انتفاضة في وجه القيود
امسكت القلم بيدها وبدأت تكتب .. كتبت كل ما يجول في خاطرها ، باتت تخط كلماتها دون خوف او تردد، تريد اخراج كل ما في جعبتها ، ذلك انها ضاقت ذرعا بصمتها القاتل ..
رسمت على تلك الاوراق كل الامها واحزانها وصدرت العناوين بمشكلتها وفاضت الكلمات لتغرق فيها معاني الاصرار والتحرر من قيود كبلتها فجعلتها بلا روح ، واطفأت فيها شمعة الامل وتسمم وجدانها الصافي لتجد في ذلك طعم المرارة والعلقم ..
امضت الليل بطوله تسكب من ذلك الحبر على تلك الاوراق البيضاء واصرت الا يبقى في جوفها ذرة الم ، او صوت حزن، او نسمة حرمان .
تعبت ونفدت اوراقها وجف الحبر لديها .. ولكن ما زال في داخلها الكثير من الالم .
ادركت ايضا ليست النهاية وبان روحا تستطيع ان تتلاعب مع هذه القيود اللعينة ... وبهذه الاقدار اخذت تكتب على صفحات الزمن ما تبقى من كلماتها الضالة .
وعندما انتهت نظرت حولها فاذ بتلك الكلمات الحزينة بشحوبها والمها تحيط بها من كل مكان، شعرت بالرهبة حين رأت شعاع النور القادم من اشراقة شمس المستقبل .
سارت اليه خرجت محلقة تاركة خلفها كل شيء .. لا تحمل معها الا ابتسامتها وقلبها الصافي وعقلها الناضج .