صندوق النقد الدولي قلق من حصول ازمة انسانية في الدول الفقيرة
المدينة نيوز- اعرب صندوق النقد الدولي عن تخوفه الثلاثاء من امكانية حصول ازمة انسانية تطال الدول الاكثر فقرا التي تواجه انهيار الاقتصاد العالمي.
ونشر صندوق النقد الدولي الثلاثاء دراسة اعتبر فيها ان هذه الدول معرضة لـ \"موجة ثالثة\" من الازمة بعد الموجتين اللتين طالتا الدول المتقدمة ثم الدول الناشئة.
واكدت الدراسة ان الازمة المالية والاقتصادية العالمية الحالية تزيد من معاناة الفقراء في العالم وتدفع بالملايين منهم الى مزيد من الفقر وتهدد حياة آلاف الأطفال.
وقالت الدراسة التي نوقشت في مؤتمر لمنظمة الامم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) في نيويورك حول تأثير الأزمة المالية العالمية على التعاون الدولي بصفة عامة وعلى التعليم والعلوم والثقافة والاتصالات والمعلومات ان تباطؤ النمو سيكلف 390 مليون شخص في أفريقيا جنوب الصحراء يعيشون في فقر مدقع نحو 18 مليار دولار أو نحو 46 دولارا لكل شخص.
وأشارت إلى أن الدول الفقيرة لا تستطيع حماية مواطنيها من الأزمة حيث توجد 43 دولة من أصل 48 من الدول ذات الدخل المتوسط لا تستطيع تقديم حوافز حكومية لدعم الفقراء.
وبحسب الدراسة فإن زيادة المساعدات الإنمائية يمكن أن تحد من الضغط إلا أن الميزانيات المخصصة للدعم الإنمائي تتعرض هي الأخرى للكثير من الضغوط.
وقال المدير العام للصندوق دومينيك ستراوس- كان في بيان \"احث مقدمي الاموال الى ان يكونوا على مستوى الرهان وان يقدموا الاموال اللازمة من اجل الحفاظ على المكتسبات (التي حققتها الدول الفقيرة خلال السنوات الماضية) والحؤول دون حصول ازمة انسانية\".
واضاف البيان \"هذا الامر من شأنه ان يؤثر على التقدم الكبير الذي حققته بعض الدول ذات المداخيل الضعيفة خلال السنوات العشر الماضية والتي رفعت نموها الاقتصادي وعملت على تراجع الفقر وتوصلت الى تحقيق استقرار سياسي كبير\".
وخلال مؤتمر حول الازمة في الدول الفقيرة عقد في واشنطن، اعلن ستراوس-كان انه يتوقع \"مشاكل مالية متزايدة بالنسبة للدول النامية\".
وقال ان \"كلفة القروض ارتفعت بشكل كبير واحيانا ومهما كان السعر التي بامكانها ان تدفعه، اصبحت هذه الدول بكل بساطة عاجزة عن ايجاد المال لاستدانته\".
وحدد صندوق النقد الدولي في دراسته \"22 دولة ذات مداخيل ضعيفة، تواجه مشاكل تمويل خطيرة جدا\" حيث تدنى الاحتياطي من العملات عندها الى ما يوازي ثلاثة اشهر استيراد.
واشار الى انها تواجه تراجعا في النمو (فوق ال4% هذا العام مقابل 6% كانت مقررة اصلا) المتعلق بصادراتها والاستثمارات الاجنبية على اراضيها وتحويل اموال من قبل مهاجريها.
ويعتبر صندوق النقد الدولي انه \"كي تحافظ هذه الدول على احتياطها النقدي على مستوى مقبول\" هي بحاجة لما يقل عن 25 مليار من التمويل الاضافي من جانبها وحتى 140 مليارا \"في حال استمر النمو العالمي وشروط التمويل في التراجع\" ما يضاعف عدد الدول الفقيرة.
وقال ستراوس-كان ايضا \"انا قلق للغاية من الكلفة الانسانية الكبيرة لهذه الازمة\" مضيفا ان \"الكلفة الاجتماعية سوف تكون كبيرة وبالتأكيد سيؤدي هذا الامر الى قلق حيال الاستقرار السياسي\".
وتحدث عن \"خطر النزاعات المسلحة لدى بعض الدول\".