كلية الآداب في الجامعة الهاشمية تحتفي بيوم الفلسفة العالمي

المدينة نيوز - أكد المشاركون في الندوة الفكرية التي نظمتها كلية الآداب في الجامعة الهاشمية بمناسبة اليوم العالمي للفلسفة حول: "التغير والإصلاح في الفكر العربي"، ضرورة إصلاح أنظمة التعليم كأساس للنهوض بالمجتمعات العربية والمساهمة في تقدمها وازدهارها، مشيرين إلى أهمية تدريس الفلسفة ورعاية الإبداع والفنون وتعزيز الثقافة الديمقراطية التي تستند إلى العقلانية والعلمية.
وقال الأستاذ الدكتور كمال الدين بني هاني رئيس الجامعة الهاشمية بالوكالة أن الحوارات الفكرية التي تنظمها الجامعة تهدف إلى خلق ثقافة إنسانية لدى الطلبة وتشركهم في نقاشات فكرية تعزز مفاهيم الانفتاح على الحضارات وثقافات الآخر وتقبل الاختلاف، وأضاف إن الجامعة حريصة على استضافة نخبة من المفكرين والمثقفين والباحثين ليشاركوا طلبة الجامعة في حوارات جادة وهادفة.
وألقى الأستاذ الدكتور محمد محافظة عميد كلية الآداب كلمة رحب بها بالمشاركين وأكد فيها عن احتفال الكلية باليوم العالمي للفلسفة يأتي إيماناً من بالانفتاح والحوار الحر والقبول بتعدد الآراء. وأدار الندوة الأستاذ الدكتور عدنان هياجنة أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الهاشمية والذي دعا إلى أنسنة الجامعات بمزيد من المناهج الحوارية والعلمية والمساقات التي تعرف بالحضارات الإنسانية والفكر العالمي والفلسفة.
وتحدث الأستاذ الدكتور فيصل دراج من مركز بحوث الدراسات العربية في بيروت حول: "مفهوم الإصلاح في عصر النهضة" مشيراً إلى أن المطالبة بالإصلاح والديمقراطية والتنوير بدأت منذ أكثر من قرن مستعرضا أفكار عدد من رواد التنوير والإصلاح في العالم العربي كرفاعة الطهطاوي، ومحمد عبده، وعبدالرحمن الكواكبي، وطه حسين وغيرهم إلا أن تلك الأفكار الإصلاحية في المجمل لم تتطور لتصبح ممارسة فعلية للقائمين على دولة الاستقلال العربية خاصة منذ الخمسينات والذين دمروا مشروع الإصلاح بل أدت ممارساتهم إلى تصحر العمل السياسي. واستمر الاستبداد العربي حتى ظُن أن العرب استثناء عالمي من شعوب الأرض الممارسة للديمقراطية والمطالبة بالحرية والكرامة والمساواة، ليأتي الربيع العربي بالثورات الشعبية التي برهنت أن الشعوب العربية في صميم الحراك الديمقراطي الذي يجري في العالم الآن.
الأستاذ إبراهيم غرايبة الباحث في مركز الدراسات الإستراتيجية في الجامعة الأردنية قال إن الربيع العربي أعاد الاعتبار لمفاهيم عديدة كانت مقصاة وقضايا كبرى كانت متصدرة المشهد السياسي والاجتماعي، وأهم هذه المفاهيم التي رد اعتبارها مفاهيم الثقافة والإبداع والمعرفة وعلاقتها بالإصلاح والتقدم. وأضاف أن المجتمع بثقاته هو من يصنع التقدم وأصبح العصر الحالي يطلق عليه عصر المجتمعات التي اعتمدت على انتشار المعرفة عبر وسائل الاتصال الحديثة والتي مكنت كل فرد من المعرفة والمشاركة في صنع التغيير. وقال إن حركة التغيير العربية أو الربيع العربي لم تكن مفاجئة فكرية بقدر ما كانت مفاجئة واقعية. وقال إن الإصلاح يبدأ من وعي الذات وثقافة الناس ووعيهم لمصالحهم والأفضل لهم ولمستقبلهم.
حسين الرواشدة الكاتب في صحيفة الدستور تحدث حول إصلاح الفكر العربي طارحا عدد من الأسئلة، وقال ثمة إشكالات كبرى حول مفاهيم ومعاني الإصلاح والفكر والعربي والعروبة، وتسأل حول علاقة السلطة بالثقافة. لكنه بين أن الشعوب العربية وبالرغم من طرح سؤال حول من حركها في الربيع العربي يبقى مفتوحا، إلا انه أكد أن لديها خزين ديمقراطي هائل ورؤية متقدمة للتطوير والتقدم.
الدكتور جمال الشلبي أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الهاشمية ونائب عميد كلية الآداب تحدث حول دور المثقف العربي من الثورات العربية الجارية بالرغم من أنه كان حذِر من استخدام مصطلح "ثورة" لما يجري في الوطن العربي، وتناول عدداً من الشخصيات العربية المثقفة التي التبست مواقفها في الثورات العربية وأيدت جهات وغضت الطرف عن آخري تقوم بنفس الممارسات غير الديمقراطية، وكيف تنكرت لمواقفها فجأة وأضحت أبواقاً وصدى لصوت آخرين، رائياً: أن دور المثقف هو إنتاج المعرفة، والشجاعة في الرأي، والموقف المبدأي لما يعتقده الصواب، وأن لا يبحث عن جماهيرية آنية بعيدا عن قناعاته.