الاقاليم والاغلبية الصامتة

تم نشره الخميس 09 نيسان / أبريل 2009 10:35 صباحاً
خالد فخيدة

واضح في خضم الجدل الذي تشهده البلاد بسبب مشروع الاقاليم، بانه اظهر نوعين من المعارضة، الاولى على تقسيمات واليات التطبيق من باب انها لا تخدم ''لا مركزية'' صنع القرار، والثانية ترفض المشروع برمته.

 

اصحاب وجهة النظر الاولى المتمثلة برؤساء وزراء ووزراء سابقين ونواب مستقلين يضغطون لان تكون العاصمة عمان جزءاً من هذا المشروع وان يكون مسؤول ادارة كل اقليم صاحب صلاحيات وقادراً على اتخاذ القرار دون الرجوع الى الادارة المركزية في عمان.

 

ولعل اكثر الشخصيات التي سجلت ملاحظاتها في هذا الاتجاه النائب عبد الرؤوف الروابدة الذي يرى ان مشروع الاقاليم بحاجة الى عصف ذهني على كافة المستويات، وان تسريع تطبيقه في ظل الملاحظات الكثيرة على تفاصيله الفنية سيضعه في مهب الفشل.

 

وبين اختلاف هؤلاء مع الحكومة على مصطلحات مثل ''المفوض'' والدعوة لاستبداله بـ''الوالي'' بخصوص التوصيف الوظيفي للمسؤول عن ادارة كل اقليم اداريا وتنمويا، يقف جميعهم في خندق الدفع بهذا المشروع الى حيز التنفيذ لاعتبارات متعددة، اهمها ان الاغلبية الصامتة ستدخل في العملية التنموية الشاملة ''تلقائيا''.

 

ولعل هذه التلقائية التي تفرضها آلية الانتخاب والتمثيل بشمولها كل منزل وحي الى ان تتوسع لتشمل المحافظة ثم الاقليم، هي مربط فرس المعارضة الشديدة التي يواجهها مشروع الاقاليم من قبل النوع الثاني من المعارضة والمتمثل بلجنة التنسيق العليا لاحزاب المعارضة.

 

ولان في الاقاليم ما يعزز التعددية في المشاركة السياسية، فمن الطبيعي ان يقذف المشروع بتهمة ''تفكيك الدولة وانه اعد في الخارج ..'' من قبل الذين خدمتهم الظروف لاحتكار العمل السياسي الشعبي خلال العقود الماضية.

 

ولذلك، فان قول النائب الروابدة بان هذا المشروع من بناة افكاره، فسر عند بعض الساسة بانه ضرب من الغرور وحب الذات. وقد يكون ذلك صحيحا للوهلة الاولى لو ان احدا لم يقذف مشروع الاقاليم بتهمة '' المؤامرة مع الخارج ضد الوطن''.

 

والروابدة في هذا المقام لم يقدم نفسه. فهو قدم براءة اختراع لهذا المشروع النهضوي بانه انتاج اردني صافٍ وخالٍ من اي تداعيات للظروف الاقليمية والخارجية. ولذلك فرئيس الحكومة ومن سبقوه في حمل الامانة متفقون على ''تلقائية'' مشاركة الاغلبية الصامتة في صناعة القرار، ولكن الخلاف في ''كيف؟'' وليس ''لماذا؟.'

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات