المشاريع الصغيرة والمبادرات الفردية مُدرّة للدخل ومُعزّزة للإقتصاد الوطني

المدينة نيوز - لم يجد فرصة عمل عندما تخرج من الجامعة، ولم يستطع الانتظار على طابور ديوان الخدمة المدنية للحصول على وظيفة ، وفي الوقت ذاته ، لم تكن ظروف أسرته المالية تسمح له بإنشاء مشروع صيدلية ، فتوجه الى صندوق التنمية والتشغيل ، للحصول على قرض يستطيع من خلاله افتتاح مشروعه الخاص به حسب سياسة الصندوق التدريبية التي ينفذها لتمكين المواطنين من تحسين فرص دخولهم سوق العمل وإقامة مشاريعهم الخاصة وصولا الى إحلال العمالة الوطنية محل الوافدة في كثير من المهن.
كان حلم وائل ابو ديه وغايته منذ نعومة اظفاره في طفولته الاولى ان يدرس علوم الصيدلة ، يدفعه الى ذلك تلك الصورة المشرقة للصيدلاني التي حفرتها ذاكرته الطفولية وهو يرافق والده الذي كان جنديا يخدم في الخدمات الطبية الملكية .
وكانت تلك الصور والمشاهد للصيدلاني تؤسس اللبنة الاولى في اتجاهاته نحو مهنة الصيدلة ، والاطلاع على اهميتها في حياة المريض لتكون حافزا له بان يكون متميزا في مدرسته ويحصل على بعثة علمية لمتابعة دراسته الجامعية في الصيدلة ، ويتخرج بدرجة امتياز .
ونتيجة الصبر والكفاح من اجل النجاح والوصول الى الهدف المنشود وتحقيق حلم الطفولة استطاع مشروع الدكتور وائل ابو ديه التأهل ليحتل المركز الرابع على مستوى المملكة الذي بدأ بقرض صغير من الصندوق بمبلغ 8600 دينار وبموظف واحد هو الصيدلاني وائل ابو ديه ليصل في عام 2011 إلى رأس مال يقدر 450 ألف دينار من موجودات ثابتة وبعدد موظفين يصل تسعة ،إضافة الى متابعته دراسته العليا ، ليتوج نجاحه بحصوله على جائزة الملك عبدالله الثاني للتميز في العمل الحر والريادة .
ويعبر ابو ديه عن شكره العميق لجلالة الملك عبدالله الثاني على منحه هذا الشهادة التي ساهمت في تطوير عمله الصيدلاني ويملك اليوم فرعا اخر للصيدلة ومستودعا كبيرا للأدوية وموظفين كثيرون.
ويؤكد بان سوق العمل الاردني يمنح فرصا كبيرة للشباب في المجالات كافة وفي مختلف الاختصاصات والذي تشغله نسبة كبيرة من العمالة الوافدة.
وبين الصيدلاني الدكتور وائل ابو ديه انه بالرغم من اتساع التعليم في الاردن وزيادة عدد الخريجين الا ان كثيرا من الشباب لا ينخرطون في مهن كثيرة يوفرها سوق العمل الاردني .
يشار الى ان مشروع ابو دية قد حصل على المرتبة الرابعة للعمل الحر والريادة بعد عملية التقييم خلال قيام الصندوق بإجراء دراسات ميدانية لتقييم الآثار الاقتصادية والاجتماعية للمنتفعين وإجراء مسوحات لمحافظات المملكة للتعرف على احتياجاتها التدريبية والاقراضية ، حيث بلغ عدد المستفيدين من البرامج التأهيلية والتدريبية حوالي 11 ألف مشارك من كلا الجنسين وكان عدد الإناث حوالي 6 ألاف مستفيدة بهدف التوعية بأهمية المشاريع الصغيرة ومساهمتها في بناء الاقتصاد الوطني وتعزيز المبادرة الفردية والاعتماد على الذات لدى الفئات المستهدفة. ( بترا )