العدوان على غزة.. هل أسقط الربيع العربي؟

المدينة نيوز - توقيت العدوان الاسرائيلي على غزة واستمراره يرسلان العديد من الاشارات التي تعكس قراءة اسرائيلية للعدوان. فاسرائيل تريد ان تعرف ردود الفعل العربية الرسمية والشعبية على عدوانها ومدى ردة فعل الشارع العربي وخاصة المصري في تحولات الربيع العربي وحيث تنشغل الاطراف العربية باوضاعها الداخلية وتتجنب اثارة اي مشاكل يمكن ان تغضب اي طرف دولي وخاصة الولايات المتحدة الامريكية حليفة إسرائيل وحيث تتطلع بعض القوى السياسية وخاصة الاسلامية (الاخوان المسلمون) الذين وصلوا الى مواقع الحكم كسب الرضا والتأييد والمساعدات الامريكية...
اين اصدقاء غزة ؟ ولماذا يسارع العالم لاقامة اصدقاء سوريا.. ومصر. ولماذا تواصل الجامعة العربية واطراف عربية ودولية العمل لادانة النظام السوري وعزله وتهديده وحصاره ولا تفعل ذلك مع اسرائيل التي ترتكب العدوان وتقصف غزة وتقتل الابرياء
اسرائيل تريد ان تحتوي حدودها الجنوبية وان تضمن سيطرة كاملة وان تفرض شروطا جديدة وهي تضغط لتحول حركة حماس الحاكمة في غزة الى من يطالب بوقف العدوان ومن يعمل وسيطا بينها وبين فصائل المقاومة الاخرى في غزة وقد تدفعها ايضا مقابل بقائها في الحكم الى تجريد تلك القصائل من سلاحها..
والقول ان هناك هدنة او وقفا متبادلا لاطلاق النار هو كذبة كبرى فالعدوان من جانب اسرائيل التي ما زالت تقرر متى تبدأه ومتى تنهيه حسب خططها والتغني من جانب حركة حماس بانتصارات وهمية وادعاء بانجازات لم يعد مقنعا...
غياب المصالحة والتنسيق الفلسطيني-الفلسطيني يتيح لاسرائيل مزيدا من العوامل لتبرير عدوانها وهي تحول عدوانها ذا البعد السياسي في الاستيطان وتهويد القدس في الضفة الغربية الى عدوان ذي طبيعة امنية في غزة لتغطي على ممارساتها في الضفة الغربية وضد عروبة القدس لأنها تدرك ان عدوانها وردة الفعل عليه من الفصائل الفلسطينية يضمنان لها التأييد الدولي وخاصة الامريكي والغربي ويعززان المساعدات لها بل ويخلقان لها رأيا عاما اسرائيليا داخليا مؤيدا بقوة تحت حجة حماية المدنيين الاسرائليين من قصف صواريخ المقاومة..
اذن اسرائيل تختبر الربيع العربي الذي يسقط الان في غزة فردة الفعل المصرية عمليا لا تختلف عنها قبل الثورة المصرية وكذلك ردود الفعل العربية الاخرى التي اكتفت بنفس الشعارات.. والسكوت على العدوان الاسرائيلي يبدو انه مدفوع الثمن بالسكوت الغربي والامريكي على تحولات الربيع بوصول القوى الجديدة الى واقع الحكم، والاّ كيف نفهم ردود الفعل المتواضعة المصرية وكذلك العربية التي لم ترتق للتضامن العملي مع قطاع غزة..
والسؤال ما دامت اسرائيل ترتكب مجزرة جديدة في غزة وهي ما زالت توسع عدوانها يوميا لاحتواء حدودها الجنوبية في حال قيامها بهجوم على ايران وفرض هيمنتها على سيناء. فلماذا لا يجري الوقوف مع غزة كما يجري الوقوف مع الثورة السورية، وما دامت اسرائيل تطلق تصريحات العدوان والقتل والموت والاجتياح وتفعل كل مرة وتعاود عدوانها فما فائدة الدعوة الى التهدئة وماذا ينتظر دعاتها الذين لم ينجزوا سلاما ولم ينجزوا مقاومة.. الى متى يبقى الاحتلال والى متى يبقى العدوان والقتل برسم الرغبة الاسرائيلية..
لماذا لا نرى قرارات في الجامعة العربية لتسليح المقاومة الفلسطينية (المعارضة الفلسطينية للاحتلال)..او معارضة النظام الاسرائيلي لماذا لا يضغط على المجتمع الدولي من هذا الباب لصناعة اصدقاء غزة من عرب وعجم ولماذا لا تجري التظاهرات امام سفارات اسرائيل والغرب المؤيد لاسرائيل والمتفهم لعدوانها والذي يدين دائما ردة الفعل ولا يدين الفعل كما فعلت كلينتون وغيرها..
لماذا لا تتغير اللعبة الان طالما غيّر الربيع العربي قواعد التعاطي مع الانظمة العربية وخلق معارضات مسلحة اسقطت انظمة، لماذا لا يكون للفلسطينيين ربيعهم وثورتهم في وجه الاحتلال، ولماذا لا يجري تأييدهم في وجه نظام اسرائيلي معتد يصادر حقوقهم ويحتلهم..
واذا كان العالم لم ينجز لفلسطين سلاما ولا دولة انتفت الان معطيات اقامتها باستمرار الاستيطان فليسمح للشعب الفلسطيني ان يقاوم العدوان والقتل.هذا سؤال برسم الربيع العربي ان كانت المعادلة تغيرت !
(الراي)