كادبي..فكرة رائدة بحاجة إلى دعم

قبل كادبي..»مركز الملك عبد اله الثاني للتصميم والتطوير» كانت الصناعات العسكرية في الاردن في مرحلة بدائية لا تتجاوز مجموعة المشاغل التابعة لسلاح الهندسة أو الصيانة..وحين تولى الملك عبدالله الثاني مسؤولياته وضع عينه على تطوير هذه المرافق ورأى أن تكون صناعة عسكرية أردنية متطورة تصعد لتضع الاردن في موقع يستطيع أن ينتج وينافس ويبني صناعة حقيقية مؤسسية لها هوية تعكس اسمه..
خلال أكثر من عشر سنوات نمت البذرة التي زرعها الملك وتعهدتها القوات المسلحة وقد دخل الى هذه الصناعة ايضاً شركاء مدنيون وخبراء كما امتلكت أذرعة تسويقية حديثة، واستطاعت منتجات كادبي المتفردة والمطورة والمحسنة ان تمثل في المعارض المحلية والاقليمية والدولية وان يشار اليها بتميز..
أمس زار رئيس الوزراء عون الخصاونة مواقع كادبي الانتاجية في الضليل ومناطق أخرى باعتباره ايضاً وزيراً للدفاع وهي الحقيبة التي ظل يحملها في السنوات الاخيرة ومنذ أكثر من عقدين رئيس الوزراء وظلت هذه الحقيبة بحاجة الى تفعيل وجدناه يبدأ الآن في زيارة الرئيس الذي أكد على أهمية تعزيز التواصل وعمليات الربط بين المركز والجامعات والمعاهد التطبيقية ليسهم ذلك كله في نقل المعرفة والتكنولوجيا..
كادبي مركز علمي مرموق يتطلع الى مزيد من التطوير والدعم وهو حاضنة أساسية للتدريب والتطوير للشباب من داخل المركز وايجاد فرص العمل لهم..
هذه فرصة لان تلتقي كثير من الارادات الأردنية وخاصة العسكرية والأمنية لدعم هذا المركز (كادبي) وأن يكون رافعة حقيقية في الصناعات العسكرية لسد حاجات قواتنا المسلحة أولاً مما يصنع وما يلزمها وأن تكون الاولوية في التزود منه كما ان المركز بحاجة الى مزيد من المساهمات المالية وشركاء متخصصين واساسيين سواء كانوا أردنيين برأس مال وطني أو حتى أجانب بخبرات مختلفة..
لقد وصلت الصناعات العسكرية الأردنية ومعظمها صناعات خفيفة وأساسية ومميزة ومتنوعة وخاصة ما يتعلق منها بحاجات القوات الخاصة الى اسواق عديدة عالمية من روسيا الى الهند الى بلدان عربية وافريقية ولا أريد أن أتوقف عند نوعية المسدسات والبنادق المميزة ولا حتى الاضافات على الهليوكوبتر في الجسم الخارجي أو تطوير ناقلات الجنود بشكل ابداعي والتي توائم الصحراء وظروف أخرى لم تتوفر للصناعات المستوردة..كما أبدعت كادبي في صناعات اشتقاقية وتكميلية كالتزود بالطعام في الوجبات الجاهزة ذات الأمد الطويل وفي عمليات النقل اللوجستي لها..
والمتابع يرى برنامجاً طموحاً قطعت كادبي جزءاً منه وما زال الطريق ممتداً واعداً..
كادبي بحاجة الى المزيد من التسويق وفتح اسواق جديدة واستقطاب دول وخبرات، وبحاجة الى دعم خاصة بعد الأزمة الاقتصادية العالمية وتراجع الأسواق وضعفها وشدة المنافسة وهيمنة الدول الكبرى وشركات تصنيع السلاح على الاسواق العالمية وخاصة الناشئة..
ما كنت استمعت اليه قبل سنة اثناء زيارة وفد جمعية الشؤون الدولية الى ميادين التصنيع التابعة لكادبي يبعث على الاعتزاز لما تنتجه العقول والسواعد الاردنية ولما يحرص الملك شخصياً أن يتطور..
أمس أعيد فتح ملف كادبي أمام وزير الدفاع وبحضور شخصيات معنية أخرى لتطوير الصناعات العسكرية الدفاعية وهذه فرصة لاعادة تقييم المشروع برمته على قاعدة توفير كل أشكال الدعم له والمزيد من ربطه بالجامعات ومراكز البحث العلمي وايضاً فتح أبواب التمويل المالي له ليدخل مرحلته الجديدة التي خطط للدخول اليها قبل سنوات..
ما قدمه عن الخطط مدير عام المركز شادي المجالي استوقف الحضور بمزيد من الأسئلة وخاصة الامكانيات التقنية والتصنيعية ومتطلبات الاسواق في التحولات العالمية الجديدة..
وأزعم أن كادبي علامة فارقة يمكن أن تميز عمل الأردنيين وأن تصعد حتى بالاقتصاد الوطني في هذا النوع من التصنيع القائم على اقتصاد المعرفة الذي حان الوقت للأخذ به كما فعلت كادبي التي قدمت عديدا من براءات الاختراع والأعمال الابداعية..