معركة الكرامة الخالدة كسرت مقولة الجيش الذي لا يقهر

تم نشره الأربعاء 21st آذار / مارس 2012 05:11 مساءً
معركة الكرامة الخالدة كسرت مقولة الجيش الذي لا يقهر

المدينة نيوز - يحتفل الاردنيون قيادة وجيشا وشعبا بذكرى معركة الكرامة المجيدة التي وقعت في مثل هذا الاربعاء من عام 1968 التي كسر فيها الجيش العربي الاردني مقولة الجيش الذي لا يقهر وحقق النصر العربي الأول على جيش العدو الاسرائيلي منذ اغتصاب فلسطين في العام 1948.

وقد اعترف العدو قبل الصديق بأداء الجيش العربي الاردني البطولي واحترافيته العسكرية في هذه المعركة الخالدة بقيادة قائده الأعلى جلالة المغفور له بإذن الله تعالى الملك الحسين ما دعا للفخر والتباهي بهذا الجيش الباسل وقيادته الهاشمية الحكيمة، وهي صفحة بيضاء توضع في سجل الاردن في تاريخ الصراع العربي - الاسرائيلي.

وقد وصف الاسرائيليون هزيمتهم في معركة الكرامة بأنها "الهزيمة النكراء" و "اكثر الهزائم الجارحة" و"جهنم في الكرامة" .

وما يزيد من طعم مرارة الهزيمة التي ذاقها الاسرائيليون في معركة الكرامة كما يقول الكاتب الاسرائيلي افيتار بن تسديف في مدونته الالكترونية، هو أن الجيش الإسرائيلي هزم في واحدة من اكبر المعارك التي خاضها في تاريخه بعد أن اعد لها العدة جيدا وخاضها مدعما بفرقة عسكرية بكامل عتادها وألويتها مثل لواء المدرعات السابع ولواء المظليين 35 ولواءي احتياط المدرعات والمعززة جميعها بقوات من المدفعية والهندسة والمشاة والتي كانت تعمل برا تحت غطاء جوي كثيف.

ويقول بن تسيدف في مقالة له "بعد مرور اعوام على الهزيمة النكراء التي عصفت بالجيش الاسرائيلي في آذار 1968 في معركة الكرامة، انتهت (عملية جهنم – وهو الاسم الذي اطلقه جيش العدو حينها على معركة الكرامة) بإقالة الجنرال عوزي ناركيس، قائد ما يسمى بالمنطقة الوسطى في الجيش الاسرائيلي حينها والذي تولى قيادة المعركة، دون ان يكون لأسباب إقالته في حينها اي صدى يذكر حتى يومنا هذا".

ويضيف بن تسديف "ان احد الجنود الاسرائيليين الذين شاركوا في الكرامة وهو احد قدامى المقاتلين في سلاح المدرعات الإسرائيلي، قد أنعش ذاكرته بأشياء منسية عندما قال له "مرت اعوام على هزيمتنا في معركة الكرامة، وهي اكثر الهزائم التي جرحت اسرائيل في الصميم".

ويضيف بن تسديف "الهزيمة في الكرامة الحقت بإسرائيل ضررا استراتيجيا خطيرا وخلفت عشرات القتلى والجرحى وبثت الامل في الروح العربية أن بإمكان العرب مواجهة الترسانة العسكرية الاسرائيلية.

وجاء في موقع الكتروني إسرائيلي آخر ان ما فاجأ الإسرائيليين حينها هو الأداء الناجح للجيش العربي الاردني أثناء سير المعركة، مشيرا الى ان الجيش الاسرائيلي خطط في المرحلة الاولى للسيطرة على المنطقة الممتدة بين جسر داميا وجسر الأمير عبدالله وشمال البحر الميت، ثم ادخال قوات برية إسرائيلية الى عمق الاراضي الاردنية للسيطرة على بلدة الكرامة، لكن سلاح الهندسة التابع له فشل بمد جسر على نهر الاردن بسبب القصف الكثيف من قبل المدفعية الاردنية التي امطرت قوات الأسرائيلية بقذائفها.

ويقول انه تبين للقادة الاسرائيليين حجم الورطة الكبيرة التي وقعوا فيها فقرر رئيس اركان الجيش الإسرائيلي حينها الجنرال حاييم بارليف سحب القوات الاسرائيلية، وبذلك أجبرت قوات الاسرائيلية على التراجع.

ويشير الى ان الجيش الاسرائيلي فشل ايضا في تنفيذ عملية الانسحاب بشكل منظم حيث تمكنت القوات الأردنية من قطع جميع خطوط الاتصال بين القوات الاسرائيلية المنسحبة ما كبد الجيش الاسرائيلي خسائر فادحة على الرغم من الغطاء الجوي، والتفوق النوعي لسلاح الجو وهو ما دفع بالجنرال بارليف وعلى الفور، الى إقالة قائد الجبهة الإسرائيلية الجنرال عوزي ناركيسن واستبداله بالجنرال يسرائيل طال لقيادة العملية العسكرية الفاشلة في مرحلتها الأخيرة.

ويظهر على الموقع الالكتروني الخاص برابطة المحاربين القدامى لسلاح المظليين الإسرائيليين موضوع عن معركة الكرامة تحت عنوان "معركة دموية في الكرامة" سرد فيه ان المدفعية الأردنية أبلت بلاء حسنا خلال المعركة وأفشلت جهودا مضنية لإحدى وحدات سلاح الهندسة الإسرائيلي التي كانت تحاول مد جسر فوق جسر الأمير عبدالله لتمكين الدبابات الإسرائيلية من العبور عليه باتجاه الأراضي الأردنية.

ويضيف الموقع ان دبابات ومدفعية الجيش العربي الأردني فاجأت قوة المدرعات الإسرائيلية في المعركة حيث تمكنت من إصابة عدد من الدبابات الإسرائيلية واحرقتها بالكامل كما أجبرت دبابات إسرائيلية أخرى على الدخول في مناطق مليئة بالطين والوحل ما دفع بالقادة الميدانيين لطلب الاستغاثة من سلاح الجو الإسرائيلي الذي استدعيت طائراته المقاتلة على عجل لتخفيف الضغط على القوات البرية الاسرائيلية.

وتتحدث الارقام عن نتائج المعركة حيث قدمت القوات الاردنية الباسلة 86 شهيدا، و108 جرحى، وخسرت 13 دبابة و39 آلية، فيما تكبد الاسرائيليون 250 قتيلا و450 جريحاً وتدمير 88 آلية شملت 27 دبابة و18 ناقلة و24 سيارة مسلحة و19 سيارة شحن وإسقاط 7 طائرات مقاتلة.(بترا)
 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات