جهود الاردن في اليونسكو تصد الاجراءات الاسرئيلية التي تستهدف تهويد المدينة المقدسة

المدينة نيوز  - كسب الاردن جولة جديدة في مواجهته لممارسات سلطات الاحتلال الاسرائيلي التي تستهدف تهويد المدينة المقدسة , عبر دفعه لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة الامم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) لتبني قرارين حول حماية مدينة القدس القديمة وطريق باب المغاربة .

ورأى السفير الفلسطيني في عمان عطاالله خيري ان معركة باب المغاربة بدأت مع سلطات الاحتلال الاسرائيلي منذ سنوات ، واشتدت في اخر ثلاث منها عبر اصرار الاحتلال على ازالة الجسر الخشبي الذي اقامته المملكة الاردنية الهاشمية واستبداله بآخر اسمنتي وحديدي بهدف تسهيل دخول المتطرفين اليهود الى المسجد الاقصى تحت غطاء السياحة.

واوضح ان الهدف من هذه الاجراءات الاسرائيلية بسط اسرائيل سيادتها على المسجد الاقصى المبارك تدريجيا تمهيدا لتهويده .

واضاف: ان المملكة وبتوجيهات دائمة ومستمرة من جلالة الملك عبد الله الثاني لوزارة الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية والجهات المعنية تصدت لكل هذه المحاولات في المحافل الدولية خاصة في لجنة التراث التابعة لليونسكو.

وبين خيري ان الاردن استطاع بقيادته الهاشمية الحكيمة منع هدم الجسر الخشبي والحفاظ عليه تأكيدا على عروبة القدس وان الاردن هو المخول باجراء اي دعم او صيانة او ترميم للمسجد الاقصى وساحاته وقبة الصخرة المشرفة .

واشاد بدور الاردن في التصدي دوما للممارسات الاسرائيلية في الاماكن المقدسة خاصة المسجد الاقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة.

ونوه السفير الفلسطيني الى ان الاردن يخوض يوميا مواجهات مع الاحتلال الاسرائيلي عبر مختلف المنظمات الدولية لمنعه من القيام باجراءات تغير الواقع العربي والاسلامي والتاريخي في القدس ، مشيرا الى نشاط الاردن المكثف في( اليونسكو) وفي المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الاسيسكو) وغيرها. امين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس عبد الله كنعان قال ان الاردن يقف بالمرصاد لاي اجراءات اسرائيلية تستهدف المدينة المقدسة مبينا ان الاردن ومنذ احتلال اسرائيل للقدس عام 1967 يتخذ الاجراءات اللازمة اولا باول للمحافظة عليها وعلى مقدساتها الاسلامية والمسيحية ليفوّت على اسرائيل اتخاذ اي اجراء يمس التراث الانساني في المدينة المقدسة .

وقال ان الاردن تمكن من افشال محاولات سلطات الاحتلال المتكررة لالغاء القرار الذي يعتبر القدس ضمن التراث العالمي المهدد بالخطر , بل زاد عليه انه استطاع اخذ قرارات من منظمة اليونسكو بالتعاون مع الدول العربية الاعضاء والدول الصديقة تمنع اسرائيل كدولة احتلال من التصرف بالمقدسات وما حولها خاصة فيما يتعلق منها بالمسجد الاقصى المبارك ومحيطه بما فيه من اثار تاريخية واموية اسلامية ومنها طريق باب المغاربة .

وتابع كنعان : لقد حاولت اسرائيل هدم هذا الطريق والاثار التي يحويها لتوسع ساحة البراق التي تطلق عليها ساحة المبكى لتبني بدلا منه جسرا حديديا يحقق لها عدة اهداف منها: مسح التراث الاسلامي والهوية الاسلامية من المكان، وتسهيل دخول السيارات العسكرية الاسرائيلية وغيرها من الاسلحة والمعدات والدبابات والمصفحات الى داخل المسجد الاقصى عند اللزوم .

وبين ان الاردن اعترض على محاولات اسرائيل المتكررة في بناء هذا الجسر وقدم مشروعا الى لجنة التراث العالمي يتطابق مع تعليمات اليونسكو وانظمتها في الابقاء على طريق المغاربة كما كان سابقا قبل محاولات هدمه.

واشار الى انه ومنذ عام 1981 سجلت القدس ضمن التراث العالمي المهدد بالخطر لدى منظمة اليونسكو فاصبح هذا التراث والمحافظة عليه ضمن مهام المنظمة ولجنة التراث العالمي المعنية بكل حجر وكل اثر بما فيها المقدسات الاسلامية والمسيحية.

وقال ان اليونسكو قبلت المشروع الاردني ورفضت الاسرائيلي لانه لا يتطابق مع انظمة وتعليمات اليونسكو ولجنة التراث , الا ان اسرائيل لا زالت تعيق عمل المهندسين الاردنيين لاعادة ترميم هذا الطريق بقوتها العسكرية ضاربة عرض الحائط بكل قرارات الشرعية الدولية واتفاقيات ومعاهدات وتعليمات وانظمة اليونسكو ولجنة التراث وغيرها من المنظمات التابعة للامم المتحدة .

اذ تؤكد جميع هذه القرارات وفقا لكنعان على حق الشعب الفسطيني باقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني ومنع اسرائيل من اجراء اي تغييرات او تبديلات جغرافية او ديمغرافية بجميع الاراضي العربية المحتلة بما فيها القدس.

ممثل الاردن لدى لجنة التراث العالمي الدكتور معاوية ابراهيم قال لبترا في اتصال هاتفي من مكان انعقاد الدورة السادسة والثلاثين للجنة في سانت بيترسبرغ بروسيا ان تبني اليونسكو لقراري الاردن يقوي موقفه وموقف وزارة الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية في ادارة الاوقاف في المدينة المحتلة .

واكد ان الموقف الاسرائيلي المتشدد والمتعنت الذي يركز على ان تسير الامور باتجاه واحد , اثار استغراب واستهجان اعضاء اللجنة من الدول الاجنبية والصديقة، ما اسهم في تدعيم موقف الاردن وقبول المقترحات التي تقدم بها .

وبحسب الدكتور ابراهيم فان لجنة التراث العالمي في قرارها الاول ادانت الانتهاكات والتعديات الاسرائيلية على القدس والاجراءات غير القانونية بما في ذلك تهويد المدينة المقدسة والحفريات والتغييرات على معالم المدينة القديمة .

واشار الى ان القرار اكد اهمية آلية الرصد التي تفرضها اليونسكو على المدينة القديمة وازالة العراقيل التي تفرضها اسرائيل على الاوقاف في القدس للحيلولة دون القيام بواجباتها بما في ذلك اعمال الصيانة والترميم ، اضافة الى العراقيل التي تضعها في وجه مركز التراث العالمي لرصد ومراقبة الحفريات الاسرائيلية لتغيير معالم المدينة القديمة.

وبين ان القرار الثاني يخص باب المغاربة اذ يؤكد ضرورة التزام اسرائيل بعدم القيام باعمال احادية الجانب، كما يتضمن بان يقدم مركز التراث العالمي تقريرا كل اربعة اشهر حول حالة الحفاظ على مدينة القدس وتقريرا شاملا للدورة القادمة السابعة والثلاثين للجنة التراث العالمي.

( بترا )