كلية الدفاع الوطني نموذج في التطور الاكاديمي للقوات المسلحة في عهد جلالة الملك

المدينة نيوز - شهدت القوات المسلحة الاردنية في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني ومنذ تسلمه سلطاته الدستورية اهتماما متزايدا في المجال الاكاديمي خاصة فيما يتعلق بتطوير الفكر والتخطيط الاستراتيجي .
وتعتبر كلية الدفاع الوطني الملكية الاردنية نموذجا لهذا التطور المنسجم مع الرؤية الملكية الداعمة لتأهيل قيادات المستقبل من العسكريين والمدنيين للتعامل مع قضايا الأمن والدفاع في عصر العولمة وثورة المعلومات وتكنولوجيا الاتصالات.
ويعد التحول الاستراتيجي الذي شهدته الكلية جزءاً من منظومة بناء الفكر العسكري الأردني في المستويات العملياتية والإستراتيجية ,فهذه الكلية امتداد لكلية الحرب الملكية الأردنية التي أنشئت عام 1986 في عهد المغفور له جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه، واستمرت تؤهل القيادات العسكرية الأردنية ومن الدول الشقيقة والصديقة حتى عام 2003، عندما تلقت الكلية دفعاً معنوياً كبيراً من جلالة الملك عبدالله الثاني بالتحول إلى كلية دفاع وطني.
وكالة الانباء الاردنية ( بترا ) وضمن تقاريرها التي تلقي فيها الضوء على المنجزات الوطنية منذ تسلم جلالة الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية التقت آمر كلية الدفاع الوطني الملكية الاردنية العميد الركن احمد ماجد العيطان الذي قال ان الكلية مؤسسة علمية أردنية تُعنى بالأمن الوطني الأردني في عصر العولمة، المعلومات، الإتصالات، وثورة التقنيات وهي مركز للتميز والإبداع الفكري للقيادات العليا وصانعي السياسات الوطنية .
واضاف ان هذه الكلية العريقة تتميز بمهمتها التي تصبو الى إعداد عناصر قيادية منتخبة من قطاعات الدولة المختلفة (عسكريون ومدنيون) لدراسة وتحليل العناصر الأساسية المؤثرة على الأمن الوطني تمهيداً لتسلمهم مناصب عليا ذات ارتباط بالتخطيط الإستراتيجي على المستوى الوطني.
وبين ان الكلية تهدف الى تطوير الفكر الإستراتيجي ومهارات تصميم السياسات الوطنية لدى الدارسين ودراسة وتحليل عناصر القوة الوطنية وأثرها في الأمن الوطني الأردني ودراسة وتقييم معاضل التخطيط الإستراتيجي للدفاع وتطوير منهجية إدارة الأزمات الوطنية اضافة الى دمج الجهود السياسية، العسكرية، الإقتصادية، العلمية في قضايا الدفاع والأمن ضمن إطار وطني شامل وتنمية معارف الدارسين في المجالات التي يتضمنها برنامج الدفاع الوطني.
واوضح ان الكلية وفي اطار سعيها لتحقيق اهدافها وتفعيل ادائها دعت خريجيها من المدنيين لتشكيل اطار يجمعهم تحت مظلة الكلية حيث بارك رئيس هيئة الاركان المشتركة الفريق الركن مشعل الزبن مؤخرا عقد ملتقى سنوي لخريجي الكلية بهدف تفعيل سبل التواصل بينهم كخريجين ومتابعة اوضاعهم وتطلعاتهم واستمرارية ادائهم لدورهم المهم من خلال التأكيد على اشراكهم في عملية التخطيط الاستراتيجي للدولة الاردنية .
وقال ان تأهيل الكوادر المدنية وهو ما تهتم به الكلية بشكل خاص يأتي ايضا انسجاما مع اهتمام جلالة الملك عبدالله الثاني شخصيا بخريجي كلية الدفاع من المؤسسات الحكومية والاعتناء بتمكينهم من الوصول الى مواقع قيادية كما هو مخطط له ضمن الاهداف الاستراتيجية للكلية مشددا على اهمية اختيار الكفاءات المؤهلة للقيادات لترشيحها لبرنامج الكلية بحسب تقاريرهم وادائهم في دوائرهم الحكومية لتحقيق اكبر قدر من الاستفادة .
وتحدث العميد العيطان عن الرؤية بعيدة المدى لهذه الكلية قائلا انها تعمل على ان تكون لبنة اساس في مزيد من الاصلاحات التي تعزز من حسن الادارة والوصول الى مستوى الادارة الحصيفة التي ننشدها جميعا في هذا الوطن ويؤكد عليها جلالة الملك مشيرا الى ان من اكبر الدلائل على حسن الادارة الاردنية كفاءتها ومقدرتها على تجاوز الكثير من الصعاب والمعيقات والتحديات في محيط اقليمي متوتر .
وقال : ومن هنا فان برنامج دورة الدفاع الوطني الذي تنفذه الكلية يحرص على ان يكون عدد المشاركين فيه من المدنيين ممن تتوخى فيهم مؤسساتهم القدرة على القيادة بما يعادل الثلث تقريبا ، الى جانب المشاركين من الدول الصديقة والشقيقة وضباط القوات المسلحة الاردنية .
وبين ان هذا التنوع في الفئات المشاركة يعطي البرنامج صبغة فكرية استراتيجية متاحة لاكبر عدد ممكن من القطاعات المدنية والعسكرية محليا واقليميا ودوليا مشيرا الى ان عدد خريجي كلية الدفاع الوطني من المدنيين تجاوز المئة منذ تاريخ تحويلها الى كلية للدفاع الوطني .
وعن ابرز محاور الرؤية المستقبلية قال العميد العيطان ان العمل جار حاليا على تحويل اكاديمية الملك عبدالله الثاني للدراسات الدفاعية _ وكلية الدفاع الوطني الملكية الاردنية هي احدى وحداتها التنظيمية _ الى جامعة الدفاع الوطني لينطوي تحتها عدد من المؤسسات الاكاديمية في القوات المسلحة الاردنية ولتكون انموذجا على مستوى تضاهي مثيلاتها في العالم بهدف التوسع في الكليات والبرامج الدراسية والدرجات العلمية والارتقاء بمستوى الدارسين من القوات المسلحة والأجهزة الأمنية والمؤسسات المدنية في المملكة إضافة إلى الدارسين من الدول الشقيقة والصديقة.
وقال ان الكلية ستشهد في المرحلة المقبلة استمرار استراتيجية التحول حيث ستستمر القيادة العامة واستجابةً للتوجيهات السامية لجلالة القائد الأعلى بالارتقاء بالتأهيل في القوات المسلحة بشكل عام وللضباط بشكل خاص وذلك بفتح آفاق تسمح لكلية الأركان بمنح درجة الماجستير ولكلية الدفاع الوطني بمنح درجة الدكتوراه في برنامجي الدفاع والحرب.
واوضح ان الكلية تعكف حاليا على التوسع في برنامج الدراسات الموازية ليشمل شرائح جديدة حيث شهدت الكلية هذا العام اضافة شرائح الشباب وخريجي كلية الدفاع موضحا ان برامج الدراسات الموازية صممت لتأهيل شرائح محددة من هذه القيادات في مجالات الأمن والدفاع الوطني من خلال برامج قصيرة ومتنوعة يجري تنفيذها خلال العام الدراسي بخطوط موازية لدورة الدفاع الوطني.
وحول التعاون مع المراكز الدولية قال آمر الكلية انه تم عقد عدة ندوات ومؤتمرات دولية في كلية الدفاع الوطني الملكية الأردنية وبالتعاون مع عدة مراكز دولية، ومن هذه المراكز مركز جورج مارشال الأوروبي للدراسات الأمنية - المانيا حيث تم عقد مؤتمر (الابعاد الأيديولوجية لمواجهة الإرهاب والإغراء الايدولوجي للتطرف) ولأول مرة في الشرق الأوسط ، وكذلك التعاون مع مركز جنيف للسياسات الأمنية حيث تم عقد عدد من المؤتمرات بعنوان (سياسة الأمن الدولي والدبلوماسية) خلال الأعوام 2010،2009،2008،2007، 2011 وبمشاركة دول أوروبية ومتوسطية وخليجية، إضافة إلى المشاركين من الأردن من مدنيين وعسكريين.
من جانبه تحدث رئيس هيئة التوجيه العميد الركن احمد العياصرة عن المنظور العـام لبرنامج دورة الدفاع الوطني قائلا : تمثل دورة الدفاع الوطني برنامجاً دراسياً متكاملاً لتأهيل رجال الدولة الواعدين وصانعي السياسات الوطنية المنتظرين في مجال السياسة والإستراتيجية وصناعة القرار الوطني.
واضاف : يتناول البرنامج عناصر ومقومات الأمن الوطني بجميع أبعاده السياسية والإقتصادية والعسكرية والإجتماعية والإعلامية والتقنية ويأخذ بالإعتبار ضغوطات السياسة الدولية وتأثيرات الجغرافيا السياسية وطبيعة التحديدات البنيوية التي يتضمنها الإقتصاد الوطني للدولة ، كما تشكل قضايا الأمن والدفاع ( الوطني، الإقليمي والدولي ) العمود الفقري لبرنامج الدفاع الوطني الذي يسعى إلى دمج الجهود العامة للدولة وتوظيف عناصر القوة المتعددة في إطار وطني شامل يسهم في بلورة استراتيجيات وطنية لحالتي الحرب والسلم والظروف الإنتقالية بينهما.
كما تحدث العميد العياصرة عن المنظور العـام لبرنامـج دورة الحـرب مبينا انها تمثل برنامجاً دراسياً متكاملاً لتأهيل ضباط منتخبين من القوات المسلحة الأردنية والمشاركين من الدول الشقيقة والصديقة لإشغال مناصب ذات مسؤولية بارزة في أوقات الحرب والسلم.
واضاف : صممت دورة الحرب لتطوير فهم كل من البيئة الوطنية، ضمن إطار المقاصد والأهداف الوطنية، وتقييم تهديد أمن الأردن وتخطيط الردود المعاكسة لهذا التهديد ومعاضل تخطيط الدفاع، وتوجيه الحرب والعوامل السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية التي تؤثر على سياسة الدفاع والاستراتيجية العسكرية.
-- ( بترا )