خطوة إيجابية نرجو عدم تفريغها من مضمونها

لم يكن تصريح رئيس الوزراء فايز الطراونة بأن "الصوت الواحد" لم يدفن عبثيا، بل كانت انتصارا لنهج معين، وبداية لخطوات عملية تمت تحت نظر وسمع الجميع انتهت إلى الانقلاب على قانون الخصاونة "صوتين للدائرة وصوت للوطن". فهل تفاجأ البعض!
ولعلها خطوة إيجابية أن يأمر الملك بتعديل قانون الانتخاب، وهي الخطوة التي قابلتها قوى حزبية مؤثرة بارتياح مشوب بالارتياب.
لكن الملك ترك تفاصيل التعديل لحكومة الطراونة، واكتفى خبر الوكالة الرسمية "بترا" بالاشارة الى القائمة الوطنية بالذات، فهل هذا ما أراده الملك من التعديل، أم هي اجتهادات الوكالة التي تتلقاها من جهات عدة؟
جميع القوى والهيئات التي قابلتها اللجنة القانونية خلال دراستها لقانون الانتخاب أجمعت على رفض مبدأ الصوت الواحد، وهو الإجماع الذي أكده رئيس اللجنة النائب محمود الخرابشة في أكثر من تصريح صحفي.
وعليه فإن أي تعديلات على القانون لا تتضمن إلغاء مبدأ الصوت الواحد، ولا تتضمن قائمة وطنية معتبرة تكون أساسا لتشكيل مجلس نواب قوي وفاعل يمتلك إرادته الحرة، لا يتوقع أن يكون مقبولا من قبل قوى حزبية وشعبية كثيرة، بل على العكس يمكن أن تزيد مساحة الرافضين للقانون، وبالتالي زيادة شرائح المقاطعين للانتخابات النيابية القادمة.
الطلب الملكي العلني بتعديل القانون فرصة لإعادة قاطرة عملية الإصلاح على السكة الصحيحة، فهل سيتركونها تسير؟ آمل ذلك، لكنني لم ألحظ أي تغيير في موازين القوى المحلية يمكن أن يشير إلى ذلك. ( السبيل )