.. أزمة مصر تتعقد!

.. نعيماً، فلم يعد في القاهرة يهم إذا كانت «المليونية» الأخيرة احتفالاً بنجاح حزب الحرية والعدالة في انتخابات الرئاسة، أو أنها احتجاج على أوامر القيادة العليا وخاصة: الأوامر الدستورية!!.
واللعبة أوضح من واضحة، فبعد حلّ مجلس الشعب صار نجاح مرسي أو عدم نجاحه ليس أكثر من لهاية أطفال، ذلك أن شخصاً بمفرده لا يستطيع إقامة حكم حتى لو كان اسمه رئيس الجمهورية فسيطرة الجيش على اللعبة الحزبية، وعلى الحكومة، وعلى لجنة وضع الدستور الجديد، تفرغ كل الأشكال الخارجية من محتواها، وتبقي على النظام السياسي كما هو دون تبديل أو تغيير!!.
لم تفهم القوى السياسية حجم ثورة الشباب، فقد انصرفت إلى اختطاف وهجها، واثبت قادة الجيش ذكاءهم فأشعروا الجميع بأن استقالة الرئيس مبارك كانت نتيجة تخلي القوات المسلحة عنه. فكان الجميع، بمن فيهم الإخوان أصحاب التجربة التي تتجاوز نصف القرن، يتسابق لابرام تحالفات جانبية سرية مع الجيش. ولما اكتشف الشباب حجم الخديعة بدأوا يتجمعون في الساحات حول هتاف جديد: يسقط يسقط حكم العسكر. ولكن هتافهم الصادق والنقي لم يقنع أحداً في الوسط الحزبي الذي كان منشغلاً في تحالفات سرية جانبية، كما قلنا، إلى أن وصلوا إلى الاكتشاف المذهل الذي ظهر أمام أعينهم كالوهج.. لكنهم استمروا في الفخ الذي نُصب لهم: شفيق أو مرسي!.
الآن ظهرت في الأجواء المصرية (والعربية) علامة استفهام كبرى: لماذا البنتاجون يرسل الرسائل الأميركية إلى الجيش المصري وإلى الأحزاب والجميع؟! لماذا البنتاجون وليس وزارة الخارجية أو البيت الأبيض؟ فلم يحدث ان تولت وزارة الدفاع الحوار مع الحلفاء عبر أثير الإعلام؟
أحد مستشاري المعاهد الدراسية في أميركا فسّر علامة الاستفهام الكبيرة بأنها: عادية!!. وتذهب من جيش إلى جيش!!. وهذا تفسير لا يجيب على الأسئلة الكثيرة, فالجيوش تتخاطب بالسلاح أو بالتهديد بالسلاح، وتشن الحروب أو بالتهديد بها، لكنها قطعاً لا تقدم النصائح «الأخوية»!!.
الأيام حبلى، كما يقولون، لكن المؤكد أن أزمة مصر لا تحلها الانتخابات، ولا الديمقراطية، ولا ثورات الميادين التاريخية!!.
( الرأي )