الهمجية العليا

تم نشره الخميس 22nd كانون الأوّل / ديسمبر 2011 12:48 صباحاً
الهمجية العليا
موفق محادين

- هل يسير التاريخ قدما الى الامام نحو غايات محددة منشودة, الى الجنة كما يحلم المؤمنون او الى الاشتراكية كما يحلم التقدميون او الى تأبيد الرأسمالية كما يحلم الليبراليون.. ام ان هذا الطريق شاق وعسير ومتعرج ومقابل خطوة الى الامام ثمة خطى الى الوراء.. وهل تنطوي الحتميات المختلفة على خط مستقيم بالضرورة.. وفي عالم الطبيعة, هل يمكن للكون ان يختصر دورته بفصل واحد, ربيعا كانت ام شتاء ام خريفا.

في ذروة صعود الماركسية اواخر القرن التاسع عشر كان للفيلسوف كيركغارد رأي اخر في حركة التاريخ والتفاؤل الذي ساد اوساط العمال واليساريين.. فالتقدم البرجوازي لعنة مثل غيره وقد يعود البشر مجددا الى التأويلات الدينية والثقافة الاقطاعية, بل ان ماركس نفسه في كراس (المسألة اليهودية) قال ان الرأسمالية ما ان تتحول من رأسمالية صناعية (بضاعة, نقد, بضاعة) الى رأسمالية مالية (نقد, بضاعة , نقد) ستصبح يهودية ربوية...

ومثل كيركغارد وماركس قال الفيلسوف شبنغلر ان ما يجري من تحولات من الاقطاع الى الرأسمالية ليس سوى تحولات من الهمجية البدائية الى الهمجية العليا.

وكان فيلسوف الماني اخر, محسوب على كل العصور, هو نيتشه, قد وجد في التاريخ شكلا من العود الابدي, والدورة الجوفاء, وقبله افلاطون الذي لخص تاريخ الصراع بدوره لا تنتهي (طغيان- ديمقراطية, فوضى, حروب, استبداد) وهكذا...

وبعد افلاطون وعدنا هوبز بنظام رأسمالي جديد قوامه ليبرالية غريبة, هي الليبرالية المستبدة او ليبرالية (اللوياثان) الاب الروحي لكل الرأسماليات المتوحشة.. وكما ترون فان ما يجري ليس بعيدا عن كل ما سبق.. عودة الى اليهودية في قلب النظام الرأسمالي كما تنبأ ماركس, وعودة لتأويلات دينية مختلفة كما تنبأ كيركغارد, وليبرالية تعيش على مخدة (لوك) يوما او يومين وتمضي بقية العام على سرير هوبز ومقابل الهمجيات البدائية والقتل البطيء بالبلطات ها هي الهمجيات الرأسمالية المعاصرة تقتل في ثانية واحدة ملايين اليابانيين في نجازاكي وهيروشيما ثم في العراق وغيره.. دون ان تقدم امريكا في كل عهودها اعتذارا واحدا ومثلها فرنسا والعصابات اليهودية التي تحتل فلسطين..

ما هو افضل من كل ما سبق ما قاله سبارتاكوس والامام علي وغيفارا وانطون سعادة:- ولد الانسان ليقاوم بصرف النظر عن العقاب والثواب وعن اسماء الشر وانيابه وعصوره.

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات