرى هو مطلب شعبي ونيابي على سبيل الاتهام ول...يس على سبيل الشهادة , فالعدالة يجب أن تأخذ مجراها ولابد لشمس الحقيقة أن تشرق.
الحكومة اليوم أمام اختبار حقيقي للنزاهة والشفافية وقوة الولاية العامة ,فالرؤوس الكبيرة والفاسدة تختبئ هذه الأيام خلف ظهورها العشائرية ومن كان بلا ظهر يحاول أو حاول الهرب خوفاً من العقاب والمصير المحتوم.
قضايا الفساد كبيرة من قضية الكازينو وتزوير الانتخابات إلى فضيحة سكن كريم,وكذلك صفقات الفساد في الشركات القابضة والمشاريع الاستثمارية ,خصخصة القطاع الحكومي ونهب مقدرات الوطن,نضيف إلى ذلك التعدي على أراضي وممتلكات الدولة من قبل المسئولين الحكوميين والعسكريين, وفتح ملفات هذه القضايا يحتاج إلى قرارات جريئة وصعبة من قبل الحكومة.
الشعب اليوم بات مقتنعاً بأن محاربة الفساد لايكون إلا بمحاسبة المذنب كان من كان ومهما علت قامته وخلف من إختبىء فلا قامة تعلو على قامة القانون.
جلالة الملك اليوم يتقدم الجميع في الإصلاح وإن إعلان الديوان الملكي الأخير حول قضية الأراضي ونقل ملكيتها كان رسالة ملكية للحكومة والشعب بأن لا أحد فوق القانون ولاغطاء ولا حصانة لفاسد.
الحكومة اليوم أمام خيار وحيد وصعب إما أن تكون قوية وصاحبة ولاية عامة تقف مع الرؤية الملكية للإصلاح ومن خلفها الشعب الأردني أو أن تكون مهادنة وضعيفة أمام القوى الرجعية التي لاتعيش إلا في بيئة فاسدة وتحارب بشراسة التغيير.
الفاسدون هم المجرمون الحقيقيون لأنهم بظلمهم لنا وللوطن ترتكب الآف الجرائم وتنتهك الآف الأعراض والحرمات فالفقر والظلم وضياع مكتسبات الوطن بأيدي الفاسدين هو من أفقد مجتمعنا إتزانة على مستوى الأفراد والجماعات.
الأيام القادمة سوف تكون شاهده على قدرة الحكومة على القبض على دمى الفساد وعلى الأيدي التي تحركها, فالفساد منظومة مصالح متشابكة لاتنهار إلا بإنهيار رؤوسها فقوى الفساد تلتقي على هدف واحد وتحاول أن تحتمي بالعشيرة والعائلة ,بالمنصب والحظوة , بالمال والسلطة,تلك هي حصانتهم من الإتهام وذلك هو درعهم الواقي من المحاسبة.