الملك يثمن صدور مذكرات عودة القسوس ويعتبرها وثائق وطنية

المدينة نيوز - بعث جلالة الملك عبدالله الثاني الاثنين رسالة تقدير لجهود القائمين على تحقيق مذكرات الراحل عودة باشا القسوس لما لها من أهمية تاريخية ووطنية.
وقرأ يوسف العودات الرسالة الملكية على الحضور في بداية احتفالية نظمتها مديرية ثقافة الكرك وفاعليات شعبية ورسمية في المحافظة خصصت لعرض مذكرات القسوس.
وقال إن الرسالة الملكية موجهة إلى كل من نايف القسوس وغسان الشوارب اللذين عملا على تحقيق ونشر هذه المذكرات الواقعة في أربعة مجلدات.
وأشار العودات الى أن جلالة الملك يرى في المذكرات وثائق وطنية هي محط اهتمام رسمي وشعبي لأنها تؤرخ لمرحلة هامة من تاريخ الأردن والمنطقة وتتجاوز مرحلة الوفاء لرجل إلى مرحلة الوفاء للوطن بما تعليه من قيم التلاحم كثقافة سادت تاريخ الوطن.
من جهته ثمن رئيس بلدية الكرك الكبرى المهندس مد الله الجعافرة اهتمام جلالة الملك ولفتته السامية برسالته المعبرة عن دور الراحل عودة القسوس وما تحتويه مذكراته من رواية توثيقية لحياة الأردنيين زمن التأسيس وقبله مثل حملة إبراهيم باشا والثورة العربية الكبرى وقيام إمارة شرق الأردن.
وأضاف الجعافرة "عودة القسوس من رجالات الرعيل الأول الذين يجسدون القيم الأصيلة والقواعد الراسخة في البناء بمفهوم الصالح العام"، واعدا بإطلاق اسم عودة القسوس على ساحة القلعة لتصبح (ميدان عودة القسوس) تكريما لهذه الشخصية الوطنية.
وقال رئيس ملتقى الفعاليات الشعبية في الكرك خالد الضمور ان المذكرات توثق لحقبة حساسة من تاريخ الأردن والمنطقة من خلال نقلها للأحداث وتسجيلها بما يشكل ربطا للماضي بالحاضر وهو ما يجب أن تطلع عليه الأجيال القادمة.
وأضاف ان المذكرات حافلة بالأحداث من زمن الدولة العثمانية وحملة إبراهيم باشا وحراك أحرار العرب وثورة الكرك وأسبابها وهي كتابة موضوعية عن تاريخ الكرك وما حولها، مشيرا الى ان تحولها من طموح للنشر إلى واقع يتداوله المهتمون إنجاز نعتز به جميعا.
وقال أستاذ التاريخ في جامعة مؤتة الدكتور محمد سالم الطراونة "إن عودة القسوس المولود عام 1877 والمتوفى 1943 من رجالات الشرق العربي وصاحب سيرة تمثل مصدر إلهام لمن يتتبع تاريخها".
وأضاف "اكد محققون تاريخيون موضوعية المذكرات ومتانة وثائقها ومعلوماتها حتى أصبحت مرجعية لتاريخ بلاد الشام عموما لما تحمله من حقائق هامة تساعد على فهم الحاضر من خلال تحقيقها لعنصر السبق التاريخي في كتابة التاريخ الأردني".
واشار الى عمل الراحل ممثلا للكرك في مجلس الولاية العثماني ودفاعه عن حقوق مواطنيه، ويسجل له موقفه المعلن منذ ثلاثينيات القرن الماضي في المقاطعة التجارية لليهود.
وقال الدكتور يوسف الحباشنة إن تمتع الراحل بغريزة اجتماعية وثقافية جعلته يتنبه لتقييد وتوثيق الأحداث بتلخيص غير مخل وتفصيل غير ممل وبمحورية تفكير في عقله ووجدانه جعلت مذكراته أول كتاب أردني محكم الإخراج وغني المضمون وهو الذي قدم له المؤرخ الدكتور محمد عدنان البخيت.
وأضاف الحباشنة "مذكرات القسوس بمضمونها احتلت موقعا متقدما في التاريخ الحديث لأنها قدمت تحليلا لأحداث هامة في الوجدان الشعبي والرسمي مثل تحليل محتويات حجر ذيبان وغزو عنزة للكرك وغزو إبراهيم باشا وبذات الأهمية قدمت المذكرات لحوارات شيوخ الكرك وتخطيطهم لثورة الكرك التي وصفها السلطان بأنها فتنة العصر وبدايات تأسيس الكيانات السياسية في بلاد الشام".
واشار الحباشنة الى انه رغم نفي القسوس الى الاناضول إلا انه نجح في تقديم نفسه كوطني عثماني من الأردن وتوسع في توثيق الحراك السياسي والاجتماعي في تلك الفترة من خلال مشاهداته محافظا على صدقية الكاتب وموضوعيته في عرض الأحداث.
وقدمت حفيدة الراحل عودة القسوس شهادة من واقع قربها منه وملاحظتها انشغاله بالكتابة ومساعدتها له فيها وعرضت نبذة عن شخصيته وحبه للعلم.
وقدم نايف القسوس قراءة للإطار السياسي للمذكرات كمحقق ومدقق ومشارك في إنجازها، مشيرا إلى وجود وثائق هامة في مكتبة الجامعة الأميركية ببيروت حول مراسلات الكرك وقصر عابدين في القاهرة.
وانتهت الاحتفالية التي أقيمت في مركز الحسن الثقافي بعرض أبرز محاور المذكرات على شاشة المسرح بالوثائق والصور بحضور حشد من وجهاء و أبناء الكرك .
- بعث جلالة الملك عبدالله الثاني الثلاثاء برقية تهنئة الى رئيس الولايات المتحدة الاميركية باراك أوباما بمناسبة عيد استقلال بلاده.
واعرب جلالته فيها باسمه وباسم شعب وحكومة المملكة الاردنية الهاشمية عن اصدق مشاعر التهنئة بهذه المناسبة، متمنيا للشعب الاميركي مزيدا من التقدم والازدهار
(بترا)