بذرة انقلابية في النسيج الديمقراطي!

تم نشره الأربعاء 04 تمّوز / يوليو 2012 02:05 صباحاً
 بذرة انقلابية في النسيج الديمقراطي!
طارق مصاروة

المعارضون الذين تحفظوا على إنشاء الجيش الحرّ في سوريا، نبهوا إلى أن خروج الاحتجاج الديمقراطي عن إطاره السلمي إلى الإطار المسلح، سيكون في صالح النظام الأقوى تسليحاً، خاصة وأن تجربة ليبيا في دعم تسلّح الاحتجاج، ونشوء ميليشيات تسيّطر على كل منطقة يتم فيها تدمير آلة الحرب القذافية.. هذه التجربة غير قابلة للاستنساخ في سوريا!

على أيِّ حال أقيم الجيش السوري الحرّ من عناصر منشقة داخل القوات المسلحة، ومن متطوعين من أحزاب المعارضة وخاصة الإخوان المسلمين، والتنظيمات الكردية في إدلب ومنبج ودير الزور. وقامت دول عربيّة متحمسة للثورات في العالم العربي بتمويل وتسليح الجيش الحرّ وصارت أكثر مواقع الصدام مع النظام هي المواقع العسكرية!

المشكل الآن، هو أن الجيش السوري الحرّ يحمل الفيروس الإنقلابي التقليدي الذي نشأ مع نشوء الدولة السورية المستقلة فقد ووجه اجتماع قيادات المعارضة السورية في القاهرة برفض قيادة الجيش الحرّ لأي قرارات توحيدية لأطراف المعارضة المختلفة، وأي برنامج عمل للمرحلة الخطرة والحساسة القائمة.. بين إزاحة النظام ووضع المداميك للنظام الديمقراطي الجديد!

الجيش السوري بدأ عام 1949 بالإطاحة بالنظام الديمقراطي الذي تصدرته الكتلة الوطنية قائدة النضال ضد الاستعمار، بحجة فساده. وكنا وقتها طلاباً في الابتدائي خرجنا من مدارسنا الكبيرة لنتظاهر ضد رفع «خبز الوسيئة» الذي ورثه السوريون من أيام الحرب العالمية، ولم نفهم وقتها معنى «الوسيئة» إلا فيما بعد، وهي لغة دمشقية «للوثيقة» التي كان يحملها الفقراء للحصول على خبز مدعوم!

بدأ تدخل الجيش وكثرت انقلاباته ومحاولات انقلاباته حتى بلغت تسعة وعشرين إنقلاباً ومحاولة، وكانت الكارثة أن الانقلابات جاءت معها بالطائفية، فحسني الزعيم ورث عبدالله عطفه وهما كرديان، وكان رئيس وزراء الانقلاب حسني البرازي كردياً. وجاء بعد الزعيم كتلة ضباط الدروز وسامي الحناوي.. ثم حكم الشيشكلي بالجهوية الإقليمية، وحين جاءت الوحدة حسبت البرجوازية السورية أن عبدالناصر سيخلصها من انقلابات العسكر لكن الانفصال اثبت ان الذين قاموا به هم الضباط الدمشقيون.. وكان هؤلاء الاقل نفوذاً في الجيش.. جاء بعدهم العلويون.. واستمروا!

الجيش السوري الحرّ، وهو لا يزال بعيداً عن رئاسة الأركان، يقبل ويرفض القوى الديمقراطية التي تتآلف الآن وتضع استراتيجيات المرحلة القادمة. فكيف إذا تم تحرير سوريا من الطغيان؟! وهل يقبل الجيش الحرّ الذي سيعلن أنه حرَّر سوريا أن يعود إلى معسكراته؟!

المشكل أن القوى الدولية والإقليمية تصرّ على تنمية المعارضة المسلحة.. وهي تدري أو لا تدري انها تضع لغماً في مستقبل الديمقراطية في سوريا! ( الرأي )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات