رئيس الوزراء يلتقي نظيره الليبي في طرابلس

المدينة نيوز- عقد الجانبان الاردني برئاسة رئيس الوزراء عون الخصاونه والليبي برئاسة الدكتور عبدالرحيم الكيب رئيس الحكومة الليبية الانتقالية جلسة مباحثات في العاصمة الليبية طرابلس مساء اليوم الثلاثاء حضرها عدد من الوزراء والمسؤولين من الجانبين.

واكد رئيسا الوزراء على ضرورة تدعيم العلاقات الاخوية القائمة بين البلدين الشقيقين من خلال تكثيف الاتصالات والمشاورات بين كبار المسؤولين في البلدين .

كما اكد الخصاونه وكيب حرصهما المشترك على تعزيز اوجه التعاون المشترك ودفع مسيرة العلاقات الثنائية الى افاق اوسع خدمة لمصالح البلدين والشعبين الشقيقين .

وشدد الخصاونه على ان هذه الزيارة التي يقوم بها على راس وفد من القطاعين العام والخاص الى ليبيا تعد ترجمة لقوة ومتانة العلاقات بين البلدين معربا عن اعتزازه بهذه العلاقة التي ستصل الى مرحلة مشرقة في مختلف المجالات .

من جهته اعرب رئيس الحكومة الليبية الانتقالية عن شكره للاردن ملكا وحكومة وشعبا على مواقفه السياسية الداعمة لليبيا في مختلف المحافل العربية والدولية اضافة الى الدعم الانساني الذي تجسد في استقبال المرضى والجرحى الليبيين وارسال مستشفى ميداني الى مدينة بنغازي .

واستمع رئيسا الوزراء الى ايجاز قدمه وزير الصناعة والتجارة سامي قموه حول نتائج الاجتماعات الثنائية بين الوزراء والمسؤولين وفعاليات القطاع الخاص في البلدين والتي شملت المجالات الاقتصادية والتجارية والعمل والبنية التحتية والاشغال العامة والاسكان وهيكلة القطاع الحكومي وقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والتربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي والقطاع الصحي والخدمات الطبية والدواء والقطاع المالي والمصرفي وقطاع النقل والطاقة والشؤون الدفاعية اضافة الى القطاع القضائي .

ووقع البلدان وبحضور رئيسي الوزراء مذكرة تفاهم للتعاون في المجال الصحي وقعها عن الجانب الاردني وزير الصحة الدكتور عبداللطيف وريكات وعن الجانب الليبي وزيرة الصحة الدكتورة فاطمه الحمروش .

كما وقع رئيسا الوزراء محضر اجتماع زيارة رئيس الوزراء عون الخصاونه الى ليبيا.

وفي مؤتمر صحفي مشترك عقده رئيس الوزراء عون الخصاونه مع نظيره الليبي عبر الخصاونة عن سعادته لزيارة ليبيا في هذا الوقت مؤكدا ان الاردن وقف مع ليبيا منذ البداية في ثورته المباركة متقدما من الاشقاء في ليبيا بالتهنئة عليها والترحم على شهدائها .

واعرب عن الامل بان تكون الزيارة بداية خير للشعبين الاردني والليبي وان تسهم في فتح مجالات كثيرة للتعاون بينهما مؤكدا ان الشعبين يشتركان في العديد من القواسم كما يجب ان تكون عليه العلاقة بين الشعوب العربية كلها .

وردا على سؤال حول التعاون في المجالين الصحي والتعليمي اكد ان التعاون قائم في المجال الصحي منذ زمن بعيد حيث ان هناك مستشفى عسكري اردني في ليبيا فضلا عن معالجة المرضى والجرحى الليبيين في الاردن لافتا الى توسيع شمول معالجتهم في المستشفيات الاردنية بالمحافظات وان الاردن سيعمل دوما على تحسين هذه الرعاية لهم .

اما في مجال التعليم فلا زال في مراحله الاولى مشيرا الى استعداد الاردن لتقديم خبراته في المجال التعليمي الى الاشقاء الليبيين خاصة ما يتعلق بتحديث المناهج .

وردا على سؤال ان كانت المباحثات تناولت الوضع في سوريا قال الخصاونه انه تم تناول الوضع في سوريا بعموميات ونحن نامل بحل سلمي للازمة ونامل بان اي قرارات تتخذ لا يكون لها تاثيرات سلبية على الشعب السوري وعلى مصالح الاردن الاقتصادية .

وبشان تدريب قوات الامن العام الليبية في الاردن اشار رئيس الوزراء الى ان الترتيبات في هذا المجال تسير وفقا لما تم الاتفاق عليه بين الجانبين .

واوضح السفير الاردني في طرابلس فواز العيطان ان التدريب ياتي ترجمة لاتفاقية بين وزارة الداخلية الليبية وجهاز الامن العام في الاردن لتدريب كوادر من الامن العام والامن الوطني الليبي وان العدد يصل الى 10 الاف سيتم تدريبهم على دفعات .

من جهته اشار وزير الصحة الدكتور عبداللطيف وريكات الى ان الجرحى والمرضى الليبيين يتلقون العلاج في عمان بكل يسر واستقبال جيد مشيرا الى ان للجرحى الليبيين وضع خاص كونهم تعرضوا لظروف وانتهاكات كبيرة ونحن نتفهم هذه الظروف تماما .

