ندوة عن عالمية اللغة العربية وأيقوناتها في الربيع العربي في " فيلادلفيا "

تم نشره الإثنين 19 كانون الأوّل / ديسمبر 2011 11:50 صباحاً
ندوة عن عالمية اللغة العربية وأيقوناتها في الربيع العربي في " فيلادلفيا "

المدينة نيوز - أكد متحدثون في "يوم اللغة العربية"، الذي أقامه الأحد قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة فيلادلفيا، أن العربية لغة عالمية، بالنظر إلى عمرها المديد وشبابها المتجدد، وإلى محتواها الحضاري المتنوع على مر العصور.
ويأتي الاحتفال بمناسبة ذكرى اعتماد اللغة العربية أحدَ أيام اللغات الرسمية في الأمم المتحدة.
 وكانت المنظمة الدولية قررت اعتماد يوم 18 كانون الأول من كل عام يومًا للّغة العربية، وهو اليوم الذي اتّخذ فيه القرار بإدخال اللغة العربية ضمن اللّغات الرسمية المعتمدة للأمم المتحدة إلى جانب: الفرنسية، الصينية، الإنكليزية، الروسية، الإسبانية، عام 1973 من القرن الماضي.
عميد كلية الآداب في فيلادلفيا د. محمد عبيد الله تحدث في ندوة بهذه المناسبة عن "عالمية اللغة العربيّة"، فيما تحدث د. غسّان عبد الخالق عن "اللغة العربية ومعجم ألفاظ وأيقونات الربيع العربي"، في حين تناول د. إسماعيل القيام الحديث عن "اللغة العربية بين التطوّر والجمود".
أما د. هيثم سرحان فراح يعاين "حقوق الإنسان اللغويّة". وأدار الندوة د. عز الدين المناصرة.

عبيد الله قال "لقد حظيت اللغة العربية بما لم تحظ به لغة أخرى من عوامل القوة والبقاء، فهي اللغة التي ولدت في مهد الأبجدية الأقدم في تاريخ الإنسان، وورثت بعض عناصر أمهاتها وأخواتها من لغات الشرق القديم، وهي لغة العرب قبل الإسلام، تظهر مكتملة ناضجة في الشعر الجاهلي لا يكاد ينقصها شيء. وهي بمجيء الإسلام  لغة القرآن ولغة الإسلام الدين الكوني الذي نزل للناس كافة، ثم غدت اللغة العالمية الأولى في عصر ازدهار الحضارة العربية وسيطرتها على العلم العالمي".
 ولفت إلى أن العربية "تعرضت في القرن العشرين لتجارب صعبة ومحاولات مريرة كي تنحني أمام العاميات مرة وأمام اللغات الأجنبية مرات، وأمام دعاوى لتغيير كتابتها والانقطاع عن ذاكرتها، ولكنها صمدت وبقيت حية، وماتت أكثر تلك الدعوات أو تحولت إلى تجارب جانبية لا تغير من جريان النهر المقدس شيئا".

 وأكد د. عبيد الله بأنه "إذا كان عدد الناطقين باللغة من أبنائها وغير أبنائها من المؤشرات المعتمدة في تصنيف اللغات، فإن اللغة العربية لغة ما يزيد على 300 مليون شخص ممن تعد العربية لغتهم الأم، وهي في المرتبة الرابعة عالميا من ناحية عدد الناطقين بها. وزيادة على ذلك فإنها اللغة الثانية للمسلمين الذين لا يمكنهم أداء عباداتهم وشعائرهم بغير العربية".
وأضاف "لقد نجحت اللغة العربية في الماضي لأن تكون اللغة العالمية الأولى كلغة عالمية وعلمية تطلعت الشعوب الاخرى إلى تعلمها، وهي بخصائصها وقوتها قادرة على مجابهة مشكلات العصر ومشكلاتها مع أهلها والناطقين بها، فاللغات الأخرى ليست أوطانا بديلة يمكن الاستقرار فيها بل هي أقرب إلى المنافي التي لا بد أن تلفظ ساكنيها الغرباء، ولعل صيحة مالك حداد: "الفرنسية منفاي" ما تزال دالة على هذا الجانب".

من جهته، قال د. إسماعيل القيّام إن "اللغةُ العربيّة واجهت، في العصر الحديث، مشكلاتٍ كبرى تتمثّل جلُّها بمشكلتين رئيسيّتين:
المشكلة الأولى: تراجع الأمّة العربيّة وتقهقرها، والمشكلة الأخرى: السياسات التعليميّة في الوطن العربيّ، ففي الوقت الذي نجد فيه أنفسنا في حاجة مُلحّة لتوطين العلوم عندنا (من طبّ وهندسة وصيدلة واقتصاد وغيرها ...) نرى سياستنا تميل إلى استيراد العلوم كما نستورد السيّارة والطائرة والقلم والمحبرة! ثمّ يأتي من يقول إنّ اللغة العربيّة عاجزة عن استيعاب مفردات الحضارة ومستجدّاتها".
د. غسان عبدالخالق، أكد بأن المفكر العربي الراحل محمد عابد الجابري كم كان محقاً، حينما ذهب إلى القول بأن "العربي يفكر بالعامّية و يتحدث بالعاميّة المفصّحة و يكتب بالفصيحة، جرّاء ذلك الانفصام الحاد الذي قام في لحظة ما(ربما في أعقاب انهيار الخلافة العباسية) بين اللغة و الحياة، فتوقف نمو معجم مفردات اللغة العربية عند عتبة القياس و السماع المتوارث، و لم يعد قادراً أو قابلاً لاستدخال آلاف المفردات التي عجّت و ما زالت تعج بها الحياة العامة و مستجدات العلوم و المعارف، إلى الحد الذي تجمد معه هذا المعجم أو علق في زمن (الأعرابي صانع العالم العربي) بتعبير الجابري".
 وأضاف عبدالخالق أن "الربيع العربي لم ينه مأساة الانسان العربي بوصفه واقعة بلاغية صوتية صورية تبحث عن مضمون واقعي فقط، بل هو أنهى أيضاً العديد من الثنائيات الضدية الزائفة التي تم إطلاقها و تعظيمها في المجتمعات العربية كي تضطلع بدور حواجز التفتيش التي يجب أن تبطئ و أن تحول دون تدفق تيار التقدم، لقد أنهى ثنائيات (الماضي و الحاضر) و(الأصالة و المعاصرة) و (الفصيحة و العامية) ، بدليل اننا رأينا مكوناتها و سمعناها و لمسناها في المشهد العربي العام، و هي تقف جنباً إلى جنب، رافدة بعضها البعض".
 .

وعن "حقوق الإنسان اللغوية" تحدث د. هيثم سرحان، معرّفا تلك الحقوق بأنها "الأنظمةُ الكفيلةُ بحماية حقوق الأفراد من الإساءات الظالمة أو العشوائيّة التي تتعرض لها لغتهم، انطلاقًا من أنّ اللغة تُشكّل ركيزة أساسية في إعلانات حقوق الإنسان التي أحرزت تطوّرًا كبيرًا منذ بداية القرن العشرين".
وأضاف أن "الحقوق اللغوية جزءٌ أساسيّ في المعاهدة الدولية للحقوق المدنية والسياسيّة الصادرة سنة 1966.
وتفيد تقارير الأمم المُتحدة ومنظمة اليونسكو المُتعلّقة بالشأن اللغوي أنّ حقوق الإنسان اللغويّة تفتقر إلى الحماية والضمانات الكافية لتحقيقها.
وحسب روبرت فيلبسون صاب كتاب "الإمبرياليّة اللغوية" المنشور في جامعة أوكسفورد سنة 2003 فإنّ مُنظمة اليونسكو تعكف، حاليًّا، على تطوير "إعلان عالميّ لحقوق الإنسان اللغوية" بهدف حماية حقوق الإنسان اللغويّة. وسيكون من أبرز أهداف هذا الإعلان:
        ‌أ.      ضمان حقّ استعمال اللغة الأمّ في المواقف الرسميّة، وأنْ تُبذلَ الجهود في سبيل تعليمها وتداولها.
  ‌ب.      توفير الحماية للغات الأقليات الأصيلة أو المُهاجرة.
  ‌ج.  تحقيق التوازن اللغوي وعدم الانجراف وراء اللغات الأجنبية الساعية إلى بسط الهيمنة والنيل من سيادة اللغات الأم الرسميّة. وذلك من خلال التصدّي لسيطرة اللغات الأجنبيّة التي لا تخضع إلى أسس تربويّة.
      ‌د.      قيام الدول بتخصيص ميزانيّات ونفقات كبيرة تهدف إلى تعزيز حضور اللغة الأمّ في الوجادن الاجتماعيّ.
       ‌ه.      ربط مشروع التنمية والديمقراطية بتطوير برامج اللغة.
     ‌و.      ضمان التنوّع اللغويّ.
‌ز.                              إيجاد التشريعات والسياسات الكفيلة بالحفاظ على وحدة اللغات الرسمية وحيويتها".



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات