فيلادلفيا يقيم ندوة "الآفاق المستقبلية للطاقة"

المدينة نيوز - ناقش خبراء وأكاديميون التطلعات المستقبلية والحلول الافتراضية في مستقبل الطاقة، وتطويرها في مختلف المجالات وبخاصة في مجالات الطاقة المتجددة والتي تشهد خططها ومشروعاتها اهتماما كبيرا. جاء ذلك خلال ندوة  "آفاق المستقبل للطاقة" الذي عقده مركز الدراسات المستقبلية في جامعة فيلادلفيا، والتي أقيمت صباح اليوم في فندق الريجينسي بحضور عدد كبير من المهتمين والخبراء في مجال الطاقة.
 
واقترح رئيس جامعة فيلادلفيا الدكتور مروان كمال، في كلمته الافتتاحية للندوة استخدام وسائل النقل العامة من خلال إيجاد باصات نقل جديدة للتنقل ، خاصة وأن الأردن تتمتع ببنية تحتية ممتازة، ودعا إلى فرض ضريبة على من يدخل عمان بسيارته للتوفير في فاتورة الطاقة. كما تطلع أن تسفر هذه الندوة عن قراءة مستقبلية مفيدة في الخيارات الأكثر نجاعة للطاقة في بلادنا.
 
وأشار خبير الطاقة الدكتور هشام الخطيب إلى أن معدل نمو الطاقة المتوقع خلال الثلاثين سنة القادمة 2.9% ، وأن نمو استهلاك الطاقة يتوقف على النمو الاقتصادي والتزايد السكاني وسياسات كفاءة الطاقة. وعزا أسباب ارتفاع كثافة استعمال الطاقة إلى أن الأردن دولة ترانزيت كثيفة الاستعمال للنقل، إضافة إلى وجود الكثير من الصناعات كثيرة الاستهلاك للطاقة كالاسمنت، والدعم لأسعار المحروقات والكهرباء، واستعمال أجهزة مستعملة ومستوردة قليلة الكفاءة، تواضع سياسات تحسين كفاءة الطاقة والترشيد.
 
وبين الخطيب أن الأردن  دولة فريدة في أن الطلب على الطاقة حاليا ينمو بحوالي ضعف معدلات النمو الاقتصادي العالمي. وسيظل النفط هو أهم أشكال الطاقة في العام 2040 وسيشكل الوقود الأحفوري (نفط، غاز، فحم) 80% من خليط الطاقة. تشكل الطاقة المتجددةحاليا 0.80% من انتاج الطاقة. المشكلةالكبيرة للكهرباء أنها لا تخزن لذا سيتزايد الاعتماد على الغاز الطبيعي ويقل الاعتماد على الفحم كذلك فإن الطاقة النووية ستنمو بمعدل 2.0% سنويا.
 
وقدم الدكتور علي بدران من قسم الهندسة الميكانيكية، كلية الهندسة والتكنولوجيا في الجامعة الأردنية عرضا عن هيكلية الطاقة البديلة المناسبة للأردن الصخر الزيتي وطاقة الرياح والوقود الحيوي ومساقط المياه، والطاقة الجوفية، والطاقة الشمسية التي تشمل اللواقط ذات الصفيحة المستوية،  اللواقط ذات الأنبوب المفرغ، المركزات الشمسية، البرك الشمسية، التقطير الشمسي. كما ألقى الضوء على الترتيبات المؤسسية لتشجيع استخدام الطاقة المتجددة، والطموحات المستقبلية .
 
وقدم المهندس علي العيس مندوباعن امين عام وزارة الطاقة والثروة المعدنية المهندس فاروق الحياري عرضا عن واقع ومستقبل قطاع الطاقة في الاردن في ضوء الاستراتيجية الوطنية الشاملة لقطاع الطاقة تناول فيها سمات الأردن من منظور الطاقة وسلط الضوء على التحديات الاساسية التي تواجه قطاع الطاقة في الاردن.، والاستراتيجية الوطنية الشاملة لقطاع الطاقة والســياســات العامة لتحقيق الأهداف.
 
ولفت منسق الندوة ومستشار رئيس الجامعة للعلاقات الدولية والشؤون العلمية الدكتور ابراهيم بدران إلى أنه لا شك أن ما يبذل على المستوى العربي بشكل عام والمستوى الوطني بشكل خاص من جهود علمية وهندسية وتكنولوجية لمواجهة اشكالية المياه والطاقة أقل بكثير من ما يستدعيه الموقف وأقل مما تدفع إليه التغيرات المناخية المتسارعة التي جعلت ساعة الزمن تتحرك بسرعة أكثر مما يبدو على السطح. هذا ونحن ليس لدينا مراكز متخصصة لتطوير تكنولوجيات وهندسة الطاقة أو المياه. وليس لدينا مخصصات وفيرة وكافية للبحث والتطوير في هذا المجال. وفي إطار الإرتفاع المتواصل في الأسعار العالمية للطاقة وللغذاء فإن القضية في جوهرها أخطر بكثير مما يبذل ازاءها من جهود.
 
واختتمت الندوة بدعوة إلى مواجهة التحديات المستقبلية ومواكبة التوسعات التنموية والحضارية التي تشهدها الأردن في مختلف الصعد وكافة الميادين ولتعزيز مكانة الدولة ودورها المشهود في المحافظة على البيئة وتحقيق التنمية المستدامة.