في الكرك مقاه لا تمتنع عن تقديم النرجيلة للاطفال

المدينة نيوز - ترتسم غمامة بيضاء فوق رؤوس صبية تحلقوا في احد مقاهي الكرك لتدخين "نرجيلة"، في تكريس لتقليد الكبار، وهم لا يترددون في الافصاح عن تدبير شؤون جلسة الانس بـ"لمّة" قد تكون مصروفهم المدرسي، فـ"الكيف يستأهل عناء المغامرة" على حد تعبير احدهم .
الصبيان الذين تحدثوا دون وجل عن "هموم الحياة ومنغصاتها" يعرفون ان لتدخين النرجيلة تبعات خطيرة صحيا واجتماعيا، لكنهم يصرون على ممارسة هذا "الكيف" الذي يهدد سلامة المجتمع بانتشاره في السنوات الاخيرة انتشارر النار في الهشيم.
تتنازع ايديهم "بربيش النرجيلة" في زاوية قصية من المقهى يلوذون بها فرارا من نظرات الكبار، الذين قال احدهم " نحن نقدم لهم مثالا فيحتذوه في ظاهرة محزنة وتبعث على الاسى" مطالبا الجهات الرقابية في المحافظة، خصوصا مديرية الصحة والمحافظة "بمراقبة هذه المقاهي والمتنزهات بشكل مستمر ومباشر لمنعها من السماح للأطفال بتدخين الاراجيل ودخول المقاهي".
وقال مواطنون ان "ظاهرة ارتياد الاطفال للمقاهي اصبحت منتشرة في مختلف مناطق المحافظة"، لافتين الى أن "الأطفال الذي يدخنون الارجيلة ويلعبون الورق يقومون بتجميع ثمنها من مصروفهم الشخصي على حساب صحتهم ودراستهم "، مطالبين ب"معاقبة اصحاب المقاهي الذين يسمحون للأطفال بالتدخين او من يقدم لهم هذه الخدمة".
احد الاطفال الذي يبلغ 16 عاما قال إنه مضى على بدئه التدخين زهاء اربع سنوات دون علم ذويه ، مشيرا الى أنه غالبا ما يأتي مع زملائه لتدخين النرجيلة ولعب "الشدة" في أحد المقاهي ايام العطل ولمشاهدة مباريات كرة القدم . واوضح انه واصدقاءه يجمعون ثمن "المتعة" من مصروفهم اليومي. قال صاحب مقهي وضع يافطة كبيرة تمنع دخول من هم دون السن القانونية، ان التعليمات تمنع دخول الاطفال لكن العمال لا يميزون بين الاطفال والكبار، فالمهم عندهم تحقيق دخل مرتفع للمحل، مؤكدا ارتفاع نسبة الاطفال مرتادي المقاهي، خصوصا في العطل او لمتابعة مباريات كرة القدم العالمية، وهي الحجة التي يتخذها الصغار للتجمع في لمقهى ومن ثم بدء التدخين .
عضو جمعية مكافحة التدخين في الكرك ثابت الهدار، دعا الى تفعيل التعليمات بمنع دخول الأطفال الى المقاهي التي تقدم النرجيلة .
وقال ان قانون الصحة العامة يمنع الأطفال من التدخين ودخول المقاهي ويعاقب كل من يقدم أو يسمح أو يبيع مادة لهم من مواد التدخين.
على ان مساعد محافظ الكرك رئيس لجنة الصحة والسلامة العامة عبد الباسط المدادحة يؤكد أن "القانون يمنع تقديم مواد التدخين ومختلف مشتقاته للأطفال ومن هم دون الثامنة عشرة من العمر"، مشيرا الى "وجود لجان دائمة في المحافظة للصحة والسلامة العامة تراقب المقاهي والمتنزهات وتحظر تواجد الأطفال وتدخينهم فيها". واضاف ان هذه اللجان تقوم بجولات مراقبة ليلية للتأكد من تطبيق القانون ومعاقبة المخالفين.
ويشكل الأطفال ( دون سن15) نحو 37 في المائة من نحو 239 الف نسمة في محافظة الكرك في العام 2010 ، بينما تشير إحصائية سابقة إلى أن غالبية القوى العاملة في المحافظة تعمل في قطاعي الإدارة العامة والدفاع بنحو 28 في المائة من عدد المشتغلين، يليهما قطاع التعليم بنحو 21 في المائة فالزراعة باقل من 9 في المائة، بينما تعاني محافظة الكرك من ارتفاع معدلات البطالة للجنسين حيث يصل مــعدلها نحو 25 في المائة .
--(بترا)