جرأة الحكومة في إصدار عفو عام جديد!

تم نشره الإثنين 19 آذار / مارس 2012 12:52 صباحاً
جرأة الحكومة في إصدار عفو عام جديد!
ماهر ابو طير

المدينة نيوز - هناك تذمر شعبي يتعلق بآخر عفو عام صدر اذ يقال ان هذا العفو لم يكن عاما بالمعنى الدقيق،لان هناك استثناءات كثيرة افرغت العفو من مضمونه.

تساؤلات الناس تتعلق برغبتها بصدور عفو عام جديد،ازاء عقوبات الحق العام،على الاقل،وهي لاتعد ولاتحصى،والعفو عن عقوبات الحق العام،يخفف عن الناس،ويخفف ايضا عن الاجهزة الامنية التي تطارد وتلاحق كثيرين بسبب قضايا الحق العام،ويرفع العبء عن اجهزة التنفيذ القضائي والامني،التي لديها قوائم لها بداية وليس لها نهاية.

قضايا الحق العام تتعلق بالدولة،من جهة،وبالمواطن المتضرر من جهة اخرى،وفقا لكل حالة،ومثلما تم السكوت على آلاف القرارات التي ادت الى هدر المال العام ونهبه بوسائل مختلفة،بالاضافة الى اخطاء الحكومات التي اضرت بالناس،وهي قرارات واخطاء،لايحاسب عليها احد،ويدفع ثمنها المواطن في حياته،فإن حقوق الدولة على الناس العاديين لاتتم المسامحة بها،فيما على المواطن ان يسامح الحكومات على قراراتها العبقرية التي اهدرت حقوق الشعوب على مدى عشرات السنين!!.

لانريد المقايضة بين هذه وتلك،لكننا نريد التخفيف عن الناس،لان لدينا قوائم بعشرات الاف الاسماء المطلوبة على خلفية عقوبات الحق العام المتعلقة بالدولة،والحق العام في الشق الاول المتعلق بقضايا المواطن المتضرر،ويتم نشر اسماء بعضهم في الصحف،فوق ملاحقتهم،والدولة التي تمر بظروف صعبة اقتصاديا واجتماعيا،بإمكانها ان تقدم لعشرات الاف العائلات في الاردن،خيرا كبيرا،بإصدار عفو عام حقيقي عن كل احكام الحق العام وعقوباته،لمنح الناس فرصة للحياة،ولمنح من ارتكب اي خطأ مهما كان نوعه،المجال للوقوف على قدميه مجددا.

آخر عفو عام صدر لم يحقق غاياته،لان الاستثناءات كثيرة،ولان هناك قضايا بقيت معلقة،وماهو متفق عليه هنا،ان اي عفو يجب ان لايضر حقوق طرف اخر من الناس،وعلى هذا فإن اسقاط الحق العام في كل القضايا الموجودة والمحكوم بها،امر عظيم،يريده الناس في هذا التوقيت بالذات.

لايعيب الدولة ان تصدر عفوا عاما جديدا بعد شهور من عفو سابق،لان علينا ان نعترف ان العفو العام السابق كان جزئيا،ولان كثرة لم تستفد منه،واغلب الظن ان ماهو ممكن ومتاح هو اصدار عفو عام عن احكام وعقوبات الحق العام.

لتمتلك الحكومة الشجاعة،ولتفكر بعفو عام جديد،وليساعدها النواب بمطالبة واسعة،في هذا الصدد،بعيدا عن فكرة العفو الخاص،الذي ينال حالات ويترك حالات،ومثل هذا العفو،سيؤدي الى خدمة الدولة ايضا،لان كثرة سوف تخرج من السجون،تحت عنوان تبييض السجون،ولان الضغط والارهاق على المؤسسات التي تلاحق وتحاكم سينخفض الى مستوى معقول.

في حالات كثيرة لاتمتلك الدول المال لتحسين حياة الناس،لكنها تبحث عن بدائل مبدعة،وأحد هذه البدائل اصدار العفو العام،وقد كنا نتمنى ان يكون عفوا شاملا،عن كل شيء،لكننا نتذكر حقوق الناس المتضررين من اناس اخرين،ونتذكر ان العفو العام الشامل سيأخذ في طريقه قضايا الفساد،وسيكون سببا في اتهام الدولة بأنها اصدرته لاطلاق سراح الفاسدين،وهو امر كارثي،لايمكن قبوله،وسيكون واجبا استثناء الفساد من العفو العام بخصوص احكام الحق العام،حتى لايتم جرح دوافع العفو.

يمكن ايجاد آلية قانونية معينة،عند اصدار هذا العفو العام،لاتؤدي الى الاضرار بالحقوق الجزائية او الشخصية،وتضمن ايضا حق الردع في وجه من اخطأ،وبحيث يكون العفو عن عقوبة الحق العام،مشروطا بعدم العودة الى ذات الخطأ،والا عادت العقوبة التي تم العفو عنها في القضية السابقة التي حازت على العفو،وهي مجرد افكار بحاجة الى تكييفات قانوني.

رب العائلة في بيته،ان جارت الدنيا عليه،وقل زاد منزله،فإن عليه ان يرفع منسوب الملاطفة في منزله،ومستوى الصبر،والتسامح،لان هذه الصفات والسلوكيات بديل اعظم تأثيرا مما ينفقه على منزله في حالات اليسر او العسر،ايضا.

لنراهن على قدرة الحكومة على اتخاذ خطوة جريئة في هذا الملف.
 
(الدستور)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات