جمعة «لحس الكوع»!

تم نشره الأحد 01st تمّوز / يوليو 2012 12:32 صباحاً
جمعة «لحس الكوع»!
حلمي الاسمر

رب كلمة قالت لصاحبها دعني، هي كلمة قالها مساعد رئيس الجمهورية ونائب رئيس حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان نافع علي نافع فأصبحت عنوانا لجمعة انتفاضية ثورية في السودان، حينما بدأت حركة الشارع السوداني الاحتجاجية على رفع الأسعار الجنوني، قال نافع عن الثوار المحتجين: من الأسهل عليهم أن يلحسوا أكواعهم من أن ينجحوا في إسقاط النظام، ولم يكذب الشباب خبرا، فنشروا صورا على الفيس بوك لبنت صغيرة وهي تلحس كوعها، تحمل عبارة كتب عليها: لحسنا الكوع وما في رجوع .. ثورة ثورة حتى النصر!

أذكر منذ سنوات عديدة، حينما قامت «ثورة الإنقاذ» أيام كان اسمها ثورة، كيف هرعنا إلى الخرطوم زرافات ووحدانا، لنحتضن الثوار الجدد، ونصفق لهم، قبل أن تفرقهم السياسة والأطماع والخلافات، وأذكر كيف أجهشنا بالبكاء أنا وصديقي حسن التل - رحمه الله - ونحن نستمع إلى خطاب «مؤثر» للبشير، وهو وسط رجاله وعلى رأسهم الدكتور حسن الترابي، كان الرجل يتحدث مثلنا، بلغتنا، فأثار شجوننا، إذ لم نكن معتادين على سماع قادة العرب وهم يتحدثون بلغة شعوبهم، ومرت السنوات، ودخل السودان في مئة نفق، وتخاصم الإخوة، وسجن بعضهم بعضا، وفرط من بقي منهم في سدة الحكم بنصف البلد، فيما النصف الآخر على كف عفريت، وها نحن نرى شباب السودان وهم يلتحقون بربيع العرب، فيما يتصدى لهم رجال أمنهم بالغاز المسيل للدموع، والهراوات، ويتحداهم مساعد رئيسهم بأن يلحسوا أكواعهم إن استطاعوا، وقد بدأوا يفعلون!

لم يقف الأمر عند هذا التحدي الرسمي، فوصف البشير شبابه بأنهم شذاذ آفاق، ولا علاقة لهم بالشعب السوداني، ولا يعبرون عن هذا الشعب، وهو موقف مألوف، بدأه بن علي بصرخته الشهيرة: أنا فهمتكم!! ثم أتبعها القذافي بسؤاله «الفلسفي»: من أنتم؟ ثم جاء علي صالح ليصرخ بالشباب: لقد فاتكم القطار، أما «السجين» حسني مبارك فكرر بعد فوات الأوان أنه «لم يكن ينوي الترشح لفترة رئاسية ثانية» بعد أن ربض على صدور شعبه نحو ثلاثة عقود كاملة، وها هو بشار يتحدى هو الآخر قائلا: إن سوريا «غير» تونس ومصر وليبيا، وأنه ماض في «الإصلاحات» بقتل ما لا يقل عن خمسين من أبناء شعبه كل يوم!

المشكلة أن لا أحد يعتبر، ولا أحد يصدق، وكل من شبت النيران في ثوبه، أسمعنا كلاما مشابها، وإن بعبارات مختلفة، أحد الظرفاء علق على تويتر قائلا: جمعة «لحس الكوع» في السودان = جمعة «بلط البحر» في سورية = جمعة «لما تشوف حلمة ودنك» في مصر!

في السودان تململ، ربما يتحول إلى انتفاضة، فثورة، وربما تخبو هذه النار ولو مؤقتا، ولكن الجمر يبقى تحت الرماد، ليس في السودان فقط، بل في بلاد العرب أوطاني، فمن يعترف ومن يشعر بهذه النار، التي ستمتد إلى أبعد بقعة في هذه الثياب البالية التي يتدثر بها الطغاة؟؟ ( الدستور )


 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات