مقارنة ظالمة بين أضخم طائرة وأكبر صحن حمص!

لا أدري لم شعرت أن صرخات الدكتور كامل العجلوني التي أطلقها في المركز الوطني للسكري والغدد الصماء يوم الثلاثاء الماضي كأنها في واد غير ذي زرع، رغم معرفتنا أن السكري مسؤول عن نصف الوفيات في الأردن!.
الدكتور كامل، أمضى نحو ساعة وهو يعرض أمامنا «بور بوينت» ضمنه خلاصة مرعبة عن أمراض السكري والتوتر الشرياني واختلاط الدهون والسمنة، وشعرت شخصيا أنني أعيش في مجتمع مريض إلى حد مرعب، دون أن يشعر هذا المجتمع بمدى خطورة حالته، الخبر الذي بثته «بترا» وهو الوحيد الذي قرأته عن اللقاء، ركز على تحذير الدكتور العجلوني كرئيس لجنة الاستراتيجية الوطنية للحد من السكري والتوتر الشرياني واختلاط الدهون والسمنة، «من كارثة اقتصادية ستنجم عن تفاقم تكاليف واعباء علاج هذه الامراض في المملكة التي قدرتها وزارة الصحة بـ 950 مليون دينار» وتأكيده أننا «سنصبح في الاردن خلال سنوات مقبلة، عاجزين عن تحمل تكاليف واعباء امراض السكري والتوتر الشرياني واختلاط الدهون والسمنة لاعتمادنا على سياسة الفزعات في التعامل مع الوقائع». اللقاء جمع اعضاء اللجنة واعلاميين وفنانين في المركز الوطني للسكري والغدد الصماء، وخصص لعرض ملامح الاستراتيجية وابرز الانجازات والتفاصيل المطلوبة من الجهات المختلفة للحد من انتشار تلك الامراض..
نداءات الدكتور العجلوني التحذيرية وزعها في اكثر من اتجاه، مُركزا على دور الاعلام في متابعة ومراقبة التزام جميع الجهات الحكومية والمدنية والنقابية والجمعيات الطبية بتنفيذ الاستراتيجية الوطنية وتقييم عملها باستمرار وتحفيز الانجاز والتقليل من العقبات للوصول الى الهدف الأخير وهو خدمة صحة المواطن والمحافظة عليها ووضع اولويات الانفاق ضمن قدراتنا الاقتصادية.
الأرقام التي أطلعنا عليها الدكتور العجلوني مثيرة للرعب، مثلا.. هناك إصابة جديدة تشخص في الولايات المتحدة كل عشرين ثانية كما أن عدد الوفيات جراء مرض السكري يفوق ضعف وفيات مرضى سرطان الثدي والايدز مجتمعين، أما عندنا في الأردن، فإن الدراسات الوطنية المختلفة والتي نشرت في مجلات علمية معتمدة ومحكمة منذ عام 1990 إلى اليوم، اظهرت نتائج متشابهه اذ ان الاردن يعتبر من ضمن 10 دول على مستوى العالم زيادة في الوزن والسمنة للاعمار فوق 25 عاما، كما تشير الدراسات الوطنية الى ان 80-86 بالمئة من النساء في الاردن يعانين من السمنة وزيادة الوزن فيما تتراوح النسبة بين الرجال 80-84 بالمئة. ووصلت الكلفة التقديرية المباشرة وغير المباشرة لعلاج أمراض السكري والتوتر الشرياني وارتفاع الكولسترول حسب دراسة نفذت عام 2004 الى 308ر1 مليار دينار فيما تصل كلفة الأمراض المزمنة في الأردن لعام 2010 ما يقارب 950 مليون دينار حسب تقديرات وزارة الصحة!.
لم ينس الدكتور العجلوني ان يجري بعض المقارنات الطريفة بين أكبر طائرة أنتجها الغرب، واحدث دبابة انتجتها إسرائيل، وبين اكبر صحن حمص أنتجه لبنان، وأكبر منسف أردني، وأكبر صحن كبسة خليجية، وأكبر رغيف مسخن فلسطيني، كما لم ينس ان يعرج على بعض الإحصاءات الخاصة بالعلاقات الزوجية الحميمة، ومدى تدهور صحة الأردني في هذا المجال، نتيجة الأمراض المشار إليها، ويكفي ان نورد رقما واحدا كي نعرف فداحة الأمر، إذ يعاني 50 في المائة ممن أعمارهم فوق 30 سنة من الأردنيين من مشاكل في القدرة الجنسية، والتفاصيل مخيفة أكثر!.
آمل أن يجد الدكتور كامل من يستمع إليه!. ( الدستور )