من أجل السودان لا من أجل الرئيس البشير

تم نشره الثلاثاء 10 آذار / مارس 2009 04:51 مساءً
د. محمد صالح المسفر

أؤكد القول اني لست من أنصار أي نظام عربي أو غيره يمارس الظلم والقهر والاستبداد ضد شعبه .كما اوكد القول باني لست من أنصار أي نظام عربي يرهن نظامه وشعبه ودولته ومواردها لصالح دول أجنبية من اجل المحافظة على بقائه في الحكم ولو كان ظالما فاسقا فاسدا باغيا .

اعترف بان نظام الحكم في السودان ليس مثاليا في تعامله مع شعبه والأزمات التي تحيط به ، في ذات الزمن ليس هو الاسوأ من بين الأنظمة العربية والدولية الأخرى . في أوربا مثلا لم تسمح بريطانيا بتمرد في ايرلندا على السلطة المركزية في لندن ، وقمعته بقوة السلاح ، اسبانيا وقضية الباسك ما برحت على المحك حتى اليوم ، الرئيس الروسي يلتسين ضرب بيت الديمقراطية البرلمان الروسي بالصواريخ ومدافع الدبابات على من فيه من نواب الشعب المنتخبين لمنع اي تمرد ضد السلطة ولو كان نواب الشعب ،كما ان الادارات السياسية المتعاقبة في موسكو ارتكبت جرائم حرب ضد الانسانية في الشيشان لان هناك حركات منظمة تعمل ضد وحدة روسيا ، وأعداء النظام العراقي الذين أتت بهم أمريكا وسلموا مقاليد الحكم في العراق ارتكبوا اكبر جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في الفلوجة والقائم وأماكن أخرى من العراق ، والنظام المصري يتصدى بشكل يومي وبعنف للحركات السياسية المناوئة لنظام حسني مبارك .

ما أردت قوله أن النظام السياسي في الخرطوم تصدى للقوى العابثة بالامن الوطني والاستقرار في ولايات دارفور والسودان عموما  في دارفور عرضت محطات التلفزة العربية والدولية في يوم الجمعة الماضي استعراضا مسلحا نظمته ما يسمى \"حركة العدل والمساواة \" احتفالا باصدارالمحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف في حق رئيس الجمهورية السودانية ، ظهر في ذلك العرض أسلحة متطورة ومضادات للطائرات والدبابات وغيرها وجحافل من المسلحين بزي عسكري موحد تهدد وتتوعد بإسقاط النظام والاستيلاء على السلطة في السودان ، وهذا النوع من التسلح والتنظيم لا يمكن لحركة معارضة وطنية امتلاكه إلا إذا كان خلفها دولة أو دول تملك المال والسلاح ، وفي هذه الحالة مثل هذه الحركة لا يمكن إطلاق مصطلح \" معارضة أو مقاومة وطنية \" عليها ، بل حركة تمرد وانفصال ومن مهام النظام السياسي القائم في الدولة المعنية المحافظة على وحدة البلاد وحفظ النظام ولو بالقوة وإلا سقطت شرعيته الدستورية .


لقد أصدرت محكمة الجنايات الدولية مذكرة توقيف وملاحقة بحق رئيس الجمهورية السودانية على أساس توليفة من الاتهامات منها تهمة الاغتصاب ، والتهجير القسري ، وجرائم حرب ، وقتل ملايين من الناس الأبرياء وغير ذلك من التهم الملفقة ، تلك التهم صادرة عن منظمات معادية للنظام السياسي في الخرطوم ،ممولة ومكلفة من قبل دول لها مصلحة في إضعاف السودان وتفتيت وحدته والإطاحة بنظامه لصالح تلك المنظمات السودانية العميلة والتي في النهاية تصب تلك المصلحة لصالح أعداء وحدة الشعب السوداني .

الدول الاستعمارية أمريكا على وجه التحديد تعلمت من أخطائها التي ارتكبت في كل من غزو العراق وأفغانستان ، وهي ليست على استعداد لتكرار جرائمها تلك وعليها أن تبحث عن آليات جديدة للهيمنة على الشعوب ومقدراتها فكانت محكمة الجنايات الدولية سيئة الصيت ، تمسك برأس اي نظام تحت تهم ملفقة وأكاذيب مفبركة ، ولا غرابة في ذلك . لقد قدم الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن للعالم 935 تصريحا كاذبا في 532 مناسبة حول ما يمثله العراق من خطر على الأمن القومي الأمريكي ، وتملكه لأسلحة الدمار الشامل ، وقبل خروجه من البيت الأبيض والى الأبد صرح بان قراراته حول العراق بنيت على معلومات وتقارير كاذبة، وفي السودان ، مدير المخابرات جون دويتش في مطلع عام 1996 اقنع وزير الخارجية الأمريكية كريستوفر بسحب أعضاء البعثة الدبلوماسية الأمريكية من السودان خوفا على حياتهم، وفيما بعد أعلنت المخابرات الأمريكية أن معلوماتها اعتمدت على 100 تقرير مخابراتي كاذب ( واشنطن بوست 30/6/2002 )، في شهر أغسطس 1998 دمرت الطائرات الأمريكية مصنع أدوية في الخرطوم وقتل في تلك الغارة العديد من العمال والمدنيين المجاورين للمصنع بزعمهم أن هذا المصنع ينتج أسلحة دمار شامل ، وحكومة كلينتون ليس لديها معلومات من يملك هذا المصنع وكانت تقارير المخابرات الأمريكية تقول ان المصنع هو ملك أسامة بن لادن زعيم القاعدة ، يؤكد التقرير أن مصدر تلك المعلومات عن المصنع صادرة من أطراف معادية للسودان في كل من ارتريا وأثيوبيا ومصر وكلها كاذبة.( المرجع السابق ).

آخر القول : لا تصدقوا يا حكام العرب اكاذيب المنظمات والجمعيات الدولية ضد بعضكم ،ان قوى الشر تتربص بنا وبكم فاتحدوا من اجل حماية الاوطان وحمايتكم ، لقد اجرمتم بصمتكم الرهيب على ما جرى في العراق واليوم يتكرر المشهد فهل انتم مبصرون ؟ أم على قلوب اقفالها ؟!.


الشرق القطرية



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات