عصف فكري حول المذاهب

المدينة نيوز - لا اعرف كيف تحول الفرس من اهل السنة الى التشيع وهو تحول متأخر في بدايات القرن السادس عشر لكني اعتقد ان التشيع (الفارسي) لا ينسجم بل ويتناقض مع الموروث المجوسي.
كما لا اعرف ايضا ما الذي جعل من المسيحية (عهدا جديدا) يكمل العهد القديم اليهودي, رغم انه لا يوجد قاسم مشترك واحد بينهما
بالعودة الى الموضوع الاول, تقوم المجوسية على فلسفة زرادشت او ثنائية النور والظلام, الخير والشر , التي اسست لتأويلات دينية لاحقة وهو ما يجعلها غريبة على فلسفة التشيع الاقرب الى المثلث او الثلاثية المسيحية التي تعود بدورها الى تصورات سابقة عليها الثلاثية المصرية (ايزيس واوزيريس وحورس, الاب والام والابن) والثلاثية الشرقية في بلاد الشام والعراق (ايل وعناة (عشتار) وبعل وهي مرتبطة فلكيا بالشمس والقمر وزهرة (كوكب عشتار).
ولهذه التصورات الثلاثية في مصر والشرق العربي شروطها الموضوعية (الحضارات الزراعية النهرية النهارية) مما يجعل المسيحية والشيعية ظواهر شرقية عربية اصيلة...
يضاف الى ذلك, الارث الكلداني والحراني وعلوم الفلك والخيمياء (الكيمياء العرفانية) (ارث شرقي عربي) وموقعه في الثقافة الشيعية والمسيحية خاصة في علم الجفر المنسوب الى الامام علي بن ابي طالب وتلامذته.
بالمقابل, فان اليهودية والتأويلات المقحمة على اهل السنة التي حولتها من الدين الحنيف الى ثنائيات زرادشت, اقرب فعلا الى التصورات الاسيوية غير العربية (الاتراك والفرس السنة قبل تشيعهم المتأخر المذكور, او الى بعض القبائل العربية الطرفية التي اشتغلت بحراسة القوافل التجارية.
ومجمل القول او العبرة من هذه المغامرة الفكرية, هو دحض الربط الميكانيكي بين العروبة ومذهب اسلامي بحد ذاته هو مذهب اهل السنة والجماعة او القول ان اصحاب هذا المذهب هم (نخب اول) من بين بقية المذاهب.....
(العرب اليوم )