قصة في الدوحة

تم نشره السبت 28 آذار / مارس 2009 10:25 صباحاً
ماهر أبو طير

الاجواء هنا في الدوحة ، باردة ورطبة ، واذا كانت هذه هي حالة الطقس الجوي فان الطقس السياسي يشي بمفاجآت عديدة ، في ظل وصول وزراء الخارجية العرب ، الذين يمهدون لاجتماعات القادة العرب في قمة الدوحة العربية.

 

التساؤلات بشأن القمة تتعلق بهل ستشارك ايران على مستوى الرئيس الايراني ، وهل ستشارك دول الخليج على مستوى قياداتها اذا شاركت ايران ، وهل سيصل الرئيس البشير الى الدوحة للمشاركة في القمة العربية ام انه مهد مسبقا لغيابه بالحصول على فتوى تمنع السفر ، لكنه كسرها باتجاهات قريبة ، نحو مصر وليبيا، وسيعود اليها في وقت لاحق لاحق للاستفادة من الفتوى بعدم الحضور ثم التساؤلات حول مشاركة الرئيس المصري ، في القمة ، خصوصا ، ان لا مؤشرات على تصافي مصري قطري حتى الان.

 

اجواء القمة ، تشبه اجواء اي قمة عربية ، من حيث الاستعدادات وبدء وصول الطواقم المرافقة للوفود العربية ، وحين اضيع امس ، بحثا عن الفندق الذي اسكنه ، واضطر للاستعانة بسائق هندي يقود "بكبا" لكنه يزيد من ضياعي ، بدلا من اختصار الوقت ، فأتذكر العالم العربي ، الذي يتوه بحثا عن حلوله فلا يجدها، ولا يحل مشكلتي سوى سائق عربي يقود سيارته الخاصة ، ويستفيد منها ايام الجمع ، فيأخذني الى مقر الفندق، بعد ان جف ريقي ، ويسألني كحال كل العرب ، هل ستكون هذه القمة مختلفة عن سابقاتها ، فأؤكد له انني لااعرف الجواب ، فجميع القمم العربية السابقة التي حضرتها ، كانت تفضي تقريبا الى ذات النتائج، دون ان يحدث تغيير في العمل العربي ، وهذا يفسر المعلومات التي تشير الى مشروع تتبناه بعض الاطراف العربية ، لخلق مصالحات حقيقية في هذه القمة اذا قدر لهذه الجهود ان تنجح.

 

مساء اليوم السبت تتسرب المعلومات شبه النهائية حول عدد الزعماء العرب الذين سيحضرون القمة العربية في الدوحة ، ومن سيغيب ، والمعلومات الراشحة تشير الى غياب متوقع لقادة عرب اعتادوا على الغياب، والى احتمال غياب اخرين ، والساعات الاخيرة من مساء اليوم ، سترسم تقريبا ، شكل القمة ، ومستوى تمثيلها ، وعلى حد تعبير احد الدبلوماسيين العرب ، فان المهم هو مواجهه ملفات خطيرة جدا ، هذه المرة، اقلها المطالبة برأس البشير ، الذي دعته الدوحة مرتين ، ولا يعرف احد اذا ما كان قادرا على عبور البحر الاحمر للوصول الى الدوحة.

 

حضرت قمم عربية واسلامية ، عديدة ، وكان لافتا للانتباه دوما ان القمم تنتهي تأثيراتها بمجرد مغادرة القادة العرب ، ولا تتم متابعة كثير من القضايا ، وتبقى القرارات حبرا على ورق ، حتى ان صحفيين يتشاطرون بنسخ قرارات القمم السابقة والانفراد بها ، بأعتبارها قرارات القمة اللاحقة ، فلا احد يقرأ ، ما بين السطور، وفي كل الحالات ، فان لا احد يريد للعمل العربي المشترك ان يتحول الى استنساخ ، لا يريده اي عربي، على طريقة السائق الذي قال لي في الدوحة ، حين شاهد حدتي مع زميل اخر ، تاه معي ، وعلق قائلا "اذا كنتما مع بعضكما البعض وغير متفقين ، فكيف سيتفق العرب اذن". وهو سؤال ذكي صادني بدلالاته ، من حيث لا احتسب.

 

بين برودة الجو ورطوبته ، تشتد الحاجة الى حسم المشهد العربي بكل تفاصيله.

 

الدستور



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات