لا تتركوا النشامى.. وحدهم

شاءت الأقدار أن أكون الوحيد الذي ودع فريقنا الوطني لكرة القدم لدى مغادرته عمان مساء الاثنين الماضي في طريقه عبر دبي وسيؤول الى طوكيو لملاقاة منتخب اليابان في الجولة الثانية من الدور الرابع الحاسم من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم (مونديال البرازيل 2014).
وشاءت الأقدار كذلك أن أكون أمس الوحيد الذي استقبل منتخب النشامى لدى وصوله صباح أمس إلى مطار الملكة علياء الدولي عائداً من طوكيو عبر سيؤول ودبي.. وبعد رحلة شاقة امتدت لأكثر من 24 ساعة.
علامات الصدمة كانت واضحة في عيون النشامى.. وكذلك الدهشة.. لدى عودتهم بأقسى خسارة وأسوأ عرض لكن علامات الحزن كانت واضحة في قلوب النشامى وهم يشعرون أمس بتجاهل الجميع حتى لحضورهم أو وصولهم. وحزنهم لغياب من يمثل أسرة الكرة الأردنية لمواساتهم ولو بكلمة مجاملة.
النشامى الذين قابلتهم أمس.. اعتذروا صراحة عن الخسارة القاسية.. وعدوا بالتعويض.. والتمسك بالفرصة الذهبية المتاحة.. لكنهم طالبوا الجماهير والجميع بالبقاء معهم حتى النهاية.
لا أبرر لاتحاد الكرة ولا حتى لأهالي اللاعبين والمدربين والإعلاميين غيابهم عن لحظة عودة النشامى من طوكيو أمس، النشامى اليوم بحاجة أكثر من أي وقت مضى لمن يقف معهم ويخرجهم وهم ليسوا بحاجة لمن يعمق جراحهم ويثقل كاهلهم.
أتذكر اليوم موقفاً لا ينسى في الدوحة لجماهير اليابان بعد مواجهة العراق التي أنهت بالتعادل القاتل 2/2 وهي نتيجة أنهت آمال اليابان بالظهور لأول مرة في نهائيات كأس العالم (مونديال 94) يومها رفض الجمهور الياباني مغادرة الملعب إلا بعد تنظيف مدرجاته وهم في حالة بكاء جماعي.. وفي حالة تحية لفريقهم الوطني.. الذي أصبح بعد ذلك ممثلاً دائماً للقارة الآسيوية في كأس العالم.
أتذكر أواخر العام الماضي.. حينما رافقت النشامى إلى سنغافورة.. بعد فوزنا بالثلاثة.. ظل الجمهور السنغافوري ورئيس الدولة في المدرجات حتى النهاية تحية لفريقهم الذي ودعوه بحرارة وهو يغادر بحافلته محيط الملعب.
تجولت أمس وقبله في شوارع عمان.. استطلع انطباعات ما بعد الخسارة أمام اليابان.. يؤسفني أن هناك من طالب بمحاكمة اللاعبين وسجنهم ومن يطالب بمقاطعة النشامى.
النشامى.. رحلتهم طويلة في الطريق إلى البرازيل.. والفرصة ما تزال قائمة.
عدنان حمد كان واضحاً وصريحاً أمس وهو يرد على كل أولئك المشككين بقدراته بقوله لي.. «أنا جاهز للرحيل إن وجد اتحاد اللعبة أن ذلك في صالح النشامى».
شخصياً.. أجدد تمسكي بعدنان حمد حتى النهاية.. وأجدد مطالبتي له إعادة النظر في أشياء كثيرة.. هو أكثر من غيره يعرفها..
والله الموفق ( السبيل )