مدير الدرك يؤكد اهمية وجود استراتيجيات للتعامل مع تدفق المعلومات

المدينة نيوز - أكد مدير عام قوات الدرك الفريق الركن الدكتور توفيق الطوالبة ان الإعلام يوفر حاليا معلوماتٍ غزيرة وكماً هائلاً من البيانات أمام القادة ستؤدي الى نتائج وخيمة اذا لم يكن هنالك استراتيجيات محددة ذات أهدافٍ واضحة وتنسيق كافة الجهود المبذولة لتحقيق الأهداف وإنشاءُ آليةٍ تحليل واستخلاص العِبَر والنتائج.
ودعا الفريق الركن الطوالبة في ورقة عمل قدمها في جلسة مستقلة ضمن فعاليات الملتقى العلمي الثاني للاعلام الامني (الاعلام ودوره في إدارة الازمات ) القادة عموما الى التأني والحذر في التعامل مع المتغيرات المحلية والإقليمية والدولية، موضحا ان الحذر يشمل ايضا تعامل القادة مع الإعلام على أنه سلاحٌ ذو حدين يجب التعامل معه لتسخيره لتحقيق الأهداف الوطنية بما فيها الأمنية غير مغفلا لدور الاعلام كقوة من الواجب أخذها في الاعتبار عند وضع وتطبيق الاستراتيجيات واتخاذ القرارات العليا.
وقال ان عملية صنع القرار على المستوى الاستراتيجي اخذت أبعاداً غير مسبوقة أو متوقعة في ظل التطورات الإقليمية والعالمية وخصوصاً ما يُعرف بالربيع العربي وتدهور الأوضاع الاقتصادية في أنحاء العالم وما لها من تأثيراتٍ سلبية على مجتمعاتنا وذلك في وقت تعاظم فيه دور وسائل الإعلام في التأثير على الرأي العام الوطني والدولي من خلال تغطية الأحداث في جميع أنحاء العالم على مدار الساعة.
واضاف ان صانعي الاعلام وبسبب تطور وسائل الاعلام باتوا يلعبون دورا أكبر في التأثير على المستويات العليا في صنع القرار، موضحا ان استخدام تكنولوجيا الاتصال الحديثة والوصول المباشر إلى موقع الحدث مكن وسائل الأعلام من التأثير المباشر على متخذي القرار والرأي العام دون إتاحة الوقت الكافي لهم لتكوين الآراء أو التثبت من واقع ما تم بثه لاتخاذ قراراتٍ مناسبة مدروسة وموضوعية.
واعتبر مدير عام قوات الدرك في ورقته التي حملت عنوان تأثير الاعلام والجمهور على اتخاذ القائد للقرار ان وسائل الإعلام باختلافها تعد مصدراً من مصادر التوجيه والتثقيف في المجتمعات ولها تأثيرٌ كبير على الفئات والشرائح المستهدفة اضافة تأكيده على ان الإعلام بات يؤدي دور المراقب في متابعة الإنجازات والإخفاقات.
واكد انه كلما ازداد زخم التغطيات الإعلامية للأحداث المبنية على الشفافية والمصداقية والدقة والتجرد بموضوعية في عرض المعاضل وطرح البدائل لمعالجتها كلما أسهم ذلك في تحقيق العدالة بشكلٍ أفضل.
وقال ان اتخاذ القرار لا يتم بمعزلٍ عن الأوضاع والمتغيرات الخاصة بالبيئة السائدة بل يتفاعل معها باستمرار وهي تمثل فرصاً وقيوداً للقائد على حدٍ سواء،منوها الى ان قدرة القائد الإدراكية العالية تمكّنه التقليل من تأثير القيود والمعوقات من خلال الحصول على بياناتٍ ومعلوماتٍ مُوسّعة ودقيقة.
واعتبر ان عملية اتخاذ القرار بطبيعتها تُعدُّ نتاجاً لمجهوداتٍ مشتركة من أهمها الاتصال، والتنسيق، والتحليل.
وفي حديثه عن دور وأهمية المعلومات على المستوى الاستراتيجي شدد الفريق الركن الدكتور الطوالبة على ان المعلومات تعد العصب المحرك لمختلف أنواع القرارات المتخذة وساهم التطور الهائل في تكنولوجيا الحاسوب في تطوير طرق توفر معلومات بمواصفاتٍ معينة تخدم احتياجات الإدارة العليا في عمليات التخطيط الإستراتيجي واتخاذ القرار.
وفي مجال استخدام المعلومات في مستوى الإدارة الإستراتيجي، اعتبر ان التخطيط الإستراتيجي من أهم النشاطات التي تقوم بها الإدارة العليا، مبينا إن الإدارة العليا تتوقع أن يتم تزويدها بمعلوماتٍ تتمكن عند استخدامها من وضع خطط استراتيجية ذات أسس سليمة.
وفي عملية صنع القرار ومراحلها اشار الى انه وبهدف الوصول لقرارٍ ناجعٍ وفاعل لا بد من مساهمة أطرافٍ من ذوي الخبرة العلمية والعملية في صنع القرار،مشترطا لتكون فاعلة توافر شروط في صانع ومتخذ القرار على حدٍ سواء، لاسيما في الظروف الراهنة التي تُعد ظروفاً استثنائية تتطلب أن تكون القرارات صائبة وذات شفافية عالية.
واشار الطوالبة الى اتخاذ القرار باعتباره نقطة الانطلاق بالنسبة لجميع الأنشطة المختلفة والتي تتأثر بالبيئتين الداخلية والخارجية، منوها الى ان الاعلام يُعد من العوامل الخارجية المؤثرة في اتخاذ القرار.
وتُعد عملية صنع القرار وفقا للطوالبة من أهم العمليات الإدارية التي تلعب وسائل الإعلام بأنواعها المختلفة دوراً مؤثراً فيها يختلف باختلاف الاسلوب والاداء والموضوعية.
واكد أن دور الإعلام الحر والمستقل الذي يتميز بالشفافية يكون له تأثيرٌ مباشرٌ في صنع واتخاذ القرار، وكذلك على الرأي العام من حيث توفير المعلومات عن الأحداث والوقائع بصورةٍ واقعية، وبمصداقية.
وختم الطوالبة حديثة بان الإعلام بات يحتل مكانةً متميزة وعنصراً من عناصر قوة الدولة الحديثة بالتوازي مع العناصر الأخرى :السياسة، والاقتصاد، والقوة العسكرية، وذلك تبعاً لطبيعة وتداخل وظائف الإعلام وتأثيرها البالغ على البشرية " أفراد، وجماعات، دول".
وكانت فعاليات الملتقى الذي تنظمه على مدار اربعة ايام جامعة نايف العربية للعلوم الامنية وتستضيفه المديرية العامة لقوات الدرك، انطلقت صباح اليوم الاثنين بحضور نائب مدير الامن العام اللواء محمد الرقاد وذلك وسط مشاركة عشرات الخبراء والمتخصصين من دول الامارات العربية والبحرين والجزائر والسعودية والعراق وفلسطين وقطر والكويت ولبنان ومصر والمغرب إضافة الى المشاركين من قوات الدرك والأمن العام والدفاع المدني والمؤسسات الاعلامية الأردنية .(بترا)