الحركة الإسلامية من حالة اعتراضية إلى حركة بناء

تم نشره الخميس 26 كانون الثّاني / يناير 2012 12:40 صباحاً
الحركة الإسلامية من حالة اعتراضية إلى حركة بناء
د. رحيّل غرايبة

- الحرب الطويلة التي مارستها الأنظمة العربية ضد الحركات الإسلامية على الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية جميعها, في معظم البلاد العربية جعلت منها حالة اعتراض ورفض, وزاد من تكريس هذه الحالة الغارة الأمريكية على العالم الإسلامي تحت مسمّى الحرب على الإرهاب, فوجدت الأنظمة العربية ضالتها في هذه الحرب, فأمعنت بالتضييق والمطاردة, والمنع من ممارسة العمل السياسي, وتزوير الانتخابات البرلمانية والمحليّة, مستثمرين حالة وصف العمل السياسي الإسلامي بأنّه صنف من صنوف الإرهاب, وكذلك وجدت الحركات الإسلامية جوّاً عالميّاً من العداء والتشويه, بالإضافة إلى حملة إعلامية عالمية لغسل أدمغة الأجيال الجديدة من أجل انفضاضها عن المشروع الحضاري الإسلامي الواعد.

انشغلت الحركة الإسلامية في مواجهة هذه الحروب والحملات الشرسة وعاشت سنوات طوال تحت أسلوب ردّات الفعل, وأسلوب الحفاظ على النفس وتماسك التنظيم, والبقاء على قيد الحياة, بدلاً من الانطلاق في مجال استكمال المشروع الحضاري البديل, وبدلاً من الانغماس في عمليات البناء المنتج للمؤسسات الوطنية, القادرة على وراثة الأنظمة المترهلة والبائدة, التي عجزت عن بناء المشروع العربي الوحدوي, القادر على توحيد العرب والقادر على تهيئة البيئة المناسبة لاستنبات مقومات النهوض العربي.

حالة الاعتراض والرفض السابقة كان لها فضل عظيم ودور مهم وبارز لا يمكن إنكاره في حفظ وجود الأمّة, وفي الحفاظ على خيط الأمل الرفيع الذي يستطيع نظم الشباب العربي, والقوى الشعبية الناهضة, وبعض الأحزاب السياسية التقليدية في بوتقة الصبر والمصابرة, والرباط والمرابطة على التمسك بجذع الشجرة إلى حين انكشاف الغمّة وذهاب العاصفة.

لكن بكل تأكيد فإنّ الأمّة كلّها تعبر الآن المضيق نحو مرحلة جديدة مختلفة اختلافاً كاملاً وشاملاً على صعيد الشعوب وعلى صعيد الدول والأنظمة الرسميّة, مما يحتّم على الأمّة الإسلامية الانتقال من حالة الاعتراض إلى حالة البناء, والإعداد للمشاركة في إدارة الدولة, وإصلاح الأوضاع وبناء المؤسسات والانطلاق مع كل العقول والسواعد الخيّرة المنتمية لهذا الوطن, وتملك الاستعداد للعمل, ومغادرة مربع النقد والهجوم والسجال الكلامي وكيل الاتهامات, وحرب الفضائيات التي تهدر الوقت وتقتل الطاقات وتبدّد القدرات وتضيّع العمر.

(العرب اليوم )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات