وثائق: بريطانيا ساعدت استخبارات معمر القذافي في التجسس على معارضيه و ام اي 6 والعقيد أقاما مسجداً بمدينة أوروبية للإيقاع بـ إرهابيي القاعدة
تم نشره الإثنين 23rd نيسان / أبريل 2012 03:55 مساءً

المدينة نيوز - كشفت صحيفة 'صندي تلغراف' ان الاستخبارات الخارجية البريطانية (ام اي ـ 6) والاستخبارات الليبية في نظام معمر القذافي تعاونتا لبناء مسجد في دولة اوروبية غربية للايقاع بالاسلاميين وزرع عملاء لهما في داخل الخلايا التابعة للقاعدة في واحدة من مدن الدولة المعنية ولم تسم الصحيفة اسم الدولة لاعتبارات قانونية وامنية.
واظهرت الوثائق التي كشفت للصحيفة الدور الذي لعبه مدير المخابرات ووزير الخارجية السابق موسى كوسا الذي انشق عن النظام وهرب الى لندن في بداية الثورة الليبية.
وتقول ان التعاون الامني كان جزءا من محاولات بريطانيا لاعادة العلاقات مع نظام القذافي، وتظهر العلاقة الوثيقة والتعاون الامني المشترك بين البلدين.
كما وتكشف عن استعداد الاجهزة الامنية البريطانية للتعاون مع جهاز مخابرات القذافي على الرغم من سجله في قمع وتعذيب المعارضين السياسيين وانتهاكات حقوق الانسان.
فقد كانت حكومة توني بلير في حينه منشغلة بتشجيع العقيد القذافي على التخلي عن برنامج الاسلحة النووية الذي كان يطوره مقابل اخراجه من عزلته الدولية.
ولم تسم الصحيفة اسم المدينة التي جرت فيها محاولة اختراق خلايا القاعدة وبناء المسجد فيها. ولكنها تقول ان العميل المزدوج واسمه الحركي 'جوزيف' كانت له اتصالات قوية مع زعيم القاعدة في العراق وجندته المخابرات الليبية في زيارة له لطرابلس العاصمة الليبية.
وتقول الصحيفة ان الـ 'ام اي -6' بدأت بتجنيد 'جوزيف' بدون ان تعلم اجهزة الاستخبارات في الدولة المعنية، وعوضا عن ذلك اتفقت المخابرات البريطانية مع الليبية لخداع الحليف الاوروبي وابقائه في الظلام حول الكيفية التي تمت فيها تجنيد 'جوزيف'.
وتقول الصحيفة ان الوثائق التي حصلت عليها خرجت من مقر 'ام اي 6' في لندن وارسلت الى مقر المخابرات الليبية والى مكتب موسى كوسا. وتم العثور عليها في مقر المخابرات بعد ان انهار النظام ولم يتم التخلص منها. وتطرح العلاقة الوثيقة بين الوكالتين الامنيتين اسئلة حول علاقة الحكومة العمالية في حينه مع القذافي وان كانت الاستخبارات تقوم بالعمل بناء على تفويض رسمي او بمبادرة منها.
ويعود تاريخ العملية الى نهاية عام2003 حيث تم الاتفاق على تفاصيلها من خلال سلسلة من اللقاءات في طرابلس ولندن. ففي كانون الاول (ديسمبر)، سافر العميل 'جوزيف' ومسؤول امني ليبي الى لندن لعقد لقاءات مع المسؤولين البريطانيين تمت في فنادق لمناقشة انشاء مسجد في المدينة المذكورة من اجل اجتذاب الناشطين الاسلاميين من الجزائر وتونس وليبيا وغيرها ولجمع معلومات عن نشاطاتهم وخططهم مع القاعدة في اوروبا.
وتكفلت المخابرات البريطانية بنفقات المسؤول الامني الليبي حيث انزلته في فندق خمس نجوم وسط لندن، كما وسهلت اجراءات مروره مع سلطات الهجرة ولتجنب المشاكل التي عاناها اثناء زيارته السابقة لندن، وكان المسؤول قد عمل مخبرا تحت غطاء دبلوماسي في البعثة الدبلوماسية الليبية في لندن.
وتظهر مذكرة ارسلت للطرف الليبي تفصل ما دار في لقاء مع العميل 'جوزيف' الذي كان مترددا في بلدة في شمال انكلترا وجاء فيها 'لقاؤنا في بريطانيا وبهذه المناسبة كان من اجل البحث اكثر مع جوزيف حول مدى استعداده وما يمكن ان يقدمه'.
والرسالة مروسة بـ 'تحيات من لندن' وتقول ' كان جوزيف متوترا نوعا ما، ومشى الى الفندق في البلدة الانكليزية خائفا ووسط نظرات المشاة الذين جعلوه متوترا' وتمضي المذكرة بالقول ' لقد اكدنا له مرة اخرى وناقشنا المهمة السرية التي تداولناها عندما كان في طرابلس، واننا لن نلتقي مرة اخرى في الاماكن العامة، ولكن في حالة ان شوهدنا من شخص في الفندق، فساتصرف على انني من يقوم بتسهيل اعماله التجارية، واضافة لذلك فانه لا توجد اية صلة بين (ام اي -6) والحجز له في الفندق'.
كما ورد في المذكرة ان ''جوزيف' وافق العمل مع المخابرات الخارجية الليبية ولكنه كان بحاجة لتطمينات، وعقدنا معه لقاء ثانيا بعد ايام حيث التقى مسؤولون من ام اي ـ 6 ومن المخابرات الليبية معه في فندق من خمس نجوم، وانتقلوا الى فندق اخر في سيارات منفصلة حتى يتم التأكد من انه لم يكن هناك من يراقبنا'.
وتم اخبار 'جوزيف' ان عليه ان لا يخبر تحت اي ظرف من الظروف استخبارات 'الدولة التي كان سيعمل فيها ويعيش' عن علاقته معنا ومع الليبيين، وسنقوم باخبارهم بانفسنا عندما نكون جاهزين'.
وتم والحالة هذه الاتفاق على خطة لابعاد العميل عن المخابرات الغربية وابقائها في الظلام، وتضيف المذكرة ان 'ام اي -6 ' هي من ستقوم باخبار حلفاء بريطانيا عن عملية تجنيد 'جوزيف' وانها جاءت نتيجة للتعاون المستمر مع المخابرات الليبية لمكافحة الارهاب، وان الطرفين ارادا استثمار العلاقة التي تم عقدها مع 'جوزيف'، مما يعني ان العملية تمت من وراء ظهر المسؤولين الامنيين في الدولة المعنية التي اقيم فيها المسجد، ولا يعرف ان كان هذا التصرف سينعكس سلبا على العلاقات مع هذه الدولة المعنية.
وتعتبر الوثائق هذه اخر كشف عن العلاقة بين استخبارات القذافي والبريطانيين، فقد كشفت وثائق نشر تفاصيل منها عن الدور الذي لعبته 'ام اي ـ 6' في اعتقال وترحيل عبدالحكيم بلحاج، احد قادة الجماعة الاسلامية الليبية المقاتلة في تايلاند حيث سلم مع زوجته الى المخابرات اللييبة.
وقام بلحاج الذي يترأس المجلس العسكري لطرابلس برفع دعوى قضائية على الحكومة البريطانية ووزير الخارجية في حينه جاك سترو، حيث اتهمه بانه اعطى الضوء الاخضر لتسليمه للقذافي في اذار(مارس) 2004.
وتظهر الوثائق التي نشرتها نفس الصحيفة في شهر شباط (فبراير) الماضي كيف قامت 'ام اي- 6' باخبار المخابرات الليبية ان بلحاج كان في طريقه الى تايلاند، وتم احتجازه من عملاء سي اي ايه، حيث وضع على طائرة توقفت للتزود بالوقود في جزيرة دييغو غارسيا في المحيط الهندي التي تعتبر ارضا بريطانية.
وعندما اصبح بلحاج في يد المخابرات الليبية كتب مسؤول وحدة مكافحة الارهاب، سير مارك الين لكوسا قائلا 'هذا اقل ما يمكن ان نقدمه لكم ولليبيا من اجل اظهار العلاقة المهمة التي قامت بيننا'، وهو ما يناقض ما اعلنت عنه الحكومة البريطانية عن دورها في عمليات الترحيل القسري.
جاء ذلك فيما كشفت صحيفة 'ميل أون صندي' امس الاحد نقلاً عن وثائق سرية أن جهاز الأمن الداخلي البريطاني (أم آي 5) زوّد عملاء الاستخبارات في النظام الليبي السابق بمعلومات استخباراتية وهواتف محمولة مؤمنة ومنزل آمن في أحد الأحياء الراقية في لندن، للتجسس على معارضيه المقيمين في المملكة المتحدة.
وقالت الصحيفة إن جهاز (أم آي 5) خان معارضي نظام العقيد معمر القذافي الحاصلين على اللجوء في بريطانيا وقتها وتورط بعملية مشتركة سرية مع جواسيس ليبيين على الأراضي البريطانية، قدم لهم خلالها منزلاً آمناً في حي نايتسبريدج وسط لندن.
وأضافت أن هذا الكشف غير العادي خرج من مئات الوثائق السرية التي عُثر عليها في أرشيف أجهزة استخبارات نظام القذافي بعد سقوطه، وتميط اللثام عن تكتيكات التخويف والإكراه ومخاوف عملاء الاستخبارات البريطانية من احتمال نشر تقارير عن ممارساتهم من قبل الصحافة في المملكة المتحدة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الوثائق تكشف عن لقاءات بين الاستخبارات البريطانية والليبية في كل من طرابلس ولندن، وعن زيارات قام بها عملاء نظام القذافي إلى المملكة المتحدة للاتصال بمنشقين ليبيين في لندن ومانشستر في شهري آب/أغسطس وتشرين الأول/أكتوبر 2006.
وقالت إن الوثائق السرية تظهر أيضاً أن عملاء الاستخبارات الليبية نجحوا في إقناع بعض المعارضين لنظام القذافي الحاصلين على اللجوء في بريطانيا بالتعاون معهم، وأن جهاز الأمن الداخلي البريطاني (أم آي 5) أراد أن يجعل منهم مصدراً للمعلومات لارتباطهم بالجماعة الإسلامية المقاتلة الليبية التي كانت على صلة بتنظيم القاعدة الذي يمثل تهديداً للأمن القومي للمملكة المتحدة.
وأضافت نقلاً عن إحدى الوثائق، أن جهاز (أم آي 5) كان يعرف أيضاً أن قراره التعاون مع نظام استمر في تصفية وتعذيب خصومه رغم تخليه عن برنامج لأسلحة الدمار الشامل، كان مثيراً للجدل وكان لا بد من إبقائه رهن السرية.
ونسبت الصحيفة إلى ديفيد ديفيز العضو البارز في حزب المحافظين البريطاني الحاكم قوله 'هذه الوثائق تكشف بأن وكالات الاستخبارات البريطانية فضحت الناس الذين حصلوا على اللجوء في المملكة المتحدة للجهات التي هربوا منها، وهذا يمثل خيانة مقلقة لالتزامات بريطانيا وتقاليدها بحماية اللاجئين'. ( القدس العربي )
واظهرت الوثائق التي كشفت للصحيفة الدور الذي لعبه مدير المخابرات ووزير الخارجية السابق موسى كوسا الذي انشق عن النظام وهرب الى لندن في بداية الثورة الليبية.
وتقول ان التعاون الامني كان جزءا من محاولات بريطانيا لاعادة العلاقات مع نظام القذافي، وتظهر العلاقة الوثيقة والتعاون الامني المشترك بين البلدين.
كما وتكشف عن استعداد الاجهزة الامنية البريطانية للتعاون مع جهاز مخابرات القذافي على الرغم من سجله في قمع وتعذيب المعارضين السياسيين وانتهاكات حقوق الانسان.
فقد كانت حكومة توني بلير في حينه منشغلة بتشجيع العقيد القذافي على التخلي عن برنامج الاسلحة النووية الذي كان يطوره مقابل اخراجه من عزلته الدولية.
ولم تسم الصحيفة اسم المدينة التي جرت فيها محاولة اختراق خلايا القاعدة وبناء المسجد فيها. ولكنها تقول ان العميل المزدوج واسمه الحركي 'جوزيف' كانت له اتصالات قوية مع زعيم القاعدة في العراق وجندته المخابرات الليبية في زيارة له لطرابلس العاصمة الليبية.
وتقول الصحيفة ان الـ 'ام اي -6' بدأت بتجنيد 'جوزيف' بدون ان تعلم اجهزة الاستخبارات في الدولة المعنية، وعوضا عن ذلك اتفقت المخابرات البريطانية مع الليبية لخداع الحليف الاوروبي وابقائه في الظلام حول الكيفية التي تمت فيها تجنيد 'جوزيف'.
وتقول الصحيفة ان الوثائق التي حصلت عليها خرجت من مقر 'ام اي 6' في لندن وارسلت الى مقر المخابرات الليبية والى مكتب موسى كوسا. وتم العثور عليها في مقر المخابرات بعد ان انهار النظام ولم يتم التخلص منها. وتطرح العلاقة الوثيقة بين الوكالتين الامنيتين اسئلة حول علاقة الحكومة العمالية في حينه مع القذافي وان كانت الاستخبارات تقوم بالعمل بناء على تفويض رسمي او بمبادرة منها.
ويعود تاريخ العملية الى نهاية عام2003 حيث تم الاتفاق على تفاصيلها من خلال سلسلة من اللقاءات في طرابلس ولندن. ففي كانون الاول (ديسمبر)، سافر العميل 'جوزيف' ومسؤول امني ليبي الى لندن لعقد لقاءات مع المسؤولين البريطانيين تمت في فنادق لمناقشة انشاء مسجد في المدينة المذكورة من اجل اجتذاب الناشطين الاسلاميين من الجزائر وتونس وليبيا وغيرها ولجمع معلومات عن نشاطاتهم وخططهم مع القاعدة في اوروبا.
وتكفلت المخابرات البريطانية بنفقات المسؤول الامني الليبي حيث انزلته في فندق خمس نجوم وسط لندن، كما وسهلت اجراءات مروره مع سلطات الهجرة ولتجنب المشاكل التي عاناها اثناء زيارته السابقة لندن، وكان المسؤول قد عمل مخبرا تحت غطاء دبلوماسي في البعثة الدبلوماسية الليبية في لندن.
وتظهر مذكرة ارسلت للطرف الليبي تفصل ما دار في لقاء مع العميل 'جوزيف' الذي كان مترددا في بلدة في شمال انكلترا وجاء فيها 'لقاؤنا في بريطانيا وبهذه المناسبة كان من اجل البحث اكثر مع جوزيف حول مدى استعداده وما يمكن ان يقدمه'.
والرسالة مروسة بـ 'تحيات من لندن' وتقول ' كان جوزيف متوترا نوعا ما، ومشى الى الفندق في البلدة الانكليزية خائفا ووسط نظرات المشاة الذين جعلوه متوترا' وتمضي المذكرة بالقول ' لقد اكدنا له مرة اخرى وناقشنا المهمة السرية التي تداولناها عندما كان في طرابلس، واننا لن نلتقي مرة اخرى في الاماكن العامة، ولكن في حالة ان شوهدنا من شخص في الفندق، فساتصرف على انني من يقوم بتسهيل اعماله التجارية، واضافة لذلك فانه لا توجد اية صلة بين (ام اي -6) والحجز له في الفندق'.
كما ورد في المذكرة ان ''جوزيف' وافق العمل مع المخابرات الخارجية الليبية ولكنه كان بحاجة لتطمينات، وعقدنا معه لقاء ثانيا بعد ايام حيث التقى مسؤولون من ام اي ـ 6 ومن المخابرات الليبية معه في فندق من خمس نجوم، وانتقلوا الى فندق اخر في سيارات منفصلة حتى يتم التأكد من انه لم يكن هناك من يراقبنا'.
وتم اخبار 'جوزيف' ان عليه ان لا يخبر تحت اي ظرف من الظروف استخبارات 'الدولة التي كان سيعمل فيها ويعيش' عن علاقته معنا ومع الليبيين، وسنقوم باخبارهم بانفسنا عندما نكون جاهزين'.
وتم والحالة هذه الاتفاق على خطة لابعاد العميل عن المخابرات الغربية وابقائها في الظلام، وتضيف المذكرة ان 'ام اي -6 ' هي من ستقوم باخبار حلفاء بريطانيا عن عملية تجنيد 'جوزيف' وانها جاءت نتيجة للتعاون المستمر مع المخابرات الليبية لمكافحة الارهاب، وان الطرفين ارادا استثمار العلاقة التي تم عقدها مع 'جوزيف'، مما يعني ان العملية تمت من وراء ظهر المسؤولين الامنيين في الدولة المعنية التي اقيم فيها المسجد، ولا يعرف ان كان هذا التصرف سينعكس سلبا على العلاقات مع هذه الدولة المعنية.
وتعتبر الوثائق هذه اخر كشف عن العلاقة بين استخبارات القذافي والبريطانيين، فقد كشفت وثائق نشر تفاصيل منها عن الدور الذي لعبته 'ام اي ـ 6' في اعتقال وترحيل عبدالحكيم بلحاج، احد قادة الجماعة الاسلامية الليبية المقاتلة في تايلاند حيث سلم مع زوجته الى المخابرات اللييبة.
وقام بلحاج الذي يترأس المجلس العسكري لطرابلس برفع دعوى قضائية على الحكومة البريطانية ووزير الخارجية في حينه جاك سترو، حيث اتهمه بانه اعطى الضوء الاخضر لتسليمه للقذافي في اذار(مارس) 2004.
وتظهر الوثائق التي نشرتها نفس الصحيفة في شهر شباط (فبراير) الماضي كيف قامت 'ام اي- 6' باخبار المخابرات الليبية ان بلحاج كان في طريقه الى تايلاند، وتم احتجازه من عملاء سي اي ايه، حيث وضع على طائرة توقفت للتزود بالوقود في جزيرة دييغو غارسيا في المحيط الهندي التي تعتبر ارضا بريطانية.
وعندما اصبح بلحاج في يد المخابرات الليبية كتب مسؤول وحدة مكافحة الارهاب، سير مارك الين لكوسا قائلا 'هذا اقل ما يمكن ان نقدمه لكم ولليبيا من اجل اظهار العلاقة المهمة التي قامت بيننا'، وهو ما يناقض ما اعلنت عنه الحكومة البريطانية عن دورها في عمليات الترحيل القسري.
جاء ذلك فيما كشفت صحيفة 'ميل أون صندي' امس الاحد نقلاً عن وثائق سرية أن جهاز الأمن الداخلي البريطاني (أم آي 5) زوّد عملاء الاستخبارات في النظام الليبي السابق بمعلومات استخباراتية وهواتف محمولة مؤمنة ومنزل آمن في أحد الأحياء الراقية في لندن، للتجسس على معارضيه المقيمين في المملكة المتحدة.
وقالت الصحيفة إن جهاز (أم آي 5) خان معارضي نظام العقيد معمر القذافي الحاصلين على اللجوء في بريطانيا وقتها وتورط بعملية مشتركة سرية مع جواسيس ليبيين على الأراضي البريطانية، قدم لهم خلالها منزلاً آمناً في حي نايتسبريدج وسط لندن.
وأضافت أن هذا الكشف غير العادي خرج من مئات الوثائق السرية التي عُثر عليها في أرشيف أجهزة استخبارات نظام القذافي بعد سقوطه، وتميط اللثام عن تكتيكات التخويف والإكراه ومخاوف عملاء الاستخبارات البريطانية من احتمال نشر تقارير عن ممارساتهم من قبل الصحافة في المملكة المتحدة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الوثائق تكشف عن لقاءات بين الاستخبارات البريطانية والليبية في كل من طرابلس ولندن، وعن زيارات قام بها عملاء نظام القذافي إلى المملكة المتحدة للاتصال بمنشقين ليبيين في لندن ومانشستر في شهري آب/أغسطس وتشرين الأول/أكتوبر 2006.
وقالت إن الوثائق السرية تظهر أيضاً أن عملاء الاستخبارات الليبية نجحوا في إقناع بعض المعارضين لنظام القذافي الحاصلين على اللجوء في بريطانيا بالتعاون معهم، وأن جهاز الأمن الداخلي البريطاني (أم آي 5) أراد أن يجعل منهم مصدراً للمعلومات لارتباطهم بالجماعة الإسلامية المقاتلة الليبية التي كانت على صلة بتنظيم القاعدة الذي يمثل تهديداً للأمن القومي للمملكة المتحدة.
وأضافت نقلاً عن إحدى الوثائق، أن جهاز (أم آي 5) كان يعرف أيضاً أن قراره التعاون مع نظام استمر في تصفية وتعذيب خصومه رغم تخليه عن برنامج لأسلحة الدمار الشامل، كان مثيراً للجدل وكان لا بد من إبقائه رهن السرية.
ونسبت الصحيفة إلى ديفيد ديفيز العضو البارز في حزب المحافظين البريطاني الحاكم قوله 'هذه الوثائق تكشف بأن وكالات الاستخبارات البريطانية فضحت الناس الذين حصلوا على اللجوء في المملكة المتحدة للجهات التي هربوا منها، وهذا يمثل خيانة مقلقة لالتزامات بريطانيا وتقاليدها بحماية اللاجئين'. ( القدس العربي )