يريدونها حربا طائفية

يدفعون سورية الى حرب أهلية بطابع طائفي لتبرير اصوليتهم وتخلفهم وهذا يكشف سعيهم المحموم الى محاولة انهاء مشاركة الشام لمصر في قيادة الثقافة العربية الاسلامية في لحظة تحولات كونية كبرى فيحاولون ان يصنعوا ثقافة ثورية شكلها طائفي ومضمونها رجعي فيشترون مثقفين كانوا حتى الامس عنوانا للصراع القومي الديمقراطي ضد المشروع الصهيوني..
امس استمعت لحديث «ثوري مدشدش» من شخصية كنا نعتقد انه مفكر قومي ديمقراطي على فضائية عربية لنكتشف انه يحسب كلماته بثمن مكعبات الغاز الطبيعي فيروج لحرب اهلية في سورية وكأنها قضاء وقدر..
تذكرت كيف كانت دمشق تستقبل هذا المناضل الفار من وجه «العدالة الصهيونية» بتهمة تلقي رشى من حزب الله كان بمقدوره ان يفخر بها وكيف يتحدث اليوم عن سورية... انها تحولات لا يمكن قراءتها خارج اطار معرفة حجم العقد المالي الذي ابرمه ليؤجر ما تعلمه من مزاوجة بين القومية والماركسية لخدمة امبريالية كان حتى الامس القريب يناضل ضدها.
اظنه اليوم يقدم أفضل الخدمات للتحالف الظلامي المنعقد بين اسرائيل والرأسمالية والاسلام السياسي بنسخته المغرقة بالتطرف والسلفية.
ترى بماذا يختلف هذا «المفكر» عن ابو عبد الله الحلبي الذي اختطف لبنانيين لمجرد انهم من الطائفة الشيعية والأنكى انه اعترف بذلك.. بماذا يختلف المفكر القومي الديمقراطي عن الارهابي الحلبي؟
كلاهما يشتغلان عند سيد واحد وان اختلفت المهام: واحد يختطف ليشعل حربا طائفية وآخر يجد الاطار النظري الذي يبرر هذه الأفعال الشائنة والجميع في خدمة التحالف الاسود.
يريدونها حربا طائفية ليدفنوا عطر الياسمين الدمشقي ليبنوا مجدا لا يكتمل الا برؤية الدم يغطي كل التراب السوري.( الرأي )