واضاف انه تم الاتفاق مع الجانب الليبي على تدريب نحو الفي ممرض الى جانب اطباء ليبين في تخصصات معينة يحتاجها الشعب الليبي .
من جانبه اكد رئيس الوزراء الليبي عبدالرحيم الكيب ان زيارة رئيس الوزراء عون الخصاونة الى ليبيا على راس وفد رفيع المستوى من القطاعين العام والخاص ورؤساء اللجان النيابية والنقابات عبرت عن عمق العلاقة الاخوية بين البلدين بكافة مجالاتها واصفا الزيارة بالمجدية والمثمرة .

وقال "انه كان للاردن دورا كبيرا جدا في الثورة الليبية ونعرب عن شكرنا للاردن ملكا وحكومة وشعبا على موقفها الاخوي المحب الذي رسم في قلوبنا بل وكتب بحروف من ذهب على صفحاتنا الى الابد ".

ووصف العلاقة بين البلدين بعلاقة الاسرة الواحدة مؤكدا على الارادة المشتركة بين البلدين الشقيقين على تطويرها وتعزيزها في كافة المجالات .

وردا على سؤال حول رمزية تزامن زيارة رئيس الوزراء عشية الذكرى الاولى لانطلاقة الثورة الليبية التي تصادف في السابع عشر من الشهر الجاري قال الكيب " اننا اذا اردنا تلخيص معنى هذه الزيارة فاننا قد وجدنا انفسنا مع اخوة وقفوا معنا وقفة اخوية وجدية وفاعلة مع جانب الحق وكانوا حكماء بل واكدوا شيم العروبة والاخوة التي ليست بغريبة عن الاردن وقيادته وشعبه ".

واشار الى ان العلاقة الاردنية الليبية مبنية على اسس الاخوة والمحبة فهي ستبقى قوية وستفعل بشكل اكبر خلال المرحلة المقبلة مشيرا الى شعور الشعب الليبي وقيادته الجديدة ان الاردن بهذه الزيارة يشاركهم الاحساس بالنصر على نظام ظالم ما كان له الا ان يسيء للعلاقات بين الشعوب.

وقال " اننا نفخر باننا انتصرنا على ذلك النظام ونقدر مجددا الدور الاردني الذي كان واضحا في هذا ونكرر شكرنا للاردن على مواقفه المشرفة مع ليبيا وشعبها ".

وردا على سؤال امكانية فتح باب الاستثمارات الاردنية في ليبيا قال رئيس الوزراء الليبي " نرحب بكل الاستثمارات التي يمكن ان يكون لها دور بناء على قانون الاستثمار في ليبيا وخاصة عندما يكون الاستثمار عربيا لاسيما من تلك الدول التي وقفت وقفة جدية مثل وقفة الاردن فنحن نرحب بالاستثمار الاردني ونتمنى ان يشارك مشاركة فاعلة في مرحلة البناء التي تمر بها ليبيا ".

واكد جدية الجانبين الاردني والليبي في المضي قدما في تنفيذ وتفعيل كل الاتفاقيات ومجالات التعاون التي جري ويجري العمل عليها مشيرا الى العلاقة الاردنية الليبية تختلف الان تماما على ما كانت عليه في السابق فلدينا الان اليات جدية ومنها عقد اجتماعات اللجنة الاردنية الليبية العليا المشتركة في اقرب فرصة ممكنة لتمتين مختلف اوجه علاقات التعاون الثنائي ".

وكان رئيس الوزراء عون الخصاونه التقى مجموعة من ابناء الجالية الاردنية في طرابلس واستمع الى ابرز مطالبهم والتي تركزت في معظمها على مطالبات بزيادة مدة الاقامة وتيسير دخول وخروج الاردنيين من والى ليبيا اضافة الى مطالبات اخرى بتمكينهم من الحق في الاستثمار والتملك العقاري على مبدأ المعاملة بالمثل . ووعد رئيس الوزراء ببحث مطالبهم مع كافة الجهات المعنية في ليبيا مشيدا بدورهم واصفا اياهم بانهم سفراء الاردن في ليبيا في مرحلة تاريخية مهمة تمر بها .

من ناحيته اكد السفير الاردني في ليبيا فواز العيطان على انه صدر مؤخرا قرار يعفي الاردنيين القادمين الى ليبيا من شرط الحصول على تاشيرة دخول موضحا ان الاردن من بين اربعة دول فقط تم استثناؤها من هذا الشرط .

وزير العمل الليبي مصطفى الرجباني الذي حضر جانبا من اللقاء اكد ان المجلس الانتقالي الليبي يدرس حاليا امكانية تمديد مدة الاقامة والمحددة حاليا بسنة واحدة لتصبح ثلاث سنوات مضيفا ان اجراءات اتخذت مؤخرا لتسهيل عملية دخول وخروج الاجانب الحاصلين على الاقامة.

من جانبهم اشاد ابناء الجالية الاردنية الذين حضروا اللقاء بحسن المعاملة الملموسة حاليا من قبل المجلس الانتقالي في كافة المؤسسات.

وحضر اللقاء النائبان مرزوق الدعجة ومعتصم العواملة.( بترا )