دوائر الوجع الجرشية

للمرة الثانية ، ومع فرحتنا وابتهاجنا بعودة الروح الى مهرجان جرش ، الا أننا نتمنى- وعلى وقع خطوات الربيع العربي- أن يتم التحقيق الموسع في حيثيات تجميد المهرجان ، والبحث عن المستفيد من المهرجانات الهاملة التي تم استيلادها بطرق غير مشروعة وصرفت عليها الدولة الأردنية مئات الالاف من الدنانير المعصورة من عرق الناس وتعبهم وشقاهم.
انها جريمة تم التستر عليها تحت شعار «التأجيل وليس الإلغاء «ولم يستطع اي كاتب آنذاك اقناع أحد بأسباب ومبررات وحجج التأجيل . لكن المهرجانات البديلة كانت أكثر من بائسة وفقيرة ، ومع ذلك وجدت أكثر من وزير ثقافة يصفق لها على وجوهنا .
تم الإلغاء بدون مبرر حقيقي ، لكن ذلك كان قبل ربيع الشباب العربي ، أما وقد عاد طائر الفينيق الجرشي الى الحياة من رماد حرائقه ، فإننا نطالب – على الأقل- بمعرفة سبب ومبررات العودة ، ما دمنا لم نفهم سبب الإلغاء او التأجيل ، سمه كما شئت.
هل من الممكن مثلا ان نقوم بدراسة اكتوارية حول المصاريف التي تحمّلها مهرجان جرش للثقافة والفنون ، والمصاريف التي تم هدرها على المهرجانات العجفاء البديلة؟؟؟
هل من ممكن ان نعرف من الذي استفاد من هذا التأجيل ؟؟؟
ولمن ذهبت مصاري المهرجانات البديلة ؟؟؟
وهل من الممكن معرفة سبب اخراج فعاليات المهرجات بشكل باهت العام الماضي؟؟
وهل من الممكن إلغاء مهرجان جرش بعد سنوات بذات الحجج والمررات والأساليب ، ثم يعود سماسرة المهرجانات الى البلع حتى يتجشأون من اموال الخزينة، ثم يعيدون لنا المهرجان لسنوات اخرى ...وهكذا تستمر دائرة الوجع؟؟؟
مهرجان جرش الطالع من فم الحوت، علينا ان نرحب به ونحافظ عليه ، لأنه وجه الأردن الحضاري وروحه الدائمة الإخضرار، لكن علينا أن نحميه برموش الأعين ، ونحقق مع من سلبوه منا، حتى لا يعودوا الى تكرار فعلتهم....!!
( الدستور )