أهل السنة مقابل المعتزلة

ليس صحيحا ولا دقيقا ان ظاهرة (اهل السنة) بدأت مقابل الشيعة واهل التشيع, وليس صحيحا ولا دقيقا اتهامات الخصوم السياسيين والعقائديين في التاريخ الاسلامي (بالاسرائيليات) وبتأثيرات يهودية يعود لشخصية ملتبسة من اصول يهودية هي شخصية عبدالله بن سبأ وليس صحيحا ولا دقيقا كل ما يقال عن النواصب (السنة) وعن الروافض (الشيعة):
1- لقد بدأت ظاهرة اهل السنة اول ما بدأت على يد الخوارج ضد الامويين وانصار الامام علي في الوقت نفسه, واستمرت تحارب الامويين بعد استشهاد الامام, وتبلورت نظريا وعقائديا ليس في مواجهة الشيعة, بل في مواجهة المعتزلة, فيما عرف بالحرب بين دعاة العقل والتأويل المفتوح, واصحاب الرأي ودعاة النقل والتمسك بالكتاب والحديث.
وحيث انحاز المعتزلة الى مقولات مثل الحدوث وخلق القرآن انحازت غالبية (الشيعة) الى مقولات اهل السنة والجماعة... كما واصلت جماعات من اهل السنة حربها على المتصوفة التي جمع بعضها بين العقل والنقل.
وقد مرت الجماعات المتشددة من اهل السنة بثلاث موجات, الخوارج, ابن تيمية, ثم الوهابية وقد قاموا جميعهم بتكفير اوساط واسعة من المسلمين من غير الشيعة ويذكر اجدادنا في الاردن كيف كانت الغزوات الوهابية تكفر اهالي شرق الاردن ومعظمهم من اهل السنة.
2- ليس دقيقا ربط النواصب بأهل السنة, وربط الروافض بالتشيع, فالخوارج (السنة) قاتلوا الحكام على مر الايام والازمان ومنهم الجماعات المتطرفة في ايامنا هذه على غرار القاعدة.. وبالمقابل فقبل فتاوى الخميني لتجويز بناء دولة في ايران باسم (نائب الامام الغائب) فإن الروافض حكموا مرتين في عهد البويهيين ثم في عهد الصفويين بعد ان افتى الشيخ علي الكركي بذلك (ولاية الفقيه).
ومن المفهوم ان هناك من يفسر الروافض والنواصب على طريقته (النواصب من الحاكمية) فقط ولا يعتد بأي تأويلات اخرى, علما بأن البويهيين حكموا باسم الخليفة في بغداد ولم يكن شيعيا او فاطميا.