ماذا عن أصحاب الأجندات (العامة) ?

- اشتهرت قبل أكثر من عشر سنوات عبارة اسمها: "أصحاب الأجندات الخاصة", واستمر استخدامها بكثافة لعدة سنوات, ثم انخفض مستوى الاستخدام العام لها وصارت تستخدم في المناسبات فقط, وقد شكّلت تلك العبارة واحدة من أدوات تبادل الشتائم في أوساط النخبة عموماً, والنخبة الحاكمة خصوصاً, إذ لم يحصل أن تبادل الناس في الأوساط الشعبية تهمة الأجندات الخاصة تلك, وقد حافظت التهمة على "رقيها".
لكن صحف الأمس نشرت خبراً عن محاضرة ألقاها رئيس وزراء سابق في قرية غور الصافي, والتي تعد من أفقر المناطق في الأردن, ونقلت الصحف عنه تحذيره من "استغلال أصحاب الأجندات الخاصة للمناطق الفقيرة والنائية كشرارة بسبب ما تعانيه من مشكلات فقر وبطالة ونقص في الخدمات".
على الأغلب, إن الرئيس يقصد بأصحاب الأجندات الخاصة هنا, نشطاء المعارضة والتحركات الشعبية الذين يتوقعون ويأملون بأن يكون الفقراء "شرارة".
بالتدقيق في مفهوم أصحاب الأجندات الخاصة, قد نواجه صعوبة في إطلاقه على هؤلاء النشطاء, لأن منطق عملهم يقوم على ممارسة شتى أشكال تجميع الناس وتنظيمهم وتحريضهم وبث الحماس فيهم وتضخيم معاناتهم ودفعهم الى الشكوى منها وغير ذلك مما يسمونه العمل الجماهيري أو السياسي, وهذه جميعها أعمال معلنة ويتباهى أصحابها بها, وهو ما يتنافى مع أبسط معاني الأجندات الخاصة.
من المرجح أن مشكلة المناطق الفقيرة والنائية تكمن مع مركز القرار الاقتصادي والاجتماعي والسياسي في البلد, أي مع أصحاب الأجندات "العامة" وليس "الخاصة".(العرب اليوم )