بيان صحفي بمناسبة اختتام زيارة البطريرك مار بشارة للاردن

المدينه نيوز - اصدر المركز الأردني لبحوث التعايش الديني بيانا صحفيا بمناسبة اختتام الزيارة التاريخية التي قام بها غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة الى المملكة.
واعرب المركز في بيانه عن اعتزازه الكبير بما أظهره الأردن الهاشمي بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني عميد آل البيت من كرم ضيافة وحسن استقبال، حيث وقف الأردنيون، يرسمون معاً، كعادتهم، صورة وطن القداسة والكرامة والإيمان، في كل موقع مبارك زاره الضيف الكبير خلال حجّه إلى أرضنا، في أم الرصاص وجبل نيبو وموقع معمودية السيد المسيح ومسجد الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه، والفحيص .
ووصف البيان الزيارة التي قام بها غبطته،الى المملكة في الفترة الواقعة بين الثامن والحادي عشر من الشهر الحالي بالتاريخية الناجحة حيث حلّ فيها ضيفاً على الأردنيين في الوطن النموذج في التعايش والحوار والإخاء والرسالة. واضاف البيان: "ونشير بكل الاعتزاز إلى ما عبر عنه جلالة الملك عبدالله الثاني على الدوام من أن المسيحيين العرب جزء أصيل من الحضارة العربية الإسلامية، وتأكيد جلالته على العمل للمحافظة على تعزيز الوجود المسيحي العربي والحد من هجرة المسيحيين لا سيما من فلسطين وبعض الدول العربية التي تشهد عدم استقرار".
واشار الى النجاح الذي حققته الزيارة الكريمة التي قام بها غبطته وهي الأولى لدولة عربية منذ توليه السدة البطريركية الأنطاكية في بكركي العام الماضي، وما عبرّ عنه من مواقف تبرز عمق العلاقة بين لبنان-الرسالة والاردن-النموذج، مثلما تعكس دور الكنيسة العربية في هذا المشرق العزيز، والى تأكيد غبطته الحفاظ على الدور والحضور المسيحي العربي في منطقتنا المضطربة.
وبين مدى ارتياح الأردنيين لما عبر عنه غبطته من سعادة شخصية وهو يرى "الشركة والمحبة" بين أبناء الوطن مسلمين ومسيحيين، ومساهمة الكنيسة بكل تنوعاتها في حياة هذا البلد والبلدان العربية إسهاما روحياً وثقافياً واجتماعياً بإخلاص وتميز ووطنية.
وقال البيان ان المركز يرى أن هناك امتداداً مشرقياً كثيفاً في هذه الجغرافية المباركة تدعونا إلى تحمل المسؤولية في العمل من أجل كرامة الإنسان، فبين الأردن ولبنان مشرقية واحدة في احترام الإنسان.
واشار الى اشادة غبطته بروح التسامح والتقارب والتعايش والتآخي السائدة في المملكة بين المسلمين والمسيحيين، والتي تعد انموذجاً طيباً يحتذى في هذا المجال، مؤكداً أن ربيع الأردن يعد مثالاً ونموذجاً في المنطقة وأن الأردن في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني عنوان للتقدم والازدهار.
وقال البيان : "من هذه الأرض المباركة التي زارها باباوات الكنيسة وفي هذه الأيام الدقيقة والعصيبة التي تمر بها منطقتنا، أطلق غبطته نداء لجميع المؤمنين من كل الأديان ولذوي الإرادات الصالحة في الأوطان العربية، للعمل معاً على إنهاء العنف بكل أشكاله ومواجهة كل تطرف ديني، حتى تُشرَعَ أبواب القلوب والعقول للحوار من أجل بناء مستقبل أوطاننا معا".
واضاف ان توطيد السلام والأمان في مجتمعاتنا وتحقيق الاستقرار المبني على احترام الحريات الفردية والخصوصيات الثقافية وقبول التعددية الدينية، أمانة لإيماننا وللمشيئة الإلهية، لنكون في هذا الشرق شهوداً حقيقيين للسلام.
وقال المركز ان الزيارة شكلت علامة بارزة في هذا الوقت الذي يشهد فيه العالم العربي تحولات استثنائية، إذ دعا غبطته لوقف كل محرّكات العنف واستباحة حقوق الإنسان، داعياً إلى الانخراط في بناءات أساسها القانون والعدالة وقيمتاها الديمقراطية والحرية.
واكد المركز في البيان ان وطننا يحمل قدرة للتلاقي مع كل إخوانه، مثلما نرى أن ما بين لبنان والأردن ميزة فهم المتغيرات والعمل على تحصين المجتمع واستقراره، خاصة في هذا الزمن العربي، فقداسة الأردن وشرعية قيادته ونهج الحكم فيه وشموخ أرز لبنان ودورهما القومي والتاريخي والحضاري في صياغة النهضة العربية يستدعيان من لبنان-الرسالة، والأردن-النموذج العمل على مواجهة ما نرى حولنا من انغلاق، والسعي في نشر ثقافة الوئام.
وسجل المركز في البيان بالغ الشكر والتقدير لاستقبال غبطته وفد التجمع العربي للتصدي لهجرة المسيحيين العرب برئاسة رئيس التجمّع رئيس مجلس الاعيان طاهر المصري، إذ أكد غبطته سعادته ودعمه لهذه المبادرة التي جاءت من الأردن من خلال حرصه على المشاركة شخصياً في المؤتمر الدولي الذي سيعقده التجمع في الأسبوع الأول من شهر حزيران2012 .
واعرب المركز عن عميق الاعتزاز بلقاء جلالة الملك عبدالله الثاني لغبطته ، الذي يعد تتويجاً لرحلة الحج البطريركية وتعزيزا لتلاقي الأردن النموذج بلبنان الرسالة الأمر الذي يشكل دعماً كبيراً لجهود التجمع العربي للتصدي لهجرة المسيحيين العرب لعقد المؤتمر الدولي الأول.
(بترا)