د. سمير التقي وخطاب الاسد

- بعد الخطاب الرابع للرئيس السوري, بشار الاسد, كان بين الذين استضافتهم واحدة من الفضائيات اياها, الدكتور سمير التقي مع تعريف مفاجئ بالنسبة لي هو رئيس مركز الدراسات الدولية في دبي, كما فوجئت بموقفه الذي بدا قريبا جدا من مجلس اسطنبول ورئيسه برهان غليون.
اما لماذا فوجئت, فذلك لان الدكتور التقي, كان محسوبا على تيار يساري (متطرف) معارض للنظام السوري قبل ان ينقلب تماما على قناعاته ويتحول الى جزء من ماكينة النظام السوري الثقافية والاعلامية, ويؤسس له مركز دراسات باسم (مركز الشرق للدراسات - دمشق) ويكلف مع الدكتور نجاح العطار نائبة الرئيس بالاشراف على مؤتمر سنوي يعقد في فندق الشام, ويناقش موضوعات وقضايا عربية نظرية ويعرف المطلعون على اساليب النظام السوري ان موقعا كهذا لا يمنح لاي شخص.
سأترك للقراء حق التعليق والاستنتاج حول طبيعة المعارضة الحالية الخارجية للنظام السوري من خلال حالة الدكتور التقي, لكنني ومن اجل ذلك اضع القراء في صورة الملاحظات التالية لمعارض ثم موال ثم معارض:
1- ان البيان الختامي لآخر مؤتمر نظري شهده فندق الشام حول القضايا العربية المذكورة كان من صياغة الدكتور التقي وذلك في ايار من عام 2010 وهو ليس عاما بعيدا عن اندلاع الازمة السورية وتحولات الدكتور التقي. وكان مثل كل البيانات التي تخرج عن المؤتمرات العربية- من اشادة برعاية الرئيس ودوره.. الخ.
2- ان استخفاف الدكتور التقي بالخطاب السوري وخطاب الرئيس خصوصا (المؤامرة وتمزيق المنطقة, وخطر الاسلام السياسي المذهبي.. الخ).. تناقض مع الورقة التي قدمها التقي في المؤتمر المذكور تحت عنوان ( لمحة عن العروبة في عيون الفكر السياسي الغربي).
ففي تلك الورقة يناقش الدكتور خيارين اساسيين امريكيين ضد المشروع القومي العربي بما في ذلك سورية, هما: الاول مشروع برنار لويس الذي يدعو لاستكمال سايكس- بيكو بتمزيق (الدول القطرية) الى دويلات طائفية واثنية والثاني مشروع دانيال بايبس الذي يدعو لتجاوز سايكس- بيكو ببناء مشروع اسلامي عثماني.
ويضرب الدكتور التقي امثلة على هذه الخيارات بما شهدته السودان والعراق والصومال وبما هو معد او مبرمج لغيرها.. ويحذر من توظيف الديمقراطية ونشر الثقافة العدمية والعمليات السرية وادواتها, حسب تعبيره كما انعكس في تقرير بيكر- هاملتون ومؤتمرات هرتزليا الصهيونية.. ويرى ان استهداف المقاومة والممانعة هو الحلقة المباشرة لهذه المؤامرة.(العرب اليوم )