الفيلم التركي حدث ذات مرة في الأناضول في شومان بعد غد الثلاثاء (مصور)

المدينة نيوز - يوصف الفيلم التركي (حدث ذات مرة في الأناضول) لمخرجه نوري بيلج جيلان بانه احد ابرز الإبداعات في سينما العالم الثالث لبراعة مخرجه في تقديم عمل بصري ودرامي مؤثر يشق طريقه بسلاسة إلى دواخل النفس الإنسانية.
ويثير الفيلم الذي نال احد ابرز جوائز مهرجان كان السينمائي قبل عامين أصداء لمشاعر وأحاسيس لشريحة انسانية اثناء انغماسها في بيئة الحياة اليومية .
لا يتوانى المخرج جيلان عن التدقيق والتأني والاختيار والتفكير في لقطات وتكوينات وزوايا الجانب البصري من الفيلم .
وفي أكثر من مناسبة عبر المخرج عن إعجابه بتلك السينما الفقيرة التي يجري تصويرها في القارات الثلاث آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية خصوصا تلك السينما المستقلة الآتية من خارج الشركات الكبرى نظرا لما تجسده من قيم إنسانية معبرة عما يجيش في ذوات شخصياتها التي أنهكتهم أحوال بيئتهم بعيدا عن تلك الصور النمطية الجاهزة التي تسلكها السينما السائدة.
اختار المخرج موضوعا يبدو بسيطا حول عملية التحقيق والتحري حول كشف ملابسات جريمة غامضة حدثت في واحدة من القرى في منطقة صعبة التضاريس في الأناضول ، بدت فيه عناصر التشويق في الفيلم فريدة في هذا اللون من السينما حيث يجري القبض على القاتل من قبل رجال الشرطة في بداية الفيلم، لكن سحر غموض الفيلم يكمن في البحث عن جثة الضحية حين نسي القاتل تحديد المكان الذي وارى فيه ضحيته نظرا لتشابه تضاريس تلك البيئة الجبلية القاسية.
يزخر الفيلم بتلك المواقف واللحظات خلال فترة الانتظار والتقصي وتهتم الكاميرا بعوالم البيئة والمكان وسحب السماء , وتقدم كل ذلك بصور بديعة يلعب فيها عنصرا الإضاءة والظل المصاحب لمسار من التعتيم التدريجي وظيفة درامية في الأحداث.(بترا)