بين القذافي ومبارك

تم نشره الأحد 03rd حزيران / يونيو 2012 12:04 مساءً
بين القذافي ومبارك
سامي الزبيدي

عشرون دقيقة من القراءة هي ديباجة اصدار الحكم في قضية مبارك لم تفعل سوى انها عززت خيارات انهاء النظم على طريقة الثورة الليبية فالثورات تاتي بعدالتها سواء أكانت منقوصة أم لم تكن، لكن محاكمة رؤوس النظم وفق روح «عدالة « تلك النظم فيها تجاوز على قيم الثورات وعلى مشروعيتها اصلا.
كمواطن عربي لا اميل وجدانيا لرؤية السحل والتنكيل كما جرى بأسرة القذافي لكنني اشعر بالقنوط عندما تعجز العدالة عن الاقتصاص ممن افقروا شعوبهم في اروقة المحاكم، فعشرون دقيقية من الايات الكريمة والجمل السياسية لم تقنعني بعدالة الحكم على مبارك وزمرته وملت للحظة الى ان اتخيل مصيرا مشابها لمصير القذافي.
ثوراتنا العربية مفخخة بمصالح لنظم سابقة لم تنقطع وان انقطعت فانها موصولة بمصالح لنظم جارة او مهيمنة فبالتالي تغدو الاحكام منافية لضمائر الناس.
شاهدت 39 جلسة في محاكمة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين كما رأيت العصا وهي «تداعب» ملك ملوك افريقيا قبيل مقتله بدقائق فتذكرت محاكمات نورمبيرغ اذ كانت رؤية المنتصر هي السيدة، لكنني في محاكمة مبارك شعرت وكأن الثورة تعتذر عن الأمل الذي زرعته في الشرق كله ..
لقد تم القفز على روح الثورات العربية وكان الاستيلاء منظما قوامه ثالوث مكون من القوى الاصولية والمصالح الرأسمالية والأمن الاسرائيلي وتقاطع هذه المصالح هو الذي يرسم مسارات الثورات التي تبدأ عادة ثورات شباب قنطوا من المستقبل في ظل نظم متهالكة ثم يجري القفز عليها واعادة توجيهها بما يحقق مصالح الثالوث المشار اليه.
عادة ما تحمل الثورات روحا انتقامية غير مبررة من الوجهة العقلانية لكنها ضرورية في السيرورات التاريخية لجهة طي صفحة وافتتاح اخرى لكن في مصر كان التفاهم بين العسكر والاخوان ضروريا فنتج عنه الصمت عن قضية تصدير الغاز لاسرائيل وعدم «التطرف في مقاضاة» الحكم السابق ارضاء للمحافظين العرب وبالتالي لم يكن الحكم على مبارك حكما على حقبة بل حكما على اشخاص.
من سيعيد النور لعيني احمد حرارة وكيف سيشعر هذا الشاب المصري المثقف حين يعلم ان المحكمة برأت حقبة حتى ولو أدانت زعيمها ولو سألنا حرارة عما كان ينتظره من الاحكام الم يكن يتمنى لمن افقده البصر مصيرا مشابها لمصير القذافي؟! ( الرأي )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات