مرسي إذ يرفض الرد على هاتف نتانياهو!

إذا أردت أن تعرف ماذا يجري في عواصم العرب، عليك أن تعرف ماذا يجري في دهاليز وأروقة حاخامات السياسة في «إسرائيل»!
أذكر أن هيكل سئل مرة: ماذا تفعل حينما تعود من الإجازة؟ فقال: أقرأ ماذا كتبت الصحافة الإسرائيلية، طبعا كي يكون على اطلاع بما جرى في غيبته، لأنها صحافة حقيقية تعكس حقيقة ما يجري في الغيتو المسمى «إسرائيل»َ..
لو لم يقلها التلفزيون الإسرائيلي، لما عرفناها، حين قال، أن نتنياهو اتصل بعشرة من القادة الأوروبيين شاكياً مرسي لرفضه الحديث معه الليلة الماضية (قبل يومين) لتقبل تهنئته، نتنياهو الذي ظل حتى ساعات الفجر الأولى يتابع نتائج الانتخابات المصرية، واجرى مشاورات عاجلة مع مستشاريه بعد فوز مرسي قال لقادة أمريكا وأوروبا: رفض مرسي الرد على مكالمتي يبرز أهمية حفاظ العسكر على معظم الصلاحيات في مصر، وهو ما دفع بنتنياهو للاكتفاء بارسال برقية تهنئة!.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد، فقد كشف مصدر اسرائيلي ان نتانياهو طلب تدخل البيت الابيض في الامر بل انه طلب من الرئيس اوباما شخصيا التدخل للضغط على مرسي لاستقبال المكالمة الهاتفية وضمان استمرار التنسيق الامني والسياسي واحترام الاتفاقيات الموقعة بين اسرائيل ومصر وعلى رأسها اتفاق كامب ديفيد . وبالفعل اعلن مرسي التزامه بالاتفاقيات لكنه رفض التحدث مع نتانياهو!.
أخيرا، رئيس مصري يرفض الرد على مكالمة نتانياهو، ويبدو أن الهاتف سيقى يرن، دون أن يتمكن نتانياهو من سماع صوت مرسي على الطرف الآخر!.
المذعورون العرب من فوز مرسي كثيرون، ومن عجيب الأمور ان احدا منهم لم ينبس ببنت شفة، أما «اصدقاؤهم» من «أبناء العمومة» فلم يطيقوا صبرا، وعبروا عن مشاعرهم صراحة، ومنها..
المستشرق الإسرائيلي إيلي زيسر: فوز مرسي يعني تواصل الثورة المصرية، مع كل تداعياتها القاسية على إسرائيل والغرب. رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق غيورا ايلاند: فوز مرسي سيفاقم المخاطر الاستراتيجية علينا في حال سقط نظام الأسد في المستقبل، الباحث الإسرائيلي الجنرال رون تيرا: لا يحتاج مرسي لشن حرب على إسرائيل، يكفيه تكثيف الحصار السياسي والدبلوماسي حتى يؤذينا أذى كبيرا، كاسبيت، كبير معلقي معاريف، بعد فوز مرسي: سيناريو الرعب الذي خشيناه يتحقق، وقدرتنا على شن حروب على غزة ولبنان تراجعت الى حد كبير، يارون لندن، أشهر مقدمي البرامج الحوارية في قناة التلفزة العاشرة الإسرائيلية: لأول مرة نحبس انفاسنا ونهتم بانتخابات رئاسية تنظم في مصر، المعلق الإسرائيلي رفيف دروكر: ظل نتنياهو يعمل سرا مع أطراف عدة لتجنيب إسرائيل تداعيات اللحظات التي تعيشها القاهرة حاليا، الكاتب الإسرائيلي عوفر شلح: نخبنا الحاكمة تهاجم الثورة المصرية بعد فوز مرسي بدافع الحسد والألم لخسارة فرادتنا كدولة ديمقراطية، التلفزيون الإسرائيلي: مراكز البحث في الموساد وشعبة الاستخبارات العسكرية تعكف على دراسة البروفايل الشخصي للرئيس مرسي وكل ما كتب عنه، الكاتب الإسرائيلي نداف إيال: نخبنا الحاكمة تصف ما يحدث حولنا بـ « الشتاء الإسلامي « لأنه فقط أسفر عما ظلت إسرائيل تخشاه لعقود/ هذا الكلام موجه تحديدا إلى من يخافون من الربيع العربي/ يديعوت أحرنوت « تنشر تقريراً عن علاقة الرئيس مرسي بأبنائه وزوجته وانماط أكله وتقر: نحن أمام نمط جديد من الزعماء العرب! الإذاعة العبرية: قلق وصدمة كبيرة في إسرائيل، التقييمات المسبقة التي نقلتها واشنطن لتل أبيب كانت تؤكد أن فوز شفيق حتمي! معلق في الإذاعة العبرية: يجب رفع القبعة للشعب المصري لإصراره على التحول الديموقراطي رغم شعورنا بالمرارة لاختياره مرسي تحديدا! الوزير الإسرائيلي الأسبق بن إليعازر: مصالح إسرائيل والغرب باتت متعلقة بمدى قدرة العسكر في مصر على الحفاظ على صلاحياتهم، فوز مرسي يعني تغيير البيئة الاستراتيجية بشكل كارثي لإسرائيل وعلينا الاستعداد لأسوأ السيناريوهات، مراسل التلفزيون الإسرائيلي في واشنطن: جهود هائلة بذلتها العديد من الدول من وراء الكواليس لإنجاح شفيق في سباق الرئاسة المصرية!.
حينما قلنا أن لا قوة تستطيع تفكيك منظومة الاستبداد العربية غير هؤلاء الشيوخ، لم يصدقنا الكثيرون، ولا سبيل إلى مواجهة حاخامات السياسة العبرية وعنجهيتم إلا بتفكيك هذه المنظومة، والأقوال أعلاه تؤكد ما نقول، فمتى يصحو القوم، ويكفوا عن التخويف من هذه اللحى الطاهرة؟. ( الدستور )