مقررات أربيل السورية

- انتهى في أربيل العراقية مؤتمر المعلن فيه كما المخفي يراد منه تمزيق سورية, الدولة والشعب, وليس اسقاط النظام وحسب.
فأما المعلن فهو مؤتمر لاكراد من سورية دعت غالبيتهم الى تدخل عسكري واقامة حكومة كردية في الشريط الحدودي السوري مع العراق وتركيا, وذلك وفقا لمداخلات جواد الملا وسعد الدين الملا وحميد درويش من قادة المؤتمر الوطني الكردي وحزب الديمقراطية الكردية.
واما المخفي, فهو مشاركة الامريكان والفرنسيين وجماعة المجلس الوطني السوري الذي يضم واحدا من اشد المتعصبين الاكراد ضد العرب والعروبة وهو عبدالباسط سيدا, كما شارك في المؤتمر مندوبون من الخليج واكراد من اوروبا لا ينكرون زياراتهم وعلاقاتهم مع تل أبيب.
وما دام الشيء بالشيء يذكر, فقد شهدت اربيل مؤتمرا مماثلا قبل العدوان على العراق دعت فيه جماعات كردية عراقية الى التدخل العسكري واقامة سلطة كردية موسعة شمال العراق.
ومن القواسم المشتركة بين المؤتمرين دعوة الحضور الى تفكيك الدولة المركزية في العراق وسورية واستبدالها بفدرالية طائفية للعرب "سنة - شيعة" مع سلطة كردية قومية, وذلك اضافة للحضور الامريكي - البريطاني والنفطي العربي.
ومن المفارقات المشتركة الاخرى اضافة للتدخل العسكري والفدرالية الطائفية:-
1- تأكيد بعض اليساريين السابقين - الليبراليين العراقيين وبعدهم السوريون بان التهديد بالفتنة الطائفية وخراب الدولة والمجتمع, هو من بنات النظام الصدامي "صدام حسين" والأسدي .. وان الشعب العراقي سيبنى على أنقاض سلطة البعث, دولة ديمقراطية مدنية تكون نموذجا للشرق كله ..
ولا حاجة للتعليق على ذلك, فالنتيجة معروفة "مليون قتيل وجريح ومشوه, ونهب بالمليارات وتدمير لكل ما بناه العراقيون". وتقسيم العرب الى طوائف مقابل الاعتراف بقومية وحيدة هي قومية الاقلية الكردية.
2- ما ذكرته الفيغارو الفرنسية "مجلة النور عدد كانون الثاني 2003" نقلا عن محلل سياسي امريكي يمكن مقارنته بما تتعرض له سورية حاليا فقد وضع المحلل ثلاثة شروط للاطاحة بنظام صدام: اجماع في مجلس الامن, وموافقة الكونغرس الامريكي وتوحيد المعارضة العراقية.
(العرب اليوم